أبو رمضان: المرافق الطبية بغزة تتعرض لتدمير ممنهج وعمليات إجلاء الجرحى متوقفة.. ونقدر الجهود المصرية الكبيرة لوقف العدوان
أكد وزير الصحة الفلسطيني الدكتور ماجد أبو رمضان أن الفظائع المتصاعدة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية نتيجة العدوان الإسرائيلي أصبحت تتجاوز جميع الإحصاءات الرقمية.
وأوضح أبو رمضان في تصريحات لـ"الشروق"، أمس، أن هناك استهدافًا متعمدًا للنظام الصحي الفلسطيني يصل إلى حد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، والذي استطاع بالفعل أن يعيد النظام 40 عامًا إلى الوراء، مشيرًا إلى التدمير الممنهج الذي يقوم به الاحتلال للمرافق الصحية واستهداف الأطباء إما بالاعتقال أو القتل.
ودعا الوزير الفلسطيني جميع المنظمات الإنسانية والصحية الدولية إلى الدخول بشكل عاجل إلى غزة، وضمان الحماية للعاملين في المجال الصحي والمرافق والمدنيين، مشددًا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الحصار المستمر على غزة لوقف هذه المعاناة الإنسانية.
وحول آخر مستجدات الوضع الصحي في غزة، أشار أبو رمضان إلى الكارثة الصحية التي يواجهها القطاع نتيجة موارد المياه غير الآمنة، والاكتظاظ ونقص احتياجات النظافة الأساسية، الأمر الذي بات يعرض المدنيين للأمراض المنقولة بالمياه والجفاف، كما أدت تلك الظروف إلى زيادة في الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها وكذلك الوفاة المبكرة.
وأشار أبو رمضان إلى أن الرعاية الصحية تواجه العديد من التحديات نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، ومنها النقص الحاد في الكوادر والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، مما يجعل العاملين في مجال الرعاية الصحية يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح.
وفيما يتعلق بأعداد الشهداء والجرحى في غزة، أشار وزير الصحة الفلسطيني إلى أن العدد الإجمالي للشهداء يصل إلى 43665 شهيدًا، إلا أن هناك 1293 شهيدًا غير مستوفي البيانات الكاملة، موضحًا أن هؤلاء الشهداء لم يكتمل تسجيل بياناتهم كاملة مثل الاسم الرباعي ورقم الهوية والجنس وتاريخ ومكان الاستشهاد. كما أوضح أن العدد الإجمالي للشهداء لا يشمل أعداد المفقودين الذين بلغ عددهم نحو 10 آلاف.
وأوضح وزير الصحة الفلسطيني أن عدد الجرحى منذ السابع من أكتوبر عام 2023 يقدر بحوالي 103100 فلسطيني، موضحًا أن العديد من هؤلاء الجرحى يعانون من صدمات شديدة وظروف تهدد حياتهم، ورغم ذلك لا تزال جميع عمليات الإجلاء الطبي خارج غزة متوقفة نتيجة إغلاق الاحتلال المعابر، وخاصة معبر رفح جنوب القطاع، مطالبًا في هذا الشأن بضرورة المساعدة في إجلاء الجرحى لتلقي الرعاية الطبية في الخارج لإنقاذ حياتهم.
وأشار أبو رمضان إلى جهود الوزارة المتواصلة لتوفير مختلف أشكال الدعم الصحي لأبناء الشعب الفلسطيني من خلال التعاون والشراكة مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والمؤسسات الصحية الدولية، وذلك رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل.
ونوه إلى اختتام الحملة الطارئة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في محافظة غزة، موضحًا أن نسبة التغطية بلغت 94%، حيث تم تطعيم 105558 طفلًا في مدينة غزة، مستنكرًا في السياق ذاته حرمان الأطفال في محافظة شمال غزة من الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح جراء تصاعد وتيرة عدوان الاحتلال واستهدافه لمراكز العلاج والتطعيم، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجه الكوادر الصحية والمدنيين من أهالي هؤلاء الأطفال.
كما أشاد وزير الصحة الفلسطيني بالجهود المصرية المستمرة من أجل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، والدعم الكبير من القاهرة للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مثمنًا جهود وزارة الصحة المصرية لاستجابتها الدائمة لجميع احتياجات الشعب والقطاع الصحي الفلسطيني.
وأكد أبو رمضان أن الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية يستوجب الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة إيصال الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة، ومطالبًا بضرورة تطبيق القوانين الدولية الإنسانية لحماية المدنيين والمؤسسات الصحية من الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.