الألكسو تمنح حاكم الشارقة وسام الاستحقاق الثقافي العربي في نسخته الأولى - بوابة الشروق
السبت 19 أبريل 2025 6:32 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الألكسو تمنح حاكم الشارقة وسام الاستحقاق الثقافي العربي في نسخته الأولى

محمد عنتر
نشر في: الخميس 17 أبريل 2025 - 10:52 ص | آخر تحديث: الخميس 17 أبريل 2025 - 10:52 ص

مُنِح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسام الاستحقاق الثقافي العربي من الدرجة الممتازة، في نسخته الأولى، من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

وتسلّم عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ممثلاً عن حاكم الشارقة، وسام الاستحقاق الثقافي العربي، وذلك خلال حفل تكريم رسمي أقامته المنظمة في مقرّها في العاصمة التونسية تونس.

وحضر الحفل الدكتور محمد ولد أعمر، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، والدكتورة إيمان السلامي سفيرة دولة الإمارات لدى الجمهورية التونسية، وسفراء الدول العربية لدى الجمهورية التونسية، ونخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين العرب.

بدأت مراسم الحفل بكلمة ألقاها مدير عام "الألكسو"، أوضح في بدايتها إطلاق المنظمة لسجل وسام الاستحقاق الثقافي العربي الأول من نوعه، وهو وسام رفيع المستوى يمنح للأفراد أو المنظمات أو المؤسسات العربية تقديراً لإسهاماتهم البارزة، وخدماتهم الجليلة للثقافة العربية، ويعتبر الوسام تكريماً رفيعاً للإبداع والتميّز في مجالات الثقافة والإبداع، ويسهم في تشجيع الأعمال القيمة في مجال خدمة المعرفة.

وقال ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، حول الوسام: يهدف هذا الوسام إلى الاعتراف بجهود الشخصيات والمؤسسات الرائدة التي أسهمت في تقديم الثقافة العربية للعالم في بعدها الإنساني والحضاري، وتقدير دورها في إثراء المشهد الثقافي وتعزيز الهوية العربية ونشر قيم المعرفة، ومن حسن الطالع أن يقع اختيار المنظمة على شخصية استثنائية بكل المقاييس والأبعاد الإنسانية والمعرفية والفكرية والسياسية لتكون أول من يحمل وسام الاستحقاق الثقافي العربي، وهو ما يؤكد مصداقية هذه المبادرة ومشروعيتها ومكانتها ضمن نسيج المبادرات رفيعة المستوى، التي تكرّس تقاليد ردّ الجميل والاعتراف لأهل الفضل بفضلهم.

وأضاف ولد أعمر: نلتقي اليوم لنحتفي باسم كل المثقفين والمبدعين والفنانين والمفكرين والكتّاب والشعراء بالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نحتفي به وهو المرابط على الثغور الثقافية والمعرفية في كل أصقاع العالم مدافعاً عن الهوية العربية والقيم الإنسانية التي تحمّلها، مسهماً في تقديم صورة الثقافة العربية الأصيلة للآخر بوصفها ثقافة سلمٍ وحوارٍ وسلام.

وتطرق ولد أعمر إلى ذكر عدد من مبادرات حاكم الشارقة، من أبرزها: إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وهو مشروع العصر الحديث وأكبر مشروع لغوي أنجزته الأمة العربية، وحصل على شهادة موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بوصفه أكبر معجم لغوي في تاريخ البشرية، وتقديم دعم للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" لتمكينها من استكمال انجاز موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين، والتي تعتبر من المشاريع الثقافية الرائدة والمرجعية على المستوى العربي والإسلامي، وإنشاء المركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة فولسبورغ بألمانيا، وإنشاء مركز "الثغرة الثقافي" في مملكة إسبانيا وافتتاح عدد من مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتدريس اللغة العربية في دول إفريقية متعددة.

وتابع :" حاكم الشارقة ضمير "العمل الثقافي العربي" وهو ضمير ظاهر، غير مستتر، بما يقدمه من مبادرات موفقة، ومشروعات علمية ملهمة أسهمت في تشكيل نظم المعرفة الكونية، ومدت الثقافة العربية بسيل العزة والقوة والتمكين والانتشار، ولذلك كله، وانسجاماً مع أهداف المنظمة، ونظامها الداخلي، وصلاحيات مديرها العام، وباسم مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، تقرّر منح "وسام الاستحقاق الثقافي العربي من الفئة الممتازة" إلى حاكم الشارقة، تقديراً واعترافاً بجهوده في خدمة الثقافة العربية والإسلامية، وحماية الهوية الحضارية لأبناء الأمة وتكريس قيم مجتمع المعرفة".

وقال الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة في كلمة مسجّلة: نحتفل اليوم بمنح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وسام الاستحقاق الثقافي العربي من الفئة الممتازة، تقديراً لمسيرته الثقافية والفكرية، ولجهوده الكبيرة في دعم البرامج والمبادرات الثقافية وتعزيز التواصل الحضاري والمعرفي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإن هذا الوسام يمثّل تأكيداً عربياً على رؤية ثقافية استثنائية جعلت من الشارقة المركز للإبداع والمعرفة، وواحة للفكر والكتاب والمسرح، كما يجسد الوسام إيمان حاكم الشارقة باهتمامه بالثقافة في بناء المجتمعات والنهوض بها، والسعي الدائم نحو ترسيخ الثقافة كجسر للتنمية، ووسيلة للاستثمار في الانسان.

