ذكرى معركة مجدو.. كيف تمكن الملك تحتمس الثالث من اختراق صفوف العدو بالعجلات الحربية؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 16 أبريل 2025 4:37 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ذكرى معركة مجدو.. كيف تمكن الملك تحتمس الثالث من اختراق صفوف العدو بالعجلات الحربية؟

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 16 أبريل 2025 - 10:27 ص | آخر تحديث: الأربعاء 16 أبريل 2025 - 10:27 ص

تلقي شمس يوم ربيعي بأشعتها على خوذ الجنود المصريين الذين يسيرون نحو المجهول، في طريق ضيق بالكاد يعبره جنديان معا وسط جبال الكرمل الوعرة شمال فلسطين، إذ يقودهم تحتمس الثالث الملك الشاب الذي يملك طموحا توسعيا غير مسبوق لدى أجداده من الفراعنة، ولكن ثقة الجنود بقائدهم جعلتهم يعبرون ذلك الطريق حيث يكمن الخطر في كل مغارة، ولكن سرعان ما تنتهي المسيرة الخطرة بخروج العجلات الحربية المصرية يتقدمها الرماة متجهين لميدان أقدم معركة سجلها التاريخ المكتوب للبشر.

وتسرد جريدة الشروق، نقلا عن مخطوطة حوليات تحتمس الثالث للمؤرخ الفرعوني جنيني، وعن موقع دائرة المعارف العسكرية وقائع معركة مجدو التي دارت عام 1557 قبل الميلاد، والتي تحل ذكراها مع يوم الـ16 من أبريل.

تحتمس كاسر حروب الوكالة

وشهد الشرق الأوسط نوعا قديما من حروب الوكالة شنها الحيثيون على الدولة المصرية، رغبة في وضع حد لطموحات تحتمس الشاب التوسعية التي تختلف تماما عن سياسة الملكة حتشيبسوت القائمة على العلاقات الاقتصادية، وفي ذلك وجه الحيثيون ضربتهم للتجارة المصرية بتحريضهم لمملكة قادش ومملكة مجدو للثورة على السيادة المصرية وإغلاق طريق التجارة أمام قوافلهم المتجهة للعراق، ووفرت القلاع الحصينة لكل من قادش ومجدو قدرا عاليا من الأمان ضد أي حملة مصرية متوقعة.

سارع تحتمس لقتل الخطر في بدايته ليحشد جيشا قوامه نحو 15 ألفا من المشاة ورماة السهام المعروفين بالحبرو، بينما زود جيشه بأسطول يضم 1000 عجلة حربية تساعد الجيش على التحرك بسرعة خاطفة لمباغتتة العدو ليكون الحصن المصري في تل حبوا الواقع بالقنطرة في سيناء منطلقا للجيش في رحلة لـ10 أيام مع خط الساحل، توقف بعدها الجيش لاستراحة قصيرة في مدينة غزة، ثم مواصلة المسير في أراضي فلسطين لـ11 يوما حتى بلوغ الجبال المطلة على مجدو الحصينة.

تحتمس والقرار الصعب

وجد تحتمس نفسه أما خيارين إما اتخاذ الطرق الآمنة والطويلة، وإما عبور ممر ضيق محاط بالمخاطر ومؤهل لحدوث الكمائن وسط جبال الكرمل، وكان ذلك الاختيار هو ما قرره تحتمس ليقود جيشه في طابور ضيق بالكاد يمر خلاله جنديان معا في مخاطرة تسهل على العدو إبادة الجيش المصري المحجوز داخل الممر.

لم يختر تحتمس ذلك الطريق اندفاعا ولكنه توقع أن العدو سيتجاهل ذلك الطريق إذ أن التفكير المنطقي يجعل المصريون يتخذون الطرق الآمنة وهو ما فعله جيش مجدو الذين قسموا أنفسهم على الطريقين الآمنين لانتظار الجيش المصري، بينما تجاهلوا الطريق الخطر وهو الذي عبره تحتمس بسرعة فاجئت العدو.

وكان جيش مجدو مقسما من قبل على الطرق المحتملة لتقدم المصريين لذلك لم يكن على أفضل استعداد للقتال، بعكس المصريين الذين اتخذوا تشكيل قتالي يتقدمه الرماة بأقواسهم المركبة ليبدأ الالتحام حين تتصادم العجلات الحربية للفريقين محاولة كسر الصفوف في قتال دامي بالرماح والفؤوس طوق خلالها المصريون بالتفافة سريعة جناح قوات مجدو ليهاجموها من جهتين، ويتشتت جيش العدو ويبدأ في موجة من الفرار، بينما أمضى المصريون وقتهم في جمع الغنائم.

حصار المدينة

انتهز جيش مجدو انشغال المصريين بالغنائم ليتسللوا نحو المدينة المحصنة ويدافعوا من خلف أسوارها، ليضرب تحتمس حصارا دام أشهر طويلة انتهت بهروب قائد مملكة قادش وحليف مجدو، ثم استسلام المدينة التي سيطر عليها جيش تحتمس، وكانت تلك بداية لتوسع السيادة المصرية على أراضي فلسطين في وقت تسابق فيه حكام بابل وحكام سوريا لإرسال الهدايا لتحتمس وتوطيد العلاقات معه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك