أوكرانيا والهجرة.. رؤية الأحزاب الإيطالية في ضوء الانتخابات - بوابة الشروق
الأحد 6 أكتوبر 2024 9:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوكرانيا والهجرة.. رؤية الأحزاب الإيطالية في ضوء الانتخابات

مروة محمد
نشر في: الخميس 15 سبتمبر 2022 - 6:47 م | آخر تحديث: الخميس 15 سبتمبر 2022 - 6:47 م
الحرب الروسية الأوكرانية والصين وعدم الاستقرار في البحر المتوسط ​ومسألة الهجرة، كلها ليست سوى بعض الملفات التي سيتعين على الحكومة الايطالية التي ستتشكل بعد الانتخابات في 25 سبتمبر، معالجتها بشكل مكثف.

وأظهرت أخر استطلاعات للرأي مسموح بإجرائه قبل الانتخابات الإيطالية المرتقبة، تحقيق تحالف يمين الوسط الملتف حول حزب إخوة إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني تقدما كبيراً. وأحزاب إخوة إيطاليا (فراتيللي دي إيطاليا) والرابطة "لا ليجا" و"فورتسا إيطاليا" هم الشركاء في تحالف يمين الوسط.

وحددت استطلاعات الرأي، التي أجرتها صحف بارزة مثل "كوريري ديلا سيرا" و"لا ريبوبليكا" وقناة "سكاي تي جي25" التليفزيونية، حجم الدعم للتحالف بما يصل إلى 45%، مع تعزيز إخوة إيطاليا مركزه كأكبر الأحزاب.

ويمنح النظام الانتخابي في إيطاليا، الذي من خلاله يتم تحديد ثلث المقاعد في كلا المجلسين، النواب والشيوخ، من خلال تصويت الأغلبية (انتخاب صاحب الأكثرية)، ميزة للمجموعة الأكبر، ويعني أن تحالف ميلوني يمكن أن يستحوذ بشكل كبير على أكثر من نصف المقاعد.

وتسمح أغلبية الثلثين بإجراء تعديل دستوري دون الحاجة إلى إجراء استفتاء، وتسعى ميلوني إلى تعديل النظام البرلماني الحالي إلى آخر رئاسي.

ويسعى معسكر يسار الوسط الذي يحيط بالحزب الديمقراطي الاشتراكي، إضافة إلى حركة خمس نجوم، وهو حزب مناهض للمؤسسات سابقاً، إلى منع ذلك. وتمنح استطلاعات الرأي الحالية هذا المعسكر فرصة ضئيلة في تحقيق الفوز. ومن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات متدنية بشكل قياسي عند 65%.

واستبعدت زعيمة حزب (إخوة إيطاليا)، جورجيا ميلوني، إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات، معربة عن الثقة في تمكن اليمين من نيل الأغلبية البرلمانية.

والثلاثاء، عقدت فعاليات مؤتمر "التصويت في إيطاليا: مناقشة حول السياسة الخارجية للأحزاب الوطنية الرئيسية"، وذلك لدى معهد الشؤون الدولية في إيطاليا.

وكان الهدف من الفعاليات التركيز على مسائل السياسة الخارجية المتروكة على هامش الحملة الانتخابية. ومثل الأحزاب كل من الجنرال فينتشينزو كامبوريني عن حزب العمل (أتسيوني) وإيطاليا فيفا (إيطاليا الحية) وفابيو كاستالدو عن حركة خمس نجوم ويلينجا لوكاسيلي عن حزب إخوة إيطاليا، وليا كوارتابيلي عن الحزب الديمقراطي، وفالنتينو فالنتيني عن حزب فورتسا إيطاليا، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.

وكانت أبرز القضايا المطروحة للنقاش ما يلي:

*أوكرانيا

أدارت الفعاليات ناتالي توتشي، مديرة معهد الشئون الدولية في إيطاليا. وكانت الأسئلة حول استمرار العقوبات على روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا والاستمرار في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وتوقع قبول الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي لتسوية.

وأجاب جميع الحاضرين بنعم على السؤالين الأول والثاني ولا على الثالث، عدا كاستالدو الذي قال "لا" بشأن إرسال الأسلحة.

*الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو"

الجميع خلال الفعاليات أعربوا عن تأييدهم لتعزيز الارتباط مع الشريك عبر الأطلسي وإنشاء اتحاد أوروبي أقوى من وجهة نظر مؤسسية.

وشدد كاستالدو على ضرورة الدفع باتجاه أوروبا الفيدرالية وجعل قضية الديون المشتركة دائمة، بالإضافة إلى إلغاء قاعدة التصويت بالإجماع.

كما دافع لوكاسيلي عن المصلحة الوطنية الإيطالية والتي يجب اليوم دمجها في سياسات مشتركة حول الدفاع والطاقة والسياسة المالية.

