• نظمنا الفاعلية الأولى خلال احتفالات أكتوبر لتوجيه الشكر للجيش.. ووجدنا صدى غير عادى فى الجامعات الحكومية
والمنسقون أساتذة يريدون تقديم شىء لبلدهم من خلال إعطاء الطلاب «سر تركيبة» 50 مشروعًا.. ونمنح الطالب خبرة 25 سنة فى خلال ساعة أو ساعتين
فوجئ المجتمع الجامعى والرأى العام خلال احتفالات جامعة القاهرة بذكرى انتصارات حرب أكتوبر بالإعلان عن انطلاق مبادرة «طلاب من أجل مصر» بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة فى حضور 3 آلاف طالب وطالبة من جميع الجامعات المصرية.. الأمر أثار الكثير من الأسئلة عن هوية الداعمين للمبادرة معتقدين أنها سياسية وتتبع أجهزة الدولة.
«الشروق» حاورت المنسق العام لمبادرة «طلاب من أجل مصر» الدكتور عمرو مصطفى، والذى كشف عن هوية المبادرة وحقيقة توجهها وأهدافها، مؤكدا أن المبادرة ليس لها أى توجه سياسى، وأنها تقدم برامج تدريبية مجانية لتعليم الطلاب إنتاج المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال إضافة إلى ممارسة جميع الأنشطة الطلابية، تحت رعاية رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت.
وأشار مصطفى إلى أنهم اقترحوا أن تكون أول فاعلية للمبادرة خلال الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر حتى يكون الحس الوطنى للطلاب مرتفعا، ولتقديم الشكر للجيش المصرى، لافتا إلى أن عدد الطلاب المشاركين فى المبادرة وصل إلى 50 ألف طالب وطالبة على مستوى جميع الجامعات.
وإلى نص الحوار:
• فى البداية.. ماذا عن مبادرة «طلاب من أجل مصر»؟
ــ سأحكى أولا، كيف جاءت الفكرة؟، فقبل أكثر من عام ونصف عرضت على إدارة جامعة القاهرة عمل منحة مجانية لتدريب 10 آلاف خريج على المشروعات الصغيرة، وفكرنا كيف سيكون التواصل معهم، فوجدنا صعوبة فى الأمر ثم قررنا أن نبدأ بطلاب الجامعة، وبالفعل بدأت أدرب على مستوى الكلية والطلاب المجتمعين فى معسكر القادة بالمدينة الجامعية.
وبالفعل تواصلنا مع القيادة العليا فى الجامعة، وفكرت فى تعميم الفكرة على مستوى الجامعات المصرية الحكومية ووجدنا لها صدى غير عادى، وهناك برامج من الممكن أن يتعلمها الطالب فى يوم واحد، ويتعلم أكثر من شىء «لو انت ناوى تديله السر، ولو مش ناوى تديله السر ممكن يقعد معاك سنة وسنتين ومش هيعرف يصنع».
وخلال فترة العام ونصف الماضية، رأينا أنه لكى يتم التواصل مع الطلاب لابد من وجود «منسق عضو هيئة تدريس ومنسق طالب على مستوى الجامعة ومنسق عضو هيئة تدريس ومنسق طالب داخل كل كلية»، وبالفعل أصبح الآن أكثر من 330 دكتورا منسقا و330 طالب امنسقا على مستوى جميع الجامعات المصرية الحكومية، وهناك أنشطة فنية وثقافية ورياضية وغيرها.
وبالنسبة للجزء العملى حددنا موعدا يتجمع فيه الطلاب، ووجدنا دعما غير عادى من رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت، خاصة قبل أن يتولى منصب رئيس الجامعة، ووضع «الإصلاح الدينى والمشروعات الصغيرة» ضمن المبادرة، بمعنى أنه حين يتدرب الطالب سيختلف فكره، وبالتالى سلوكه وتصرفاته، ويكون إيجابيا، ويشعر بأنه يستطيع عمل شىء بنفسه يجنى أموالا من خلالها.
وقررنا أن نطلق المبادرة فى شهر أكتوبر، باعتبارها نوعامن الشكر للجيش المصرى فى ذكرى انتصارات حرب أكتوبر العظيم، وجمعنا 100 طالب من كل جامعة غير المشرفين، وكانت هذه أول فاعلية تجمع كل طلاب الجامعات فى جامعة، وجهزنا البرنامج التدريبى وعرضناه على شكل فيلم، وجهزنا أغنية تبرع أحد الموزعين الكبار بها، والطلبة قاموا بغناء الأغنية للمبادرة، وعمل فيلم للبرامج التدريبية، ليكون الإجمالى 3 آلاف طالب بالجامعات الحكومية، والبداية كانت موفقة.
«كدة الـ100 طالب من كل جامعة هيقولوا لزملائهم على المبادرة وأهدافها ورؤيتها والبرامج التدريبية اللى فيها، وخلال أيام سينطلق الموقع الإلكترونى علشان الطالب يختار البرنامج التدريبى المناسب فى الموعد المناسب، وهندرب على مستوى جميع الجامعات المصرية فى نفس الوقت».
• من يقوم بتدريب الطلاب؟
ــ الطلاب يدربهم أعضاء هيئة تدريس متبرعين بمكافآتهم ويريدون عمل شىء لبلدهم، ويتم تدريب الطلاب على 50 مشروعا منها مشاريع «زراعة من غير تربة»، والتى تحتاج إلى دراسة جدوى ونعلمهم كيفية التسويق، وكم تبلغ التكلفة، وكم المكسب فى حال التوزيع داخل وخارج مصر؟ إضافة إلى تعليم الطلاب كل شىء عن المشروع من الصفر للنهاية ليصبح لديه ثقة فى نفسه ويبدأ يشتغل.
المشاريع لا تتوقف على هذا فقط، هناك مشروعات ممكن تأخذ يوم واحد فقط مثل «المطهرات والمنظفات» وهذه استهلاكنا منها غير عادى على مستوى الشركات والمزارع والمستشفيات والمؤسسات وغيرها، وهناك «المبيدات والأسمدة» وإنتاج «عش الغراب» و«مزارع تسمين سمان وفراخ»، ومشاريع «مناحل مترحلة»، وغيرها إحنا مقدمين 50 مشروع فى مجالات مختلفة.
• ما الهدف من كل ذلك؟
ــ أنا كعضو هيئة تدريس ليس شرطا أن أعطى محاضرة فقط، وكلما قدمت علما انتفع به الطلاب سيكون ثوابه كبيار عند الله، وعندما تبدأ تعطى للطالب ثقة فى نفسه تفكيره سيختلف، والتفكير عندما يختلف السلوك والتصرفات تختلف ويكون إيجابيا، لأنه ممكن يتخرج ولا يجد عملا ويكون سلوكه سلبيا ويخلق مشاكل، فأنا لن أنتظر لحين تخرجه، أنا أريد الطالب وهو يدرس، لأنه عندما يُصنع شىء بسيطة يكون بينا تواصل على عكس بعد التخرج بيكون صعب التواصل معه.
ممكن يبدأ بـ200 جنيه أو 300 جنيه عمل مشروع وليس شرطا أن يكون بآلاف، و«الدكتور محمد منظور صاحب جمعية (من أجل مصر) عندما علم بهذه المبادرة أبدى استعداده لتقديم دعم لوجستى لكل مجموعة يدربوا على حاجة كويسة بـ50 ألف جنيه، ممكن تلاقى دعم بس مش عارف يصنعوا أو ينتجوا أو يسوقوا أو مش عارفين يعملوا دراسة جدوى، وهذه هى المشكلة، وكم واحد عنده استعداد يعطى.
