استبعد عدد من المحللين نجاح الحكومة فى جمع مليارى دولار، خلال الشهر الحالى، إلا فى حالة إتمام إحدى الصفقات بقيمة كبيرة مثل بيع حصة المصرية للاتصالات فى فودافون إيجيبت، أو بيع محطات كهرباء بنى سويف.
وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، بنهاية شهر إبريل الماضى أن الحكومة تستهدف جمع مليارى دولار من بيع الأصول قبل نهاية يونيو الحالى، مشيرا إلى أنه سيتم تشكيل وحدة لإدارة برنامج الطروحات الحكومية لتسريع وتيرة عمل البرنامج، على أن يتم تعيين مستشار لرئيس الوزراء لإدارة برنامج الطروحات الحكومية والاتفاق مع استشارى دولى لمساعدة الحكومة فى البرنامج.
ويرى مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة العربية أون لاين، صعوبة فى نجاح الحكومة فى جمع مليارى دولار من بيع الأصول قبل نهاية الشهر الحالى، متوقعا جمع أكثر من مليار دولار فى حالة إتمام صفقة بيع حصة المصرية للاتصالات فى «فودافون ايجيبت» خلال الشهر الحالى.
وأضاف شفيع أنه لتسريع بيع الأصول الحكومية على مجلس الوزراء تحديد الشركات التى سيتم بيعها بصورة واضحة، مرجعا التأخر فى بيع الأصول خلال الفترة الماضية لأن العديد من المؤسسات الدولية والعربية المهتمة بشراء الأصول المصرية تنتظر مراجعة صندوق النقد الدولى التى كان من المفترض أن تتم فى مارس الماضى.
ولفت إلى أن التأخر فى بيع الأصول يرجع أيضا لوجود مفاوضات حول حصص الملكية، خاصة أن المستثمرين العرب يريدون الاستحواذ على الحصة الحاكمة فى الشركات، موضحا أن القطاعات الأكثر اهتماما من قبل المستثمرين العرب تشمل البتروكيماويات وقطاع الخدمات المالية غير المصرفية بجانب القطاع العقارى.
وأوضح أن الهدف الأساسى من بيع الأصول هو جمع العملة الصعبة لتعويض أزمة النقص فيها، وبالتالى فإن عملية بيع الأصول لمستثمر استراتيجى هى الأقرب خلال الفترة الحالية، عن طرح الشركات فى البورصة فى الوقت الحالى.
وبحسب وكالة بلومبرج، هناك مفاوضات جارية بين الحكومة المصرية وعدد من الصناديق العربية للاستحواذ على حصة المصرية للاتصالات فى فودافون مصر، أبرزها الصندوق السيادى القطرى، والصندوق السيادى السعودى، واللذان تقدما بالفعل بعروض لشراء جزء من حصة المصرية للاتصالات فى فودافون مصر.
من جانبه قال محمد حسن، مدير صناديق الاستثمار بشركة أودن للاستثمارات المالية، إن نجاح الحكومة فى جمع مليارى دولار من بيع الأصول الحكومية قبل نهاية الشهر الحالى، يتوقف على إتمام صفقة بقيمة كبيرة مثل بيع محطات كهرباء بنى سويف، مؤكدا أن تعطل عمليات البيع خلال الفترة الماضية نتيجة عدم تواصل الأطراف المعنية لسعر مناسب لتقييم الأصول.
وبحسب وكالة بلومبرج فإن شركتى «أكتيس» البريطانية و«إدرا باور هولدنج» الماليزية، أبديتا اهتماما متجددا بشراء محطة كهرباء «سيمنز» فى بنى سويف، فى صفقة قد تبلغ قيمتها نحو مليارى دولار.
ويرى حسن أن هناك أصولا كثيرة يمكن بيعها لمستثمرين استراتيجيين خلال الفترة المقبلة، لحل أزمة نقص العملة، أبرزها بنك القاهرة والمصرف المتحد وبعض شركات البترول، بالإضافة إلى شركتى صافية والوطنية، مستبعدا أن تستقبل البورصة طروحات جديدة خلال الفترة المقبلة على الأقل لحين استقرار سعر الصرف، «يمكن أن تستقبل البورصة طروحات جديدة خلال النصف الثانى من العام المالى المقبل».
وفى فبراير الماضى، أعلن رئيس مجلس الوزراء، عزم الحكومة طرح 32 شركة فى البورصة أو بيع حصص منها لمستثمرين رئيسيين، وذلك على مدار عام، مضيفا أن خطة الطرح تشمل بنك القاهرة، والمصرف المتحدة، والبنك العربى الأفريقى الدولى، بجانب شركة مصر للتأمين.
فى سياق متصل، يرى إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النعيم، صعوبة فى جمع مليارى دولار من الطروحات الحكومية قبل نهاية الشهر الحالى، إلا فى حالة وجود اتفاقات متوقفة فقط على التنفيذ، وهذا أمر مستبعد خلال الفترة الحالية.
وأضاف أن الطرح لمستثمر استراتيجى هو الأقرب خلال الفترة الحالية بهدف حل أزمة نقص العملة، متوقعا أن تشهد شركة مصر لإنتاج الأسمدة – موبكو تنفيذ صفقة جديدة خلال الفترة المقبلة.
وفى أغسطس 2022 استحوذت شركة المصرية السعودية للاستثمار التابعة لصندوق السيادى السعودى على 25% من موبكو للأسمدة ضمن صفقة تضم 5 شركات بقيمة 1.3 مليار دولار، كما استحوذ الصندوق السيادى لأبوظبى على 20% من الشركة فى أبريل من العام نفسه.