براتب 1500 دولار.. دولة الاحتلال تستعين بأفارقة لسد النقص في العمالة الزراعية - بوابة الشروق
الأحد 7 يوليه 2024 9:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

براتب 1500 دولار.. دولة الاحتلال تستعين بأفارقة لسد النقص في العمالة الزراعية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
محمد نصر
نشر في: الخميس 14 ديسمبر 2023 - 5:54 م | آخر تحديث: الخميس 14 ديسمبر 2023 - 5:54 م

اتجهت دولة الاحتلال الإسرائيلي نحو إفريقيا، لسد فجوة العمالة الحادة في مزارعها، بعدما غادرها أكثر من 10 آلاف عامل زراعي مهاجر، معظمهم من مواطني تايلاند، في خروج وصف بالجماعي في أعقاب السابع من أكتوبر، وفقا لبي بي سي.

كانت دولة الاحتلال قد منعت دخول العمال الفلسطينيين، وشكلوا ما يقرب من 20% من القوة العاملة الزراعية قبل الحرب.

ووفقا لوكالة الأناضول، ذكرت وزارة الزراعة في إسرائيل، أن ما بين 30 إلى 40 ألف عامل زراعي غادروا دولة الاحتلال، نصفهم من الفلسطينيين الذين مُنعوا من دخول دولة الاحتلال من الضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.

وكانت الوزارة قد قالت لشبكة سي إن إن، إن البلاد بحاجة إلى ما بين 30 إلى 40 ألف عامل زراعي، بحسب بي بي سي.

وكانت وزارة العمل والحماية الاجتماعية الكينية، أعلنت الخميس الماضي، نيتها إرسال 1500 عامل إلى دولة الاحتلال للعمل في القطاع الزراعي، وذلك في محاولة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات الثنائية، بعد يوم من اجتماع ثنائي بين مسئولين كينيين ووفد إسرائيلي عقد في وزارة العمل والحماية الاجتماعية في العاصمة نيروبي، وفقا لوكالة الاناضول التركية.

وقالت كينيا إن مدة عقود العمل ثلاث سنوات قابلة للتجديد، بدخل شهري صافي قدره 1500 دولار.

وفقا للأناضول جاء إعلان كينيا متماشيا مع الاتجاه المتزايد في الدول الأفريقية، بعدما قررت جمهورية ملاوي إرسال 5000 شاب كعمال، وصل منهم لدولة الاحتلال كبداية نحو 220 شخصا، خلال الشهر الماضي، مع خطط لزيادة هذا العدد بشكل كبير.

وتخطط دولة الاحتلال لتوظيف عمال زراعيين من أوغندا أيضا، وقد بدأ التوظيف في تنزانيا بالفعل، وفقا لما صرح به سفير دولة الاحتلال في كينيا، مايكل لوتيم، لبي بي سي، والذي عزى النقص في العمالة إلى استدعاء ما يقدر بنحو 360 ألف جندي احتياط للخدمة العسكرية منذ بدء الحرب، لكنه لم يرجعها للقيود المفروضة على عمل الفلسطينيين أو مغادرة الرعايا الأجانب كأسباب للنقص.

مخاوف بشأن سلامة العمال

أثار إعلان كينيا ردود فعل متباينة في الدولة الواقعة شرق أفريقيا، حيث أعرب البعض عن قلقه بشأن سلامة العمال، وبالمثل في مالاوي، الواقعة جنوب شرق إفريقيا، حيث انتقدت جماعات حقوق الإنسان والسياسيون المحليون فيها اتفاق حكومتهم، معربين عن مخاوفهم بشأن مدى توفر الأمان الكافي لمواطنيها، وبحسب الوكالة فقد أكد ويزي كاييرا، وزير العمل في ملاوي، أن تصدير العمالة إلى دول مختلفة، بما في ذلك إسرائيل، هو وسيلة لتوفير فرص عمل للشباب، وتوفير النقد الأجنبي للبلاد البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.

وكان ما لا يقل عن 32 عاملا زراعيا تايلانديا، قُتلوا واحتُجز عدد آخر لدى حركة حماس، خلال أحداث السابع من أكتوبر الماضي.

