تستعرض «الشروق» على مدار سلسلة تمتد 15 يومًا، حلقات تتضمن حديثا عن السينما الأمريكية وعلاقتها بتكوين صورة مشوهة عن العرب بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تنهار هذه الصورة وتتفتت بسبب منصات التواصل الاجتماعي، من خلال كشف مدى مساهمة الحكومات الأمريكية في قهر الشعب الفلسطيني والمساعدة على إبادته على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
فتبدأ تلك الحلقات من الجندي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلى الشباب الذين أعادوا اسم أسامة بلادن إلى التريند على منصات التواصل الاجتماعي لقراءة رسالته إلى أمريكا، ومحاولة فهم لماذا يكره هذه الدولة، إلى جانب المئات من الاحتجاجات السلمية والوقفات الصامتة التي تُجرى على أرض الولايات المتحدة دعما لفلسطين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، وعشرات التوقيعات على رسائل تطالب بوقف إطلاق النار، ووقف الحرب في غزة من مشاهير هوليود مثل "جون ستيوارت، وخواكين فينيكس، ومارك روفالو، و رامي يوسف، وريز أحمد وغيرهم"، كما شارك البعض بشكل مباشر في مظاهرات في الشارع مثل سوزان ساندرون.
وقد كانت حرب غزة هي الحجر الضخم الذي حرك المياه الراكدة بعد سنوات من تكريس صورة معينة عن العرب كإرهابيين، في عشرات الأفلام، ذات الإنتاجات الضخمة، ولكن في عصر منصات التواصل الاجتماعي يرى العالم ما يحدث من قتل وإبادة مباشرة، ويستطيع كل فرد الحكم بنفسه وتحديد موقفه.
• خلية هاموبرج "The Hamburg Cell"
خلية هامبورج.. فيلم يمزج بين الدراما والأسلوب التسجيلي «دكيودراما»، إنتاج بريطاني- كندي خلال عام 2004، ومن إنتاج القناة الرابعة وهيئة الإذاعة الكندية، وإخراج أنطونيا بيرد.
الفيلم يروي تفاصيل تكوين خلية هامبورج، وهي جماعة إسلامية متطرفة ضمت الإرهابيين الذين قادوا الطائرات المختطفة خلال هجمات 11 سبتمبر، ورغم أن الخلية الإرهابية كان يقودها شخص يدعى محمد عطا، إلا أن الفيلم يركز على شخصية زياد جراح.
ويركز الفيلم على قصة حياة جراح، اللبناني الجنسية، وكيفية تحوله من طالب متفوق بكلية الهندسة قادم من أسرة غير متدينة، إلى متطرف يتبنى أفكار تدمير أمريكا التي تمثل الشيطان، وهذا الانتقام يجعله لا يفرق بين السياسة الأمريكية والمواطن الأمريكي.
ويبدأ الفيلم بحالة غسل المخ التي تعرض لها في أفغانستان، وينتهي بركوبه الطائرة 93 التي اتجهت لتفجير البيت الأبيض.
وكتبت الجارديان عن الفيلم أنه «يقدم صورة موضوعية عن أعضاء خلية هامبورج، بعيدا عن تصويرهم كأبطال أو أشرارا تقليديا»، حيث يركز الفيلم على الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها رجال مثل زياد جراح، بالإضافة إلى الضغوط الاجتماعية والدينية التي شكلت المجموعة في رحلتهم من كونهم طلابًا في ألمانيا إلى تنفيذ واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية الأشهر في التاريخ.
وباستخدام محاضر المحكمة والمعلومات التي جمعتها وكالات الاستخبارات والمقابلات مع الرجال الذين حضروا معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان والذين يعرفون شخصياً زعماء المجموعة، ترسم المخرجة صورة عن هوية أعضاء الخلية، والتفكير الذي دفعهم إلى تنفيذ العملية.
ويضم فريق التمثيل في الفيلم: كريم صلاح في الدور الرئيسي زياد جراح، ومارال كامل، أجني تسانجاريدو، عمر بردوني، عدنان مارال، كامل بطرس، تامر دغم، خالد ليث، ناصر معرزية، عمر الصعيدي، باسم بريش، مارك كليفتون.