بدورها، سلطت كوارتابيلي الضوء على ضرورة التحرك بشأن الموارد التي تخصصها إيطاليا لسلكها الدبلوماسي، مذكراً أن دولاً مثل ألمانيا وفرنسا لديها موظفينا ضعفين أو ثلاثة أضعاف.

وكانت الخلافات الأكثر وضوحا في تبادل وجهات النظر بين نواب الحزب الديمقراطي وإخوة إيطاليا. وذكر لوكاسيلي أن جيورجيا ميلوني هي رئيسة حزب المحافظين الأوروبيين، مرجحاً أن تفضل الحكومة التي يقودها إخوة إيطاليا العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي مثل بولندا والمجر.

وأكدت كوارتابيلي أن تلك البلدان بالتحديد قد عارضت اندماجًا أوروبيًا أكبر بشأن ملفات لها أهمية استراتيجية لإيطاليا مثل الهجرة.

فيما أشار فالنتيني إلى أنه في مواجهة التفكك المستمر، من الضروري مواجهة الدوافع المعادية للأطلسي والمناهضة لأوروبا عبر عمل إعلامي موجهة إلى المواطنين.

وكان الدعم لأوكرانيا مثال غالبًا ما ينظر إليه الجمهور على أنه خضوع للولايات المتحدة مع ضرورة توجيه الجمهور بوضوح إلى مزايا تموضع إيطاليا في الحلف الأطلسي.

كان نائب رئيس حزب "فورتسا إيطاليا" أنطونيو تاجاني قال إن إيطاليا ستواصل اتباع سياسة الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي في دعم أوكرانيا عقب الغزو الروسي، حال فوز ائتلاف يمين الوسط، الذي ينتمي إليه الحزب، في الانتخابات.

كما قالت زعيمة حزب أخوة إيطاليا جورجيا ميلوني أيضا إن ائتلاف يمين الوسط لن ينفصل عن الموقف الغربي بشأن أوكرانيا.

أما ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة، فقد عبر عن تحفظه بشأن العقوبات الغربية ضد روسيا لأنها تؤثر على الشركات والعمال الإيطاليين.

كما تعهد سالفيني، اليوم، بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم، إذا فاز تحالف يمين الوسط، الذي ينتمي إليه حزبه، في الانتخابات.

وقال سالفيني، في جولة انتخابية في مدينة كامبوباسو (جنوب وسط)، إن القانون الأول الأكثر خطأ والذي ينبغي إلغائه، هو القانون المتعلق بالأمن، مضيفاً: بالنسبة لي ولحزب الرابطة يسمح بالدخول إلى إيطاليا فقط لأولئك الذين لديهم إذن للقيام بذلك، بينما على الآخرين جميعًا العودة من حيث أتوا.

*الدفاع المشترك

كامبوريني اعتبر، خلال فعاليات معهد الشئون الدولية في إيطاليا، أن هذه اللحظة من الأزمة الدولية يمكن أن تكون فرصة للعودة إلى مناقشة الدفاع المشترك بهدف تعزيز تأثير ومساهمة الاتحاد الأوروبي في حلف الناتو.

وذكر أن المنافسة بين الأبطال الوطنيين حالياً تقلل من أداء الموارد (القليلة) المتاحة. واعتبر أن الحل يتمثل في توحيد الأنظمة لتحسين الإنفاق وتعزيز التعاون في قطاع الدفاع حيث ينبغي أن يكون فرعًا من سياسة خارجية مشتركة.

*التحدي الصيني

المجتمعون الممثلون عن الأحزاب توافقوا حول علاقة إيطاليا بالصين والانتماء إلى الجبهة الديمقراطية في مواجهة الأنظمة الاستبدادية. فيما شدد كاستالدو على ضرورة الهروب من منطق الكتل المتناقضة من أجل تفضيل نهج "الاشتباك الانتقائي".

ودافع عن مذكرة التفاهم التي وقعتها حكومة جوزيبي كونتي الأولى مع بكين في عام 2019 مع الحاجة إلى تصحيح الميزان التجاري لصالح الصادرات الإيطالية لسد فجوة فرنسا وألمانيا.

كما أعرب عن تضامن الحركة التام مع استقلال تايوان والنضال من أجل حقوق الإنسان للأقليات في شينجيانغ وهونغ كونغ والتبت، في توافق مع كوارتابيلي.

الأطراف اتفقوا أيضاً على ضرورة مواجهة ما تم تعريفه في قمة حلف الناتو في مدريد على أنه "تحدي منهجي".

واعتبر فالنتيني أن الإستراتيجية التي يجب اتباعها هي تعزيز السياسات التجارية للاتحاد الأوروبي والتي يجب أن تكون بمثابة كتلة واحدة في مواجهة القوة الصينية.

كورتابيلي شددت أيضًا على الحاجة الأوروبية للتحرك ككتلة واحدة لتجنب القفزات إلى الأمام أو خطوات إلى الخلف للدول الفردية، مقارنة بالاستثمارات الصينية، على حد تعبيرها.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك