انتخب نواب أوروبا في ستراسبورج، اليوم الثلاثاء، بأغلبية ساحقة روبرتا ميتسولا رئيسة للبرلمان الأوروبي لفترة جديدة، حيث فازت بتأييد 562 نائبا.
ولدى شكرها لنواب الاتحاد الأوروبي المجتمعين على دعمهم لها في خطاب النصر الذى ألقته ، دعت ميتسولا البرلمان إلى استعادة "إيمانهم بأن أوروبا خاصتنا هي من أجل الجميع."
وجرى التصويت على إعادة انتخاب ميتسولا لفترة جديدة لعامين ونصف العام في أولى جلسات البرلمان الأوروبي من الفترة الجديدة في مقره بمدينة ستراسبورج شرقي فرنسا.
وحصلت منافستها إيرين مونتيرو، التي رشحتها مجموعة اليسار البرلمانية، على 61 صوتا فقط.
وأدلى ما مجموعه 623 نائبا بأصواتهم، فيما ترك ستة وسبعون نائبا بطاقات اقتراعهم فارغة. وحصلت ميتسولا على حوالي 90 % من الأصوات، في أكبر أغلبية لرئيس منذ بدء الانتخابات المباشرة في البرلمان في 1979.
وقالت ميتسولا في خطابها إن أوروبا لا يمكن أن تكون "مكانا أفضل إذا ظلت العديد من النساء غير قادرات على الشعور بأنهن جزء منها."
وأضافت: "ما زال عدد كبير للغاية من النساء يتعرض للإساءة والضرب والقتل في أوروبا. ما زالت العديد من النساء تكافحن من أجل الحقوق. ما زال العديد للغاية من النساء يجنين أموالا أقل من الرجال مقابل أداء نفس الوظيفة."
وكان من المتوقع أن تحظى ميتسولا، من مالطا، والتي تنتمي لحزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط)، بدعم النواب للفوز بولاية أخرى، بعدما فاز حزب الشعب الأوروبي بـ 188 مقعدا في الانتخابات الأوروبية التي جرت في يونيو الماضي.
وتعد ميتسولا ثالث امرأة تتولى هذا المنصب، بعد الفرنسية نيكول فونتين، والناجية من المحرقة سيمون فيل.
وتم انتخاب ميتسولا رئيسة للبرلمان الأوروبي لأول مرة في 18 يناير 2022 خلفا للإيطالي ديفيد ساسولي الذي توفي خلال فترة ولايته. وميتسولا هي عضو في البرلمان منذ عام 2013.
وكانت ميتسولا أول زعيمة لمؤسسة تابعة للاتحاد الأوروبي تزور كييف بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022. ودعت ميتسولا مرارا وتكرارا دول الاتحاد الأوروبي إلى إرسال المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
كما واجهت السياسية المالطية فضيحة قطرجيت التي أدت إلى اعتقال نائبة رئيس البرلمان السابقة، إيفا كايلي، للاشتباه في استغلال النفوذ وغسل الأموال والانضمام لمنظمة إجرامية.
وشملت الفضيحة التي ظهرت في نهاية عام 2022 ما تردد عن محاولات مزعومة من قبل قطر والمغرب للتأثير على القرارات السياسية التي يتخذها البرلمان الأوروبي. ولا تزال التحقيقات مستمرة.
ويتولى رئيس البرلمان جلسات المجلس التشريعي للاتحاد الأوروبي، ويحافظ على النظام خلال المناقشات، ويوقع القوانين، ويمثل المؤسسة على المستوى الدولي.
وتأتي ولاية ميتسولا الجديدة بعد انتخابات أوروبية اتسمت بالتحول نحو اليمين، تلته إعادة تنظيم مذهلة للجماعات اليمينية المتطرفة داخل البرلمان.
وأطلق رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان تحالفا جديدا من الأحزاب اليمينية المتطرفة- يضم حزبه فيدس، وحزب "الرابطة" اليميني المتطرف، الشريك في الحكومة الإيطالية، وحزب "التجمع الوطني" الفرنسي- وشكل مجموعة "الوطنيون من أجل أوروبا"، ثالث أكبر كتلة في البرلمان.
كما أعلن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف تشكيل مجموعة يمينية جديدة تسمى "أوروبا للدول ذات السيادة". وتتألف المجموعة، التي تعد حاليا الأصغر في البرلمان الأوروبي، من 25 نائبا في البرلمان، 14 منهم من حزب البديل من أجل ألمانيا.
ويتطلع البرلمان الأوروبي بالفعل إلى يوم بعد غد الخميس حيث سيصوت النواب الأوروبيون على ما إذا كانوا سينتخبون أورسولا فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية لولاية ثانية.
ويحتاج انتخاب فون دير لاين إلى أغلبية 361 صوتا من أصل 720 عضوا في البرلمان.