أعلن الجيش السوداني، في آخر التطورات الميدانية، مساء أمس، سيطرته على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم؛ ليضيق الحصار على قوات "الدعم السريع" في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة.
وقال بيان للجيش السوداني، نقلته وكالة "الأناضول" اليوم، إن "قوات سلاح المدرعات دحرت مليشيا الدعم السريع في محور نادي الأسرة (في حي الخرطوم 3)، وجسر المسلمية وأبراج النيلين وموقف شروني (محطة مواصلات) وسط الخرطوم".
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله، في بيان مقتضب: "قواتنا تحرز تقدما مهما بوسط الخرطوم"- حسب وكالة الأنباء السودانية سونا.
ونشر الجيش، مقاطع مصورة عبر صفحته على "فيسبوك"، لقواته وهي تنصب كمينا لعناصر من قوات الدعم السريع.
وقال إن "العناصر كانت تحاول الهروب من حصار وسط الخرطوم، وتمكنت قوات الجيش من تحييد كل العناصر الهاربة حيث لم ينج منهم أحد".
وفقا للتحركات الميدانية لقوات الجيش السوداني، هناك الآن عدة محاور للقتال وهي
محور ولاية الخرطوم:
وبتقدم الجيش وسط الخرطوم، يضيق الخناق ويفرض على قوات الدعم السريع التي تسيطر على القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية بوسط الخرطوم حصارا من جميع الاتجاهات.
وبسيطرة الجيش على محطة شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية، تكون قواته قد أغلقت الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم جنوبا، واقتربت من القصر الرئاسي بمسافة لا تتجاوز 1.4 كيلو متر، وفق مراسل الأناضول.
وكانت قوات الجيش سيطرت في الأيام الماضية على محطة جاكسون وكبري (جسر) الحرية عند المدخل الجنوبي الغربي لوسط الخرطوم.
كما اقتربت قوات الجيش من الوصول إلى قيادة الجيش من الناحية الغربية لوسط الخرطوم، حيث باتت تبعد عنها مسافة كيلو متر.
وفي تسجيل مصور السبت الماضي، قال قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب.
وفي وقت سابق الأحد، أفاد سلاح المدرعات للجيش السوداني، عبر صفحته على فيسبوك، بأن "قواته دخلت أبراج النيلين (بنايات سكنية تجارية شاهقة)، واستلمت جسر المسلمية وسط الخرطوم".
وأضاف أن قوات سلاح المدرعات أحكمت سيطرتها أيضاً على موقف شروني (أكبر محطة مواصلات) وسط الخرطوم.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش، يسيطر بالكامل على "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و75% من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال قوات "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
- محور ولاية سنار:
وأعلن الجيش السوداني، الأحد، سيطرته على منطقة أبو عريف المهمة بولاية سنار (جنوب شرق) بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش السوداني، في بيان، بأن قواته "استعادت السيطرة على منطقة أبو عريف بولاية سنار، ودحرت مليشيا الدعم السريع، وكبدتها خسائر كبيرة، وتطارد الفلول الهاربة".
ومنطقة "أبوعريف" تقع أقصى الجنوب الغربي لولاية سنار، ويحدها من الجنوب ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان.
واستطاع الجيش استعادة سيطرته على معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجه في نوفمبر الماضي.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الازرق.
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل 2023، حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.