توقعات بانتعاش السياحة في سيناء وعودة عرب 48 للمدن السياحية
مستثمرو طابا - نويبع يطالبون بإنقاذ استثمارات تتجاوز 50 مليار جنيه
تنفس مستثمرو السياحة بصفة عامة ومستثمرو جنوب سيناء بصفة خاصة الصعداء بعد إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال الساعات الماضية، فيما ستكون فنادق طابا ونويبع ودهب أكبر المستفيدين من القرار، نظراً لقربها من منطقة الأحداث وتأثرها بتوقف الحركة السياحية الوافدة بشكل شبه كامل.
وكانت مصر قد أعلنت بالاتفاق مع دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية عن التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع في قطاع غزة يشمل تبادل الأسرى والمحتجزين وتهدئة الأوضاع بما يُحقق وقف دائم لإطلاق النار بين الطرفين، على أن يبدأ تنفيذه اعتباراً من 19 يناير الجاري.
ولفت مستثمرو جنوب سيناء إلى أن الأحداث الجيوسياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وخاصة الحرب على غزة، أثرت سلبياً على الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الماضي، خاصة المناطق القريبة من الحدود والتي شهدت تأثراً كبيراً بهذه الحرب، لاسيما بمنطقة طابا - نويبع.
وتوقع المستثمرون حدوث انتعاشة سياحية مجدداً في سيناء خلال الشهور المقبلة، خاصة بعد عودة السائحين الأجانب وكذلك "عرب 48" قريباً للمدن السياحية المصرية، خاصة مدن جنوب سيناء.
واُضطرت معظم الفنادق في مدن طابا ونويبع ودهب بجنوب سيناء إلى الإغلاق تماماً خلال الفترة الماضية بسبب انخفاض مستوى الإشغالات إلى أدنى مستوياتها منذ أحداث ثورة 25 يناير 2011، على وقع تصاعد الأحداث واستمرار الحرب على غزة، حيث تراوحت إشغالات معظم الفنادق بين 5% و10%، بينما فنادق أخرى لا يوجد بها نزلاء وأصبحت خاوية.
قال عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، إن مستثمري السياحة بجنوب سيناء تنفسوا الصعداء بعد الهدنة التي أعلن عنها خلال الساعات الماضية، واتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن فنادق طابا ونويبع ودهب ستكون أكبر المستفيدين من قرار وقف الحرب على غزة.
ولفت إلى أن الأحداث الجيوسياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط أثرت سلبياً على الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الماضي، خاصة المناطق القريبة من الحدود والتي شهدت تأثراً كبيراً بهذه التداعيات، ومنها منطقة طابا - نويبع التي عانت معاناة شديدة بسبب هذه الحرب.
وتوقع عبداللطيف حدوث انتعاشة سياحية مجدداً في سيناء خلال الشهور المقبلة، خاصة بعد عودة السائحين الأجانب لهذه المنطقة الواعدة وكذلك عرب 48.
وقال الخبير السياحي هاني بيتر، عضو غرفة شركات السياحة، إن فنادق طابا ونويبع ودهب عانت خلال الفترة الماضية معاناة كبيرة بسبب تصاعد الأحداث واستمرار الحرب على غزة، التي تسببت في وصول نسب الإشغالات إلى 5% في بعض الفنادق، بينما وصلت في فنادق أخرى إلى صفر إشغالات بعد إلغاء كافة الحجوزات المبرمة سابقاً مع منظمي الرحلات الأجانب في عدة دول، أبرزها دول جنوب شرق آسيا.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت دعماً حكومياً للقطاع السياحي لمواجهة تداعيات الأزمات المتلاحقة التي تعرض لها القطاع، والتي كان آخرها جائحة كورونا، لافتاً إلى أن استمرار الدعم الحكومي للقطاع السياحي في ظل تداعيات الأحداث الجيوسياسية ساهم إلى حد كبير في تعافي تدريجي للقطاع السياحي باستثناء المدن السياحية بجنوب سيناء.
كانت جمعية مستثمري السياحة بطابا ونويبع برئاسة المهندس ماجد الجمل قد تقدمت بمذكرة شاملة لجميع الجهات الحكومية المعنية لإعادة إحياء قطاع (نويبع - طابا) والنهوض بالسياحة بالمنطقة مرة أخرى.
وتشمل المذكرة مطالب مستثمري قطاع (نويبع - طابا) لإنقاذ استثمارات تتجاوز 50 مليار جنيه، تشمل استثمارات الطاقة الفندقية والبنية التحتية بالمنطقة، خاصة بعد تراكم المديونيات وانسحاب شركات الإدارة العالمية من المنطقة.
وأكد "الجمل" أنه رغم كل تلك الظروف القهرية، فإن الفترة من عام 2005 حتى 2010 والتي كانت خالية من أي أحداث قهرية، تم تشغيل المنطقة سياحياً على مستوى عالٍ من حيث نسب الإشغال أو سعر الغرفة الفندقية ومستوى السائح المتردد عليها ومستوى الإدارات الفندقية العالمية التي كانت تعمل بقوة بها (هيلتون – انتركونتنتال – ماريوت – سوفوتيل - راديسون بلو - سونستا – وغيرها)، ما يدل على إمكانية إعادة تشغيل المنطقة مرة أخرى على مستوى عالمي وإقليمي ومحلي، خاصة في ظل التطور الإقليمي الحادث بالمنطقة سياحياً، وذلك في حالة البدء في حل المشاكل المتراكمة بالمنطقة حالياً نتيجة للظروف القهرية التي مرت بها لمدة طويلة.