• البعض يقول أن المبادرة بهدف ملء الفراغ الذى سببه غياب وجود الاتحادات الطلابية؟
ــ معلومة خطأ، النشاط الطلابى فى جامعة القاهرة غير مسبوق بالمرة، ثقافى واجتماعى ورياضى وتنويرى وفنى والمبادرة تقوم بكل ذلك، وهذه الأنشطة تجعل الطالب يفكر وتفكيره يختلف ولكن فى نفس الوقت الطالب «عايز يتعلم يعمل حاجة، فإحنا هنعلمه مشروع ونخليه هو يختار من خلال الوقت الإلكترونى والبرنامج المناسب ليه، وأنا مؤمن أننا لو عملنا تدريبا حقيقيا وفعليا سنجد تفاعلا وتواصلا غير عادل مع الطلاب، وتبادلا للأفكار ومهارات التواصل».
• أحد أهداف المبادرة «رفع مستوى الوعى لخطة التنمية المستدامة».. ما معنى ذلك؟
ــ التنمية المستدامة 2030 هذه رؤية الدولة، ولكى يتم ذلك لابد من المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال، والريادة تعنى مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر، من سيبدأ عمل ذلك؟ جهات فى الدولة ومن بين هذه الجهات الجامعات، وبدأنا ذلك فى جامعة القاهرة، وكان أول فكر لرئيس الجامعة الحالى فى رؤيتة «جامعة من الجيل الثالث وريادة الأعمال» وبالتالى ننفذ رؤيته على مستوى الجامعات المصرية.
• بعد ظهوركم خلال احتفالات ذكرى أكتوبر.. البعض ادعى أنكم كيان سياسى مع الدولة.. ما حقيقة ذلك؟
ــ خالص.. نهائى.. عندما قمنا بعمل المبادرة كانت لنا أهداف محددة، وليس لنا توجه سياسى أو دينى أو حزبى، لماذا كل المتبرعين من أعضاء هيئة التدريس؟ وسعينا لتدريب أبنائنا الطلاب على مشاريع ربنا أكرمنا بها و«معانا السر بتاعها»، ولكى نتجمع فى اليوم الأول كان لابد أن يكون اليوم فيه انتماء للطلبة أكثر تجاه الدولة وحس وطنى أكثر فلم نجد أفضل من انتصارات أكتوبر العظيمة، والجميع شاهد ردود فعل الطلاب عند تشغيل الأغانى الوطنية، وأؤكد أنه لا يوجد ربط بين المبادرة وذكرى انتصارات حرب أكتوبر بالسياسة.
• كم يبلغ عدد الطلاب المشاركين فى المبادرة على مستوى الجامعات؟
ــ أعداد الطلاب فى زيادة مستمرة واقتربنا من 50 ألف طالب وطالبة من جميع الجامعات، ونتوقع زيادة الأعداد لأننا نقدم برنامجا تدريبيا تعليميا بدراسة جدوى بتسويق بكل شىء مجانا، ولا أريد من الطالب شيئا نهائيا، وبالتالى نتوقع زيادة الأعداد، ووضعنا خطة بأن يقوم أعضاء هيئة تدريس بالجامعات المختلفة بتدريب الطلاب، وبالنسبة لجامعة القاهرة يوجد بها أساتذة وسيذهبون للمحافظات أيضا.
وتوجد برامج تسمح بحضور أكثر من 50 طالب، وعلى سبيل المثال برنامج «المطهرات والمنظفات» ممكن أن يأخذ 200 طالب وفى خلال 4 ساعات نستطيع أن نجعل الطالب يتعلم إنتاج 3 منتجات، بحيث يتم شرح الأساس العلمى وأقول له التفاعلات التى تتم والاسم التجارى الخاص بالمواد وترتيب إضافة المواد ولو ترتيب خطأ يحصل ايه وكيف يستخرج المنتج وكيفية تطويره وتحسينه، «بندى خبرة أكثر من 25 سنة لطالب فى خلال ساعة أو ساعتين، خاصة لطلاب الكليات النظرية حقوق وآداب وتجارة ودار علوم وأى كلية وأى طالب يأخد أى برنامج، ويحضر براحته».