وفي عام 2018، وجد تحقيق أجرته بي بي سي، أن العديد من عمال المزارع المهاجرين في دولة الاحتلال تعرضوا لممارسات عمل غير آمنة وظروف معيشية مزرية وغير صحية، بعضهم كان يعمل فوق طاقته، والبعض الآخر يتقاضى أجورا زهيدة، وكانت هناك عشرات الوفيات الغامضة.

وبحسب بي بي سي، فقد سبق لمنظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش، دق ناقوس الخطر إزاء معاملة إسرائيل لعمال المزارع الأجانب. فيما أنكرت دولة الاحتلال في ذلك الوقت هذه الاتهامات، وقالت إن العمال الأجانب يتمتعون بنفس حقوق العمل التي يتمتع بها المواطنون الإسرائيليون.

فرص عمل تشتد الحاجة إليها

لكن بعض الكينيين يؤيد الصفقة، وفق بي بي سي، قائلين إنها توفر فرص عمل تشتد الحاجة إليها، في وقت تكافح فيه كينيا أزمة بطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، حيث يبلغ معدل البطالة في كينيا 5.5%، وفقا للبنك الدولي.

وقال ويليام كامبوانديرا، المدير التنفيذي لمركز المساءلة الاجتماعية والشفافية، وهي منظمة تراقب حقوق العمال بجمهورية مالاوي، إن "الناس يخرجون من اليأس"، مضيفا: "بالنظر إلى الحرب الدائرة، فإننا نشعر بالقلق بشأن سلامة هؤلاء الشباب والشابات".

لكن سفير دولة الاحتلال في كينيا يقول لبي بي سي، إن عمال المزارع في مناطق قريبة من المواجهات، وسوف يتمتعون بنفس الحماية التي يتمتع بها الإسرائيليون.

الوعد بوظيفة آمنة

ووفقا لبي بي سي، فبالنسبة للعديد من العمال الملاويين الذين يذهبون إلى دولة الاحتلال، فقد أدى الوعد بوظيفة آمنة وراتب مرتفع، إلى دفع المخاوف المتعلقة بالسلامة.

وكان أندرو تشونجا، 27 عاما، جزءا من المجموعة الأولى المكونة من 221 ملاويا الذين عملوا في دولة الاحتلال منذ الشهر الماضي، ويعيش حاليا في منزل مكون من غرفتي نوم مع ملاويين آخرين في مزرعة في وسط دولة الاحتلال، وقد أمضى أسبوعه الأول في إزالة الحشائش.

يقول أندروا: "الأمر كله يتعلق بالمال، أنا هنا من أجل مراعي أكثر خضرة"، وأضاف ضاحكا: "عندما أعود إلى بلدي، سأكون مليونيرا".

أيضا جاميسون كوباتامويو، 27 عامًا، مواطن مالاوي آخر، قال إنه يشعر بسعادة غامرة لحصوله على الوظيفة لأنها ستساعده في الحصول على تدريب في الزراعة وإرسال أجر جيد إلى أسرته.

وقال كوباتامويو لبي بي سي: "سأبقى في إسرائيل لمدة خمس سنوات ولكنني سأعود إلى مالاوي كل عام لقضاء عطلة". وأضاف: "هناك بطالة في ملاوي، والرواتب منخفضة مقارنة بإسرائيل".

وعما إذا ما كان قلقا على سلامته الشخصية، أجاب: "كنت على علم بالفعل بالصراع في إسرائيل، ولكن هناك الكثير من الأخبار المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: "إن أجزاء صغيرة فقط من إسرائيل هي التي تأثرت، وليس البلد بأكمله".

وقال كوباتامويو، إن وكالة التوظيف التي يعمل بها تحدثت معه بشأن الحرب: "لقد شرحوا لنا كل شيء عن الحرب وأكدوا لنا أن المكان الذي نتجه إليه هو مكان آمن وقد شهدنا ذلك حتى الآن".

وقال رجل يبلغ من العمر 31 عاما، من عاصمة مالاوي ليلونغوي لبي بي سي إنه سيسافر إلى إسرائيل قريبا بعد أن ظل عاطلا عن العمل لمدة أربع سنوات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك