معركة «المزرعة الصينية» توثق انتصارات حرب أكتوبر - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معركة «المزرعة الصينية» توثق انتصارات حرب أكتوبر

أحمد عجاج
نشر في: الجمعة 15 أكتوبر 2021 - 12:28 ص | آخر تحديث: الجمعة 15 أكتوبر 2021 - 12:41 ص

المقاتل محمد أبو اليزيد يروى بطولات الكتيبة فهد: دمرنا 140 دبابة ومجنزرة خلال الحرب
الجنود كانوا يواجهون بأجسادهم دبابات العدو وكأنهم أسود مستعدون للافتراس لأخذ الثأر

جسدت معارك حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 انتصارات استراتيجية لقواتنا المسلحة، من بينها إسقاط أسطورة الجيش الإسرائيلى، ومن بين تلك الانتصارات معركة «المزرعة الصينية» التى وقعت يوم 15 أكتوبر ١٩٧٣ فى الضفة الشرقية لقناة السويس، وشارك فيها المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى الأسبق.
يرجع سبب تسميتها بـ«المزرعة الصينية» إلى أن المنطقة كانت فى مزارع تجارب يابانية فى سيناء، لكن عندما وجد الجنود الإسرائيليون أدوات ومعدات مكتوبا عليها باللغة اليابانية ظنوا أنها صينية ومن هنا جاء الاسم، وتمت المعركة بين لواء مشاة ميكانيكى للجيش المصرى وفرقتين مدرعتين مع كتيبة مظلات للجيش الإسرائيلى.
يروى الجندى مقاتل محمد أبو اليزيد صالح، أحد أبطال الكتيبة فهد «مولولتيكا» التى شاركت فى الحرب بقيادة اللواء عبدالجابر ‏على أحمد، وقائع المعركة فى حواره لـ«الشروق»: قائلا: إن المصريين حطموا الرقم القياسى فى التحدى والقتال فى حرب أكتوبر 1973، مشيرا إلى أنه شاهد زملاءه ‏يدخلون بأجسادهم أمام دبابات العدو وكأنهم أسود مستعدون للافتراس لأخذ الثأر من العدو الإسرائيلى الذى اغتصب ‏أراضينا فى سيناء، والرد على استفزازاته المتكررة فى الإعلام بأن الجيش المصرى لن تقوم له قائمة مرة أخرى إلا بعد 50 ‏سنة.
‎ >‎كيف التحقت بصفوف الجيش المصرى وشاركت فى الحرب؟
ـــ فى البداية أنا من مواليد سوهاج عام 1952 وعندما حدثت نكسة 1967 كان سنى وقتها لا يسمح بالانضمام إلى القوات ‏المسلحة ولكنى ذهبت لنقطة شرطة جهينة، وطلبت أن أتطوع فى الجيش لآخذ ثأر بلادى من اليهود ولكن ضابط النقطة ‏وقتها قال لى «روح سنك لا يسمح»، بعدها تم تجنيدى أوائل عام 1973 وكانت فرصة كبيرة لتحقيق حلمى بالثأر من ‏العدو الإسرائيلى.
ولقد أسعدتنى فترة التدريب مع اللواء عبدالجابر أحمد، وكان وقتها مقدما وهو قائد كتيبة فهد 35 صواريخ ‏‏«مولوتيكا» مضادة للدبابات وعملت وقتها فنى إعداد وتجهيز الصواريخ وكانت مهمة صعبة، خصوصا وأنها كانت تتم وسط ‏إطلاق النار فى المعركة وكان كل أملى أنا وزملائى فى الثأر بمعنى الكلمة، وأن نستعيد كرامة مصر التى نشعر بأنها أكبر ‏شىء فى الوجود، مهما كلفنا ذلك من تضحيات‎.‎
‎< كيف استقبلت نبأ العبور يوم 6 أكتوبر؟
