لم يتخيل الشاب "أحمد أنور"، صاحب الـ 36 عاما، والذي يعمل مقاول تشطيبات أن حياته ستنتهي بتلك الطريقة المأسوية، بعدما استغل 3 أشقاء أصحاب ورشة ألمونتال ضعف جسده كونه يستند على "عكاز"، وتعدوا عليه بعدة طعنات بالأسلحة البيضاء ليلفظ أنفاسه الأخيرة وسط الشارع وأمام أعين المارة في منطقة النزهة بالسلام في محافظة القاهرة، وشرعوا في قتل شريكه، وذلك بسبب خلافات مالية بينهم.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على شقيقين اثنين من المتهمين بقتل الشاب والشروع في قتل شريكه، وتولت النيابة العامة التحقيقات، كما أمرت بضبط وإحضار الشقيق الثالث لاشتراكه في القضية، وجدد قاضي المعارضات حبس المتهمين 15 يوما.
عقارب الساعة تشير إلى الـ 10 والنصف ليلا وسط هدوء تام يغلب على شارع الـ 27 بمنطقة النزهة في السلام، يقف الشاب "أحمد أنور" المستند على عكازه هو وشريكه "محمد عواد" لشراء بعض مستلزمات عملهما من محل "حدايد وبويات"، وأثناء حديثهما مع بائع المحل قطعهما الشاب "م. ش." صاحب ورشة الوميتال الذي يقطن بذات المنطقة.. قائلا لهم: "أنا عايز 2000 جنيه باقي حساب الشغل "، ليرد عليه الشريك بالرفض "الشغل خلص من زمان وأنت أخدت حسابك"، حسب رواية أسرة المجني عليه في حديثهم مع "الشروق".
على إثر ذلك نشبت مشادة كلامية بين الشريك وصاحب الورشة؛ حاول "أحمد" تهدئة الطرفين وهو يستند على عكازه، قائلا للمتهم: "خلاص هعوضك في مرة تانية وأنت أولى من الغريب"، لكن دون جدوى.
لحظات وتطورت المشادة إلى مشاجرة استعان فيها صاحب الورشة بشقيقيه، اللذان حملا أسلحة بيضاء "سكين ومطواة" كما استعان بحماه وأسرته "بواب" من ذات المنطقة، لتتحول المنطقة إلى حرب شوارع تعدى فيها المتهمون بالضرب على شريك الشاب الذي هرب من قبضتهم بعد تلقيه ضربة في الرأس تسببت له في جرح غائر.
ووقف الشاب "أحمد" وسط الشارع وحيدا لم يسانده سوى عكازه، استغل المتهمون ضعف جسده وكبلوه وطعنوه عدة طعنات متفرقة في الصدر والرقبة ليسقط الشاب على الأرض والدماء تنزف منه، حمل الأهالي "أحمد" داخل توكتوك مسرعين به إلى مستشفى اليوم الواحد محاولين إسعافه لكن فور وصوله علموا بوفاته.
وتلقى قسم شرطة السلام بمديرية أمن القاهرة، إشارة من المستشفى تفيد وصول "أحمد" مصاب بطعنات متفرقة بالجسد وتوفي خلال محاولة إسعافه، وبالانتقال والفحص تبين أن وراء مقتل الشاب والشروع في قتل شريكه هم 3 أشقاء أصحاب ورشة الوميتال بسبب خلافات سابقة بينهم.
وقالت ندى صلاح زوجة المجني عليه لـ "الشروق"، إن زوجها يعمل في مجال مقاولات التشطيبات منذ عامين بعد إصابته في حادث تصادم بين سيارته وسيارة نقل "تريلا"، لعدم قدرته على العودة إلى عمله السابق داخل المطاعم أو القيادة لفترات طويلة، بسبب ما تركه الحادث من إصابة في ساقه "بيمشي بعكاز من وقت الحادث" .
وأكدت أن زوجها يُعرف عنه حسن الخلق وطيبة القلب وطوال العامين في عمله بالمقاولات لم يشتكي منه أحد .. متابعة: "دا كان بيصالح الناس على بعضها والكل بيحبه".
وطالبت الزوجة بالقصاص العاجل من المتهمين ليشفى نار قلبها على فراق زوجها، ذاكرة أنه اب لطفلين لم يتجاوز عمرهما الـ 7 سنوات.
ومن جهته قال "طارق" شقيق المجني عليه، لـ "الشروق" إن الاختلاف بينه شقيقه وشريكه وبين المتهمين يعود إلى 6 أشهر حول ثمن عدد "طلبية الومينتال" كان ثمنها 26 ألف جنيه، تم دفعها من قبل شقيقه المجني عليه، لكن يوم الحادث تفاجئ بالمتهمين يدعون بأن هناك باقي من المبلغ 2000 جنيه، بالرغم من أن شقيقه قد أقرض حما أحد المتهمين الذي تواجد وقت المشاجرة مبلغ 10 آلاف جنيه ولم يسترده منه وترك المبلغ كمساعدة وعمل خيري.
وتابع شقيق المجني عليه أنه يوم الحادث تلقى اتصالا من صاحب المحل "الحديد والبويات" يبلغه بتعدي المتهمين على شقيقه.. "ألحق أخوك بيموت"، موضحا أنه عقب ذلك هرول لاستبيان الأمر وحين وصل المستشفى علم بوفاة شقيقه.
وأوضح أن المشاجرة كانت مع شريك شقيقه وأن شقيقه كان يحاول تهدئة الطرفين لكن المتهمين تعدوا عليه واستغلوا ضعفه وقاموا بسحله بعد قتله.
وطالب في نهاية حديثه بالقصاص.. مرددا "أحمد دا ابني مش أخويا".