قديما اقتصرت صناعة الأثاث المنزلي على الرجال ولم تدخل المرأة فى هذا المجال ولكنها حين عملت به اختارت الأصعب وهو صناعة الأثاث المعدنى، لتكون شيماء سعيد خريجة كلية الحقوق جامعة الإسكندرية أول سيدة تدخل صناعة الأثاث المنزلى بالحديد.
فتقول الفتاة السكندرية، إن أول محاولة استغرقت منها 3 أشهر ولكنها نجحت فى النهاية، مضيفة لـ«الشروق»: «أن أساس فكرة صناعة الأثاث المنزلى من الحديد هى مرورى بظروف صحية، وتحول المنزل إلى غرفة عزل، وزاد وزنى بعد أن أخذت كورتيزون، وكانت حالتى النفسية سيئة جدا، ولكن مع ظهور هذه الفكرة فى عقلى كانت السبب الأساسى أن أحاول أن أستجيب للعلاج بعد فقدان الأمل فى علاجى، لكى أحول الفكرة الحقيقية».
وأوضحت شيماء، أنه ذات يوم فوجئت بأن السرير الذى ترقد عليه سقط نظرا لعدم متانته، ومن هنا جاءت الفكرة التى جعلتها تبحث عن أثاث متين وذات مظهر جمالى، ولكنها وجدت أن جميع الأثاث المباع من الخشب، وهنا قررت صنع سرير من الحديد، مشيرة إلى أنه بدأت تتردد على ورش صناعة الحديد والنجارة فى محاولة لتنفيذ فكرتها، ولكن الجميع فى البداية رفضوا وقالوا إنه مستحيل.
واستكملت سعيد، حديثها بأنها استطاعت إقناع أحد أصحاب ورش الحدادة بالفكرة، وعن طريقة التصنيع تقول: «إن قطعة الأثاث الحديدية تبدأ من صناعة الهيكل الحديدى وذلك من العلب الحديد بعد معالجتها وجلفنتها لتكسوها القطع الخشبية بطريقة الكبس والتى لا غنى عنها، ثم تأتى مرحلة التنجيد وإخراجه بشكل جمالى حسب ذوق العميل».
وأوضحت أن أهم مميزات قطعة الأثاث الحديدية عن نظريتها المصنوعة من الخشب، أن الأثاث الحديدى ذو وزن أخف وغير قابل للكسر أو التلف أو الصدأ، وبالتالى فهو أكثر متانة، وأقل سعرا، علاوة على أنه قابل للفك والتركيب.
وأضافت شيماء، أنه من الممكن إعادة تدوير قطعة الأثاث الحديدية فيما بعد وتحويلها إلى هيكل آخر فى حال الاستغناء عنها، وأيضا قطعة أثاث بضمان مدى الحياة، مضيفا إلى أنه بعد الانتهاء من تجربة السرير قامت بصناعة الكرسى، الركنة، البانكيت، وكل ما يتحمل وزنا وثقلا، استطاعت أن تشكله بالحديد من مرحلة تصنيعه وحتى شكله النهائى الذى يكسوه القماش.