ـــ يوم 5 أكتوبر جاءت الأوامر بالاستعداد ونفخ القوارب المطاطية، وكانت المنطقة المحددة لنا للعبور هى منطقة الشيخ حميدة ‏بالاسماعيلية، حيث عبرنا القناة فى أول موجة للعبور وصوت الطائرات فوق رءوسنا، وكانت المدافع وهى تقصف الضفة الشرقية عبارة ‏عن زغاريد الأمهات اللائى فقدن أبناءهن فى حرب 67 وحرب الاستنزاف. شعور غريب لا أستطيع وصفه حتى الآن، ‏عبرنا ونحن صائمون وكنا ندعو الله عز وجل أن يكون هذا العبور هو الحرب وليس مشروعا كما كنا نفعل طوال الـ‏‏3 سنوات التى سبقت الحرب، وبالفعل عبرنا ولكن أول يوم لم نشتبك مع العدو وهو ما أثار حفيظة زملائى وشكونا للقادة ‏بأننا عبرنا للقتال وليس للنزهة فكان رد القادة انتظروا سوف تأتيكم دبابات العدو سريعا، وبالفعل مع بزوغ أول ضوء بدأت ‏الدبابات الإسرائيلية بالهجوم ونحن نصطادها الواحدة تلو الأخرى‎.‎
‎>‎ ما أهم المعارك التى شاركت بها فى حرب أكتوبر ولن تنساها أبدا؟
ـــ أهم المعارك التى شاركنا فيها هى معركة المزرعة الصينينة، وقتها هاجمت أكثر من 80 دبابة إسرائيلية منطقة ‏المزرعة الصينية التى كانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى وقتها «وزير الدفاع الأسبق» قائدا للفرقة 16 مشاة، وانضمت ‏الكتيبة التى نتبع لها بقيادة المقدم عبدالجابر على أحمد للقتال إلى جانبها وكانت من أشرس المعارك، عندما حاول العدو الإسرائيلى اختراق صفوفنا بقيادة شارون، والوصول إلى الاسماعيلية.
كان بيننا وبين العدو 3 كيلومترات، ‏وأمر قائد الفرقة 16 مشاة المقدم حسين طنطاوى وقتها، بالاستعداد وألا نضرب طلقة واحدة إلا بعد أن اقتربت الدبابات لمسافة 800 متر حتى يتم نسفها جيدا وبالفعل ‏انتظرنا، وقمت بتجهيز 50 صاروخا مضادا للدبابات، حققت 48 صاروخا منها الهدف من أول مرة، وتمكن خلالها الأبطال عبد‏العاطى، وبيومى أحمد عبدالعال، وإبراهيم عبدالعال، من استهداف أكثر من 40 دبابة للعدو والباقى لاذ بالفرار.
وكان الجنود ‏الإسرائيليون يتركون الدبابات ويهربون عندما يشاهدون الجنود المصريين مقبلين بأجسادهم أمام الدبابات دون خوف أو ‏رهبة وهذا بث الرعب فى نفوسهم وجعلهم يهربون كالفئران‎.‎
‎ >‎الكتيبة فهد «مولوتيكا» من أشرس كتائب الصواريخ فى الجيش حدثنا عنها.
ـــ التحقت بالكتيبة فهد بقيادة اللواء عبدالجابر على أحمد، وكان وقتها مقدما وكان من ضمن زملائى محمد عبدالعاطى صائد ‏الدبابات الذى استطاع أن يقضى وحده على 23 دبابة و3 مدرعات، وإبراهيم عبدالعال الذى قضى على 18 دبابة و3 ‏مجنزرات، وبيومى أحمد عبدالعال، الذى تمكن أيضا من القضاء على 17 دبابة و3 مجنزرات، وكان للكتيبة 35 فهد ‏الشرف بتدمير 140 دبابة ومجنزرة خلال حرب أكتوبر المجيد من ثانى أيام العبور وحتى وقف إطلاق النار، وهو ما يعادل ‏‏33% من قوة دبابات العدو الإسرائيلى فى ذلك الوقت‏‎



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك