• «جولدمان ساكس» يخفض مستهدفات مؤشرات الأسهم الصينية للمرة الثانية خلال أبريل
• تحقيق أمريكي يهدد بإشعال توتر جديد بين واشنطن واقتصادات آسيوية كبرى
لا يزال العالم يدور في فلك قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ سجلت الأسهم الآسيوية مكاسب في مستهل التداولات أمس، بعد تعليق الرسوم الجمركية على مجموعة من الإلكترونيات الاستهلاكية، ما عزز المعنويات عقب أسبوع مضطرب في الأسواق، في وقت تراجع الدولار مقابل الين.
كما ارتفعت أسعار النفط، خلال التعاملات الصباحية، لتواصل حصد المكاسب للجلسة الثانية على التوالي، مع تقييم السوق للتحركات الأمريكية لتشديد العقوبات على إيران وفنزويلا في تقييد إمدادات النفط.
بينما استهلّت الأسواق التعاملات الآسيوية على انخفاض، وسط مخاوف من أن الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين من زيادة المكاسب قد تُضعف النمو الاقتصادي العالمي وتؤثر سلبًا في الطلب على الوقود.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، الأسبوع الماضي، على ارتفاع بنسبة 2.5%، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها خلال جلسة الخميس مع تقييم المتعاملين تأثير حرب الرسوم التجارية في الطلب.
وارتفعت اليوم، أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو، بنسبة 0.15%، لتصل إلى 64.86 دولارًا للبرميل. كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم مايو، بنسبة 0.20%، لتصل إلى 61.62 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع الحذر في الأسهم والنفط، تأثرا بقرار ترامب إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية المتبادلة. وهي خطوة وصفتها الصين بـ "تصحيحاً محدوداً" لأخطاء واشنطن التجارية.
لكن ترامب سارع إلى التأكيد على أن الإعفاءات لا تشمل نسبة الـ20% المفروضة على الصين وكندا والمكسيك، والمصممة للضغط على هذه الدول لمنع تدفق الفنتانيل إلى الأراضي الأمريكية.
في حين قال هوارد لوتنيك، وزير التجارة الأمريكي، إن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الإلكترونيات الأخرى المعفاة من الرسوم الجمركية الكبيرة على الواردات من الصين ستواجه رسوماً جديدة منفصلة.
وأضاف لوتنيك أن ترامب سيفرض هذه الرسوم في غضون شهر أو شهرين، إلى جانب رسوم تستهدف قطاعي أشباه الموصلات والأدوية.
وستقع هذه الرسوم الجديدة خارج نطاق ما يسمى بالرسوم الجمركية المضادة التي فرضها ترامب، والتي ارتفعت بموجبها الرسوم على الواردات الصينية إلى 124% الأسبوع الماضي.
وتستهدف إدارة البيت الأبيض إحياء الصناعة المحلية، أو كما وصفها لوتنيك: "هذه أمور تتعلق بالأمن القومي... ويجب أن تُصنع في أمريكا".
ويخطط ترامب لتوجيه وزارة التجارة بفتح تحقيق جديد قد ينتهي بفرض رسوم جمركية إضافية على قطاع أشباه الموصلات، تحت شعار "حماية الأمن القومي"، وفقاً لما كشفه مسؤول في البيت الأبيض لموقع "بوليتيكو".
والتحقيق المرتقب يهدد بإشعال توتر جديد بين واشنطن وعدد من الاقتصادات الآسيوية الكبرى، وعلى رأسها تايوان – المورد الرئيسي للرقائق الإلكترونية إلى الولايات المتحدة. وهو ما قد يربك حسابات عمالقة التكنولوجيا الأميركية الذين يعتمدون على هذه المكونات الدقيقة في كل شيء، من الهواتف الذكية إلى مراكز البيانات.
وفي تأكيد إضافي على أن الأمر جدي، كتب ترمب على منصة "تروث ميديا" أن إدارته "تدرس قطاع أشباه الموصلات وسلاسل توريد الإلكترونيات" ضمن مراجعات الأمن القومي المتعلقة بالرسوم الجمركية.
ونتيجة لذلك؛ خفض جولدمان ساكس مستهدفات مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسية للمرة الثانية خلال أبريل الجاري.
وفي سياق متصل، بدأ الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الاثنين، جولة لدول جنوب شرق آسيا: فيتنام، وماليزيا، وكمبوديا، وهي الدول التي تخضع لإعفاء 90 يوماً من رسوم متبادلة تتراوح بين 24% و49%.
ويحمل الرئيس الصيني خلال زيارته لهذه الدول مشاريع بنية تحتية ضخمة واتفاقيات للتعاون في الذكاء الاصطناعي، الجيل الخامس، وسلاسل الإمداد، بينما يقف ترامب على الجهة المقابلة ملوحاً برفع الرسوم إلى 145% على كل من يجرؤ على "مساعدة الصين".
"لا رابحين في الحروب التجارية"، هكذا كتب شي في مقال نُشر في صحيفة فيتنامية، وهو يغازل جيرانه الجنوبيين الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة النزاعات الجيوسياسية وسندان الاعتماد الاقتصادي على بكين.