تعيد بوادر حدوث حرب محتملة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي للأذهان ذكر فيلق القدس "الوحدة العسكرية الشهيرة" بفن خاص من الحروب تحترفه إيران منذ عقود، وهو مجال حروب الوكالة الذي يتيح لطهران إيذاء خصومها دون أن تغوص بنفسها في قلب الصراع لتحمل أطراف أخرى الخسائر المادية دون أن تتعرض أراضيها للضرر.
وتسرد جريدة الشروق أهم محطات مسيرة فيلق القدس "الذراع الاستخباراتي الإيراني"، وأهم مميزات تلك الوحدة الخاصة والمهام المكلفة بها.
-النشأة
تم إنشاء فيلق القدس خلال الحرب العراقية الإيرانية لقيادة حروب الوكالة داخل العراق عن طريق مساعدة الانفصاليين الأكراد لشن هجمات على الدولة العراقية، بحسب كتاب حروب الحرس الثوري بالشرق الأوسط.
وبدأ فيلق القدس نشاطه تحت اسم الوحدة 900، ثم تم تغيير الاسم في دلالة على توسع نشاطه خارج العراق المجاور لإيران ليشمل دول أخرى منها دول الطوق لفلسطين، وفقا لكتاب الميليشياوية الشيعية.
ويعمل الفيلق بنفس مهمته المعتادة حيث يشرف على حروب الوكالة للصالح الإيراني، ومن أهم الأنشطة التي استهل بها عمله دعم الوحدات الشيعية المقاتلة خلال الحرب الأهلية الأفغانية، وكانت قوات أحمد شاه مسعود على رأس تلك الوحدات، بحسب صحيفة التيليغراف.
عمل الفيلق أيضا على دعم جماعة حزب الله اللبنانية لتقويتها في مواجهتها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.
-العدد والانتشار
تكثر التكهنات حول عدد عناصر فيلق القدس الذي تتنوع مهامه بين المهام المالية والاستخباراتية، ولكن قدرت جمعية الدراسات الاستراتيجية العالمية قوام الفيلق بـ5000 منتسب، ورفع أحد مسؤولي هيئة الخدمات الملكية المتحدة العدد لـ20 ألفا.
وبحسب ديفيد دونيسيان من المخابرات المركزية الأمريكية، ينتشر جنود فيلق القدس في 8 مناطق هي، الشام، والعراق، وشبه جزيرة العرب، وآسيا الوسطى، وما بين أفغانستان وباكستان، بجانب انتشارها بآسيا الوسطى، وشرق أوروبا، وتركيا، وشمال إفريقيا.
-مواجهة مباشرة مع جيش الاحتلال
وتزايد تواجد فيلق القدس في الأراضي السورية إبان الحرب الأهلية ليبلغ 3 آلاف شخص، حسب التيليغراف.
وشن الفيلق هجمتين صاروخيتين على الجولان المحتل بين عامي 2018، و2019، ولكن الرد الإسرائيلي كان مكلفا من حيث حصيلة القتلى التي وصلت إلى 20 من جنود الفيلق خلال غارة جوية عام 2018.