وأضاف أن مبادرات حاكم الشارقة الثقافية والأدبية والفكرية تستحق كل التقدير، وقد أثمرت عن اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، وعاصمة للثقافة العربية والإسلامية، وغير ذلك العديد من الانجازات التي ساهمت في إبراز الثقافة العربية والساحة الدولية والحفاظ على اللغة العربية كوعاء للفكر وللإبداع.

وألقى عبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، كلمة قال نقل فيها تحيات وتمنيات حاكم الشارقة للحضور، وشكره وتقديره، إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، على جهودها المبذولة في خدمة الثقافة العربية.

وقال العويس: تحية عربية تحفها المحبة والأخوة، أتشرف بأن أنقلها إليكم من إمارة الشارقة لتعبر عن السعادة بهذا الجمع المبارك، الذي يأتي ضمن متوالية اللقاءات الثقافية العربية، المتنقلة بين أقطار الوطن العربي الكبير، من خلال جهود مخلصة تقوم بها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التي يمتد تعاونها مع المؤسسات الثقافية العربية، وكم هي عزيزة هذه المناسبة الطيبة التي نجتمع من أجلها اليوم؛ وهي مناسبة تكريم الشيخ حاكم الشارقة، بوسام الاستحقاق الثقافي العربي.

وأضاف: لقد أدرك صاحب السمو حاكم الشارقة، أهمية دور الثقافة في رقي المجتمعات وتطورها، والحفاظ على نشئها وأجيالها، وانطلاقاً من هذا الدور كرس جهوده عبر مسيرة امتدت لأكثر من خمسين عاما في بناء مجتمعه، تجلت هذه المسيرة من خلال مصفوفة البنى الثقافية والعلمية المتعددة، التي نتج عنها إنشاء المسارح والمتاحف المتخصصة، والمراكز الثقافية المنتشرة في جميع أنحاء إمارة الشارقة، بالإضافة إلى سلسلة المكتبات العامة، التي تحتفل هذا العام بمئوية تأسيس أول مكتبة في الشارقة.

وتابع العويس: بموازاة ذلك، أسس حاكم الشارقة المهرجانات الثقافية والفنية والقرائية المتنوعة، بين الشعر والمسرح والفنون والخط العربي ومعارض الكتاب، إضافة إلى الإصدارات والمجلات الثقافية المتخصصة التي تنتشر في أنحاء الوطن العربي، حيث حظيت هذه الأنشطة الثقافية برعايته وعنايته الخاصة، ونتج عنها العديد من الجوائز الثقافية والأدبية، شملت حقول الثقافة المتنوعة، كما حظيت فئة الشباب بنصيبها من الجوائز؛ كجائزة الشارقة للإبداع العربي - الإصدار الأول.

ولفت إلى أهمية المحيط العربي بالنسبة لحاكم الشارقة، قائلاً : لقد أدرك حاكم الشارقة أهمية محيطه العربي، لتعزيز المسيرة الثقافية؛ فامتد التعاون الثقافي إلى الدول العربية الشقيقة، التي رحبت بمبادراته الثقافية من خلال الهيئة العربية للمسرح، التي تعمل على تنشيط المسرح العربي، من خلال تنظيم المهرجانات الوطنية المسرحية، يتوجها مهرجان المسرح العربي، الذي ينعقد كل عام في بلد عربي، وتواصلت مبادراته بتأسيس بيوت للشعر في الوطن العربي، استقبلتها كل من الأردن ومصر والسودان وتونس والمغرب وموريتانيا بكل ترحيب، وتعمل هذه البيوت بحيوية على تشجيع الساحة الشعرية العربية، ويؤمها الشعراء والأدباء لإحياء الأمسيات والمهرجانات الشعرية على مدار العام.

وحول اهتمام حاكم الشارقة باللغة العربية، قال العويس: لقد حظيت اللغة العربية بعناية فائقة من قبله، حيث تم إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، وهو الإهداء الذي يعتز حاكم الشارقة بتقديمه إلى أمته العربية والإسلامية، وهو ثمرة عمل وجهد دؤوب نفذ في فترة زمنية قياسية استغرقت سبعة أعوام.

وتابع الحضور، ضمن وقائع الحفل، عرضاً مرئياً ركّز على أهم المحطات الثقافية في مسيرة حاكم الشارقة، كما قدّم لمحات من بعض إنجازات واسهاماته في الساحة الثقافية العربية والعالمية، سارداً في رحلة زمنية بدايات مشروع الشارقة الثقافي الذي أسّسه حاكم الشارقة، إيماناً منه بأن الثقافة هي جوهر بناء الإنسان ونهضة الأوطان.

كما شاهد الحضور عرضاً وثائقياً عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، التي تأسست في العام 1970، كواحدة من أبرز المؤسسات المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية، ويقع مقرها الدائم في العاصمة التونسية تونس، مستعرضاً جهودها في مجالاتها المتخصصة لتوحيد الجهود العربية وتعزيز الهوية الثقافية العربية والمحافظة على التراث وتشجيع البحث العلمي.

وصاحبَ حفل وسام الاستحقاق الثقافي العربي، معرضاً لمؤلفات حاكم الشارقة، تضمن عناويناً من مؤلفاته تنوّعت بين الأعمال التاريخية، والأعمال المسرحية، وغيرها من الأعمال الإبداعية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك