الجلوس في المجعد والالتفاف حول المنقد.. ثوابت وعادات بدو جنوب سيناء في الشتاء لم تتأثر بالتطور - بوابة الشروق
الخميس 14 نوفمبر 2024 7:51 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجلوس في المجعد والالتفاف حول المنقد.. ثوابت وعادات بدو جنوب سيناء في الشتاء لم تتأثر بالتطور

رضا الحصري
نشر في: الأربعاء 17 يناير 2024 - 10:47 ص | آخر تحديث: الأربعاء 17 يناير 2024 - 10:47 ص

يعتمد أهل البادية بجنوب سيناء على "منقد الحطب" للتدفئة في البرد القارس خلال ليالي الشتاء، ويعد مدفأة يتجمعون حولها لمناقشة أمور القبيلة، وفض الخصائم والمنازعات فيما بينهم من خلال جلسة القضاء العرفي، وأيضًا خلال حلقات السمر، وفي الأفراح والمناسبات المختلفة.

ويخضع جميع المتواجدين حول "المنقد" لقواعد راسخة ضمن العادات والتقاليد الخاصة بالقبائل البدوية، وتعد ضمن الثوابت التي ل تتغير مع وتيرة الحياة المتغيرة باستمرار.

قال الشيخ فريج سالم شيخ قبيلة الحويطات بمدينة طور سيناء، إن التطور الشامل والسريع الذي تشهده كافة مناحي الحياه على أرض سيناء بشكل خاص والعالم بشكل عام، لم يغير من الثوابت والعادات والتقاليد الخاصة بالبدو، وذلك على الرغم من تعايش العديد مع هذه التطورات لكنها لم تحرك ساكنًا في هذه الثوابت، ولكنهم يتكيفون فقط مع هذه المتغيرات والتطورات لخدمة تلك الثوابت.

وأوضح شيخ قبلية الحويطات، في تصريح اليوم، أن المجعد والمنقد "حلقة النار" أحد هذه الثوابت، التي يلتقي فيها مشايخ وعواقل القبيلة الواحدة، مؤكدًا أن لكل قبيلة "مجعد" وهو مكان يتجمع فيه مشايخ وعقلاء القبيلة لمناقشة أمورها والمشاكل التي تواجه أبنائها، ويكون "المجعد" جاهز ومعد بشكل دائم لاستقبال أبناء القبيلة في أي وقت.

وأضاف أن "المنقد" يعد جزء أساس من "المجعد"، ويتم ايقاده يوميًا في الشتاء، والتفاف حوله عقب صلاة المغرب يوميًا لمناقشة أمور القبيلة اليومية، والتدفئة، وتناول الشاي بالحبق والمرمرية، والقهوة العربية، والسمر، و"المنقد" من أهم موروثات التراث البدوي، مؤكدًا أنه على الرغم من تطور شكل "المقعد والمنجد " مع التطورات العصرية إلا أن مضمونها يعد عادة وثوابت لن تتغير.

وأشار إلى أن "المجعد" قديمًا كان عبارة عن بيت شعر أي "خيمة" في المزرعة داخل الصحراء، ويجري إشعال "المنجد" من خلال حفر حفرة في الرمل ووضع الحطب بها وإشعاله للالتفاف حوله، ولكن مع التطور أصبح المجعد جزء من المنزل البدوي لكنه منفصل عنه؛ حفاظًا على حرمة أهل المنزل، ويستخدم فيه الأشكال الحديثة للمنقد الذي يعد مدفأة أيضًا في ليالي الشتاء الباردة، لافتًا إلى أن "المجعد والمنقد" يعدان أحد ركائز وثوابت العادات البدوية، ويتجمع حولهم الأحباب والأصدقاء يوميًا.

وأكد أن الجلوس في "المجعد" أمام "المنجد" له قواعد لدى البدو، منها أن تظل النار مشتعلة في حطب "المنجد" وعليها براد للقهوة وآخر للشاي بنكهاته المختلفة حتى انتهاء الجلسة ومغادرة الجميع للمجعد.

ولفت إلى أنه خلال الجلسة لابد أن يقوم شيخ القبيلة أو القائمين على عملية الترحيب والمضايفة بمسك البراد باليد اليسرى، والفنجان باليد اليمنى ليعطيه للضيف حسب رغبته إذا كان يريد شاي أم قهوة، مؤكدًا أنه عند تقديم الضيافة باليد اليسرى تعد اهانة للضيف، ولكن تقديمها باليد اليمنى يعد احترامًا وتقديرًا له، وتختلف مرات صب القهوة أو الشاي باختلاف المناطق، وعندما يكتفى الضيف من القهوة يقوم بهز الفنجان الفارغ، أو يرجع الفنجان الفارغ وقد وضع أصابع يده ليغطي فوهة الفنجان ليؤكد عدم رغبته في تناول أي شيء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك