تفتتح وزارة السياحة والآثار متحف إيمحتب بمنطقة سقارة، خلال الأيام المقبلة، وذلك عقب الانتهاء من ترميمه من قبل وزارة السياحة والآثار وبعض الجهات المعنية.
وبعد الانتهاء من الترميم بشكل كامل لمتحف إيمحتب ستتسلم إدارة المنطقة، ومن ثم يتم وضع القطع الأثرية في قاعات المتحف وفقًا لسيناريو العرض المتحفي الخاص بمتحف إيمحتب.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن مشروع ترميم وتطوير متحف إيمحتب يعد أحد أهم المشروعات التي عملت الوزارة على الانتهاء منها، نظرا لما يتمتع به من خصوصية متفردة حيث إنه أهم متاحف المواقع الأثرية بمصر، والذي تم إنشائه تخليدا وتكريما لذكرى المهندس المعماري المصري "إيمحتب".
وأوضح وزيري، في بيان له، أن افتتاح المتحف سيزيد من المزارات السياحية بمنطقة سقارة الأثرية، بالتزامن مع التوافد الكبير للحركة السياحية للمنطقة، خاصة في ظل الاكتشافات الأثرية الجديدة التي شهدتها المنطقة.
وأكد أن متحف إيمحتب بمنطقة آثار سقارة يعرض أقدم مومياء ملكية لـ مرن رع ابن الملك زوسر والذي تولى أريكة البلاد بعد بيبي الأول بكر ولديه مرن رع وكان لا يزال صبيًّا، ومن المحتمل جدًّا أن بيبي تزوج من والدته في أواخر أيامه، ولقب هذا الفرعون محتى أم ساف، ومعناه الإله محتي حاميه، ولم يمكث على عرش الملك أكثر من سبعة أعوام، ومات وهو لا يزال في بداية العقد الثاني من عمره.
وسيعرض متحف إيمحتب بمنطقة آثار سقارةعدد من الأواني المختلفة الأشكال والأحجام، ومنحوتات النماذج الخشبية والحجرية لكبار الموظفين، ونتاج حفائر البعثات المصرية والأجنبية التي عملت في سقارة، إضافة إلى أقدم مجموعة من أدوات الجراحة في التاريخ، وتماثيل برونزية للمعبودات المصرية، بجانب قاعة للتهيئة المرئية.
ويضم متحف إيمحتب ستة قاعات عرض، من أبرزهم قاعة المكتبة لما تحتويه من مجموعة متنوعة من الكتب والدوريات العلمية، إضافة إلى كتابات بخط اليد خاصة بعمل المهندس الفرنسي وعالم المصريات والخبير الأول في تقنيات وأساليب بناء الهرم "جان فيليب لوير"، الذي كرس حياته لترميم مجموعة الملك زوسر الهرمية لمدة 75 عامًا بمنطقة آثار سقارة، فضًلا عن مكتبة تضم مقتنياته الخاصة به مثل بوصلة، وكاميرا، وبعض الصور.
وفي ذات السياق قام العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار لمشروعات الآثار والمتاحف والمشرف العام على قطاع المشروعات، إن مشروع التطوير تتضمن استبدال الأرضيات الحجرية التالفة ورفع كفاءة وتعلية الأسوار المحيطة، وتطوير ورفع كفاءة شبكات الري بمنطقة مسار الزيارة، ورفع كفاءة دورات المياه وتطوير مسارات الزيارة، فضلا عن أعمال التشطيبات النهائية لقاعات العرض المتحفي، كما تم الانتهاء من أعمال الإضاءة التخصصية البانورامية للموقع العام والقطع الأثرية المعروضة بالمتحف، وأعمال التأمين والمراقبة التليفزيونية وتشطيبات واجهات المتحف وأعمال رفع كفاءة وحدات التكييف المركزي.
كما تم تحسين وتطوير الخدمات المقدمة للزائرين عن طريق تزويد المتحف بعدد من اللوحات الإرشادية والتعريفية وشاشات عرض تفاعلية يتم من خلالها عرض مادة فيلمية عن بعض الاكتشافات الأثرية بموقع جبانة سقارة، إضافة إلى توفير كل سبل الإتاحة بالمتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم حيث تم عمل دورات مياه ومسارات زيارة خاصة بهم، كما تم تزويد الموقع بالكافتيريات والبازارات، الأمر الذي من شأنه العمل على تحسين تجربة الزائرين بما يتناسب مع أهمية المتحف والموقع الأثري ككل.