قال مسئولون أمريكيون، إن إسرائيل حشدت ما يكفي من قواتها على أطراف مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، تمهيداً لشن توغل واسع النطاق في الأيام المقبلة، وذلك رغم تحذيرات أمريكية من خطورة الأمر، حسبما نقلت شبكة «CNN».
وأوضح أحد المسئولين أن إسرائيل «لم تقترب بعد من اتخاذ الاستعدادات الكافية، بما في ذلك بناء البنية التحتية المتعلقة بالغذاء والنظافة والمأوى، قبل احتمال إجلاء أكثر من مليون من سكان غزة في رفح»، مؤكدا أن مواصلة إسرائيل عملية برية واسعة النطاق، سيكون مخالفاً لأشهر من التحذيرات التي أطلقتها الولايات المتحدة.
ومع دخول الحرب شهرها السابع، يتساءل المسئولون الأمريكيون بشكل متزايد عن النهج الذي تتبعه إسرائيل في التعامل مع الحرب، بما في ذلك الإشارة علناً إلى أنه من غير المرجح أن تحقق هدفها المعلن المتمثل في تدمير حركة «حماس».
ورغم أن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل «لن تكون قادرة على تدمير حماس بشكل كامل، إلا أنها تعتقد أن إسرائيل حققت العديد من أهدافها الأولية في الحرب».
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان كبار قادة الحركة موجودين في رفح، لكن الولايات المتحدة تواصل مساعدة إسرائيل في مهمتها المتمثلة في محاولة القضاء على أكبر عدد ممكن من كبار أعضاء حماس، بما في ذلك من خلال تقديم مساعدة استخباراتية كبيرة في محاولة تعقب شخصيات قيادية في الحركة.
وكان المسئول الثاني في وزارة الخارجية الأمريكية، كيرت كامبل، قال الاثنين، إن هناك توترات واضحة بين البلدين حول «نظرية النصر».
وأضاف: «في بعض الأحيان، عندما نستمع عن كثب إلى القادة الإسرائيليين، فإنهم يتحدثون في الغالب عن فكرة تحقيق نوع من النصر الساحق في ساحة المعركة، النصر الكامل. لا أعتقد أننا نعتقد أن هذا محتمل أو ممكن، نرى أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الحل السياسي».
في ذات الإطار، انتقد البيت الأبيض مشروع قانون جمهوري، يهدف إلى إجبار الرئيس جو بايدن، على إطلاق شحنة من القنابل عالية الحمولة لإسرائيل، والتي حجبها في وقت سابق من الشهر الجاري، وسط مخاوف من استخدامها في هجوم كبير على رفح.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: «نعارض بشدة محاولات تقييد قدرة الرئيس على نشر مساعدة أمنية أمريكية تتوافق مع السياسة الخارجية للبلاد وأهداف الأمن القومي».
وشددت على أن الولايات المتحدة «أوقفت مؤقتاً شحنة واحدة فقط من القنابل وخطط لإنفاق كل سنت من مساعدات إسرائيل البالغة 17 مليار دولار والتي أقرها الكونجرس الشهر الماضي».
ومن شأن مشروع القانون أن يجمد ميزانيات وزير الخارجية ووزير الدفاع ومجلس الأمن القومي، حتى يتم تسليم القنابل إلى إسرائيل، وفي حين أنه من المرجح أن يجتاز مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، فمن المؤكد أنه قد يفشل في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق معبري رفح الحدودي، وكرم أبو سالم التجاري جنوب قطاع غزة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ووسعت تلك القوات من هجماتها البرية والجوية، في جميع محافظات قطاع غزة بعد مطالبتها بتهجير الأهالي من مناطق واسعة في جباليا شمال القطاع، وشرق وجنوب مدينة رفح، وتوغلها في جنوب مدينة غزة وشرق خان يونس.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35173 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 79061 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.