أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن الرسوم الجمركية التي فرضتها أمريكا على البضائع الصينية مؤخرا قد تؤثر على حركة التجارة العالمية، خاصة أن 100% من البضائع تمر عبر قناة السويس.
وأوضح ربيع، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، أن الوضع غير ملموس حتى الآن مع فرض الصين رسوم جمركية متضاعفة على البضائع الأمريكية، وهو ما تتابعه إدارة قناة السويس عن كثب و يتوقع معه تراجع وتيرة القرارات خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن قناة السويس تأثرت بالأحداث في منطقة البحر الأحمر وباب المندب وحققت خسائر تجاوزت نحو 7 مليارات دولار خلال العام الماضي، بالرغم أن القناة بعيدة تماما في المسافة بنحو 1200 ميل عن باب المندب، موضحا أن القناة ممر ملاحي عالمي بعيد تماما عن أية أزمات سياسية وعسكرية لكنها في النهاية تتأثر بحكم موقعها الجغرافي بتلك الأزمات.
وقال ربيع، إن آخر تهديد لحركة الملاحة البحرية بالبحر الاحمر وقع ديسمبر الماضي لكن لا يمكن الجزم بانتهاء التهديدات بشكل كامل بالرغم من توقف العمليات العسكرية للحوثيين في المنطقة، منوها بأن المتوسط اليومي للسفن المارة بقناة السويس ارتفع من 30 سفينة إلى 42 سفينة يوميا خلال مارس الماضي، تبعه زيادة في الإيرادات خلال مارس بلغت نحو 335 مليون دولار، بزيادة نسبتها 8.8% عن يناير من العام ذاته.
وذكر أن هذه الزيادة لا يمكن القياس عليها، ولكن يمكن القياس فعليا في يونيو المقبل في حالة توقف العمليات العسكرية بشكل كامل، متوقعا استئناف التوكيلات الملاحية لحركة مرورها بالبحر الأحمر وقناة السويس قبل ديسمبر المقبل في حالة توقف العمليات العسكرية.
ودعا ربيع، التوكيلات والخطوط الكبرى لإعادة الإبحار بالبحر الأحمر مع إعلان الحوثيين توقف العمليات العسكرية ضد السفن المارة بالمنطقة، مشيرا إلى أن الملاحة آمنة ولا داعي لاستمرار تعليق الرحلات بالمنطقة.
وتابع أن الأزمة بالبحر الأحمر وباب المندب تسببت في تراجع حركة الملاحة الدولية بقناة السويس وتراجع إيرادات القناة في 2024 لتصل لنحو 3 مليارات و900 مليون دولار بعدما كانت تجاوزت الـ10 مليارات دولار في 2023، لذلك اتجهت إدارة القناة لتعزز من إيراداتها في المجالات اللوجيستية والبحرية المختلفة، وتتبع منذ عامين سياسة دعم الشركات التابعة للقناة وتشغيلها في مشروعات قومية وأخرى دولية بهدف تعزيز إيراداتها، ومنها شركتي الحبال والموانئ التي نفذت تكريك ميناء سرت الليبي المتوقف منذ 14 عاما تقريبا.
ونوه بأن تفريعة القطاع الجنوبي بالقناة التي تم حفرها وتكريكها على مسافة 40 كيلو متر جنوب قناة السويس يعد من أصعب القطاعات بسبب صلابة التربة في القطاع الجنوبي.
وأكد أن قناة السويس واجهت 4 تحديات خلال السنوات الخمس الماضية بدأت بأزمة انتشار فيروس كورونا وما سببته من انكماش في حركة التجارة العالمية بنسبة 3% مرورا بواقعة جنوح سفينة الحاويات ايفرجيفين التي أدت لتوقف الملاحة لمدة 6 أيام. وتبعها تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وما تبعه من تأثر سلاسل الإمداد العالمية، بجانب أزمة البحر الأحمر وباب المندب وما سببته من تأثر حركة الملاحة الدولية، لكنها أظهرت كفاءة إدارة القناة فى تخطي تلك الأزمات.
وأشار ربيع، إلى أن إدارة القناة ستنفذ بناء 6 قاطرات تعمل بالغاز الطبيعي في كوريا ضمن استراتيجية استخدام الطاقة النظيفة.