أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اغتيال قائد الجناح العسكري والسياسي لحركة حماس يحيى السنوار.
وكانت قالت قناة "أي 24" الإسرائيلية، قد أفادت بأنه تم التأكد من مقتل قائد حماس يحيى السنوار في مواجهة عسكرية مع جنود الجيش الإسرائيلي.
ونستعرض في السطور التالية، صورة السنوار في مخيلة ووعي الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الفكري والعسكري.
• الصقر المتشدد
منذ الإفراج عن يحيى السنوار في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، برز اسمه بسرعة في الوعي الإسرائيلي كشخصية محورية تشكل تهديدًا دائمًا لها.
رسمت وسائل الإعلام الإسرائيلية وقادة الأمن والسياسيون صورة للسنوار كواحد من أخطر قادة حماس وأكثرهم تشددًا، حيث تمت الإشارة إليه بصفته "الصقر" المتشدد الذي يمسك بزمام القرارات العسكرية لحركة حماس، متفردًا في اتخاذ قرارات إطلاق الصواريخ وتوجيه العمليات العسكرية ضد إسرائيل.
وُصف السنوار أيضًا بأنه العقل المدبر الذي يقف خلف التصعيد المستمر بين "حماس" وإسرائيل، مع تركيز خاص على دوره في التخطيط للعمليات الكبرى.
• زعيم بسجون الاحتلال
وصفت تجربة يحيى السنوار داخل السجون الإسرائيلية بتفاصيل دقيقة، مشيرة إلى أنه كان زعيمًا مؤثرًا بين الأسرى الفلسطينيين خلال فترة سجنه التي امتدت لأكثر من 22 عامًا. خلال تلك الفترة، استغل السنوار وقته لتعلم اللغة العبرية وقراءة الأدبيات الإسرائيلية بهدف فهم العقلية الإسرائيلية.
كما كان له دور رئيسي في تنظيم حياة الأسرى داخل السجن، حيث قاد عدة إضرابات لتحسين أوضاعهم وكان يُنظر إليه كقائد للمعتقلين من حركة حماس.
• ذكاء شديد وشخصية متحدية
ويصف مايكل كوبي، المدير السابق للتحقيقات في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت"، يحيى السنوار قائلاً: "كانت لديه تلك العيون القاتلة... قال لي إنه يفضل أن يموت شهيدًا على أن يتكلم".
وأكد الضابط الإسرائيلي الذي تولى التحقيق مع السنوار لفترات طويلة، أنه كان يتحدث بلهجة متسلطة أثناء التحقيق، ولم يظهر عليه الخوف بل كان يتحدى المحققين بشكل مستمر.
وقال كوبي: "شعرت أثناء التحقيق معه بأنني أمام شخص غير عادي، شخص يتمتع بشخصية قوية وذكاء مرتفع، وواثق من كل ما يقوله ويفعله".
وأضاف أن السنوار قال له خلال التحقيق: "يومًا ما سأكون في سدة الحكم، وستكون أنت ماثلًا أمامي كمتهم أحقق معك".
واعترف الضابط الإسرائيلي أنه شعر بالخوف عند سماع تلك الكلمات، قائلاً: "أخشى الآن لأن الأمر لم يعد بعيدًا عن الواقع".
وأشار الضابط الإسرائيلي إلى أنه لو كان يعيش في مستوطنات غزة لحظة هجوم 7 أكتوبر، كان من الممكن أن يجد نفسه في أحد أنفاق غزة، في مواجهة هذا الرجل ذو العينين الحمراوتين.
وأضاف: "من واقع معرفتي بالسنوار، هو شخص لا يعرف الخوف. قال لي خلال التحقيق سأقتل كل ضباط المخابرات، وأعي أنه كان يمارس نوعًا من الحرب النفسية، لكنه كان يقف أمامنا يسب ويهدد دون ذرة خوف".
• صاحب قرارات عقلانية
أصدرت جامعة "رايخمان" الإسرائيلية تقريرًا يشيد بقرارات زعيم الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" يحيى السنوار، باستخدام آليات الذكاء الاصطناعي، حيث اعتبرت أن قرارات السنوار فيما يتعلق بالحرب "عقلانية" لأنها تخدم أهدافه، وفق ما أوردته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أنه عبر استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي، جرت إعادة بناء 14 قرارًا من قرارات السنوار، بما في ذلك قراراته بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في عام 2021، وقرار الامتناع عن الانضمام إلى حركة الجهاد الإسلامي بعد عملية الجيش الإسرائيلي للقضاء على كبار أعضاء الحركة، والقرار بشن هجوم مفاجئ واسع النطاق ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، وقرار الموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن في نوفمبر الماضي، وفقًا لما نقلته شبكة الجزيرة.
كما أكدت الدراسة الإسرائيلية ضرورة التعرف على أسلوب السنوار في صنع القرارات؛ إذ اعتبرت أنه أمر بالغ الأهمية حال أرادت إسرائيل فهم قرارات حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بشأن الأسرى وتطورات الحرب.