شهدت مكتبة الإسكندرية، ختام فعاليات النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي للتوعية المعلوماتية - إفريقيا 2024، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية من خلال قطاع المكتبات بالتعاون مع جامعة الشمال الغربي، وجامعة بريتوريا بجنوب إفريقيا، والمقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الإفريقية لشمال إفريقيا، وجمعية المكتبات ومؤسسات المعلومات الإفريقية.
وثَمَّن الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، الجهود المبذولة بالمؤتمر وكم الزخم العلمي والمعرفي الذي عرض به، بالإضافة إلى الأفكار المستنيرة التي خرجت من جلسات المؤتمر كتوصيات قيِّمة لتسليط الأضواء على مفهوم وأهمية وتطبيق التوعية المعلوماتية بشكل أكثر واقعية وعملية، من خلال جمع الباحثين ومقدمي خدمات المكتبات والمعلومات والمتخصصين في مجال الإعلام والمعلمين وصانعي السياسات من جميع أنحاء العالم؛ لتبادل المعرفة والخبرات ومناقشة التطورات الأخيرة والتحديات الحالية في مجال المعرفة المعلوماتية.
وأدار مدير مكتبة الإسكندرية، إحدى جلسات المؤتمر، الذي كان أحد المتحدثين بها الدكتور هشام عزمي رئيس مجلس إدارة الجهاز المصري للملكية الفكرية.
من جانبها أشادت دينا يوسف رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، بأهمية المؤتمر وما تعرض إليه من مواضيع استراتيجية مثل الشمول الرقمي والمكتبات الذكية وإدراج الذكاء الاصطناعي في عمليات المكتبات المختلفة واستخدام الروبوتات، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتهديدات الواقعة على وظيفة أمناء المكتبات في ظل التطور الهائل للتكنولوجيا الرقمية.
فيما خرج المؤتمر بعدة توصيات منها تدريب المكتبيين وتوعيتهم بحقوق التأليف والنشر وطلاقة الملكية الفكرية كمسعى لبناء القدرات، والعمل على تحسين المحتوى باللغة العربية على الإنترنت واللغات الأخرى في الدول الإفريقية، بالإضافة إلى الدعوة إلى دعم واضعي السياسات والممولين والجمهور لدعم وتوسيع مبادرات الإدماج الرقمي القائمة على المكتبة، هذا وأيضًا تشجيع النشر باللغات المحلية لإنجاز عمل حقيقي على أرض الواقع.
كما أوصى المؤتمر بإشراك الجهات المعنية الحكومات المحلية، والمؤسسات، والمنظمات غير الحكومية، وقادة المجتمعات المحلية لمواءمة أهداف المشاريع مع أولويات المجتمعات المحلية وضمان المشاركة المحلية، واتباع نهج أكثر تكاملًا في البحث عن المخاوف المتعلقة بالإدماج الرقمي لكبار السن، والحاجة إلى المزيد من البحث حول الأساليب العملية والتعليمية لتعزيز المهارات الرقمية لدى كبار السن، بالإضافة إلى توصية تم توجيهها مباشرة إلى جانب من الحضور من مستشاري النيابة الإدارية بالإسكندرية بوضع قانون للمكتبات العامة يسمح لها بالقيام بعملها وخدمة المستخدمين على أكمل وجه.
وأكد المؤتمر، ضرورة اتباع المكتبات لممارسات صديقة للبيئة والحث على الثقافة المعلوماتية الخضراء بهدف تعزيز الوعي بالاستدامة، والتشجيع على زيادة الثقافة المعلوماتية، وثقافة الإعلام والصراع في مواجهة التضليل الإعلامي.
وأشار إلى أهمية نشر الثقافة المعلوماتية في التطور المجتمعي بإفريقيا، والتشجيع على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في أقسام المكتبات والإعلام، بالإضافة إلى أهمية رقمنة مكتبة المعلومات وتحويل الموارد المادية إلى صيغ رقمية وتنفيذ نظام إدارة رقمي لجعل الموارد متاحة عبر الإنترنت.
وعلى هامش المؤتمر نظمت مجموعة من الأنشطة منها عدد من ورش العمل الدولية في مواضيع مختلفة مثل (برنامج تدريب قادة المكتبات المبدعين)، وورشة بعنوان "دور محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية النقدية في عالم مضطرب المعلومات بشكل متزايد"، قدمت بالتعاون مع معهد مورتنسون للبرامج المكتبية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا (الذكاء الاصطناعي والروبوتات في المكتبات والمتاحف) بالتعاون مع المتحف المصري الكبير.
كما تم تنظيم حفل فني فلكلوري من خلال فرقة "فلوكلوريتا"، واستمتع الحضور من الدول المختلفة بالفن المصري والتعرف على نبذة من التراث الفني المصري، وتم أيضًا تكريم عدد من أعضاء اللجنة العلمية واللجنة الدائمة والمتحدثين والرعاة الذهبيين للمؤتمر، بالإضافة إلى تنظيم جولة سياحية لضيوف المؤتمر لزيارة معالم مدينة الإسكندرية.
وفي نهاية المؤتمر توجه المشاركون بكل الشكر والتقدير لمكتبة الإسكندرية والجهات المتعاونة لتنظيم مثل هذا الحدث الضخم، والذي أفاض عليهم بِكمٍّ غزير من المعلومات والمعرفة بما أصبح دافع قوي لتبني أهداف وتوصيات المؤتمر، والاستمرارية في ترسيخ أهمية العلم والمعرفة في كافة جوانب حياة البشر على مر الأزمنة والعصور.