بعد أن أجبرت ضغوط داخلية رئيس الوزراء، من حزب المحافظين، ريشي سوناك، على إقالة وزيرة الداخلية، سويلا بريفرمان؛ بعد انتقادها لأسلوب الشرطة مع المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين، يضرب بريطانيا انقساما جديدا في حزب العمال المعارض الذي تقدّمت 10 قيادات منه باستقالتهم؛ غضبًا من موقف زعيم الحزب الرافض لوقف إطلاق النار في غزة.
- ماذا يحدث في بريطانيا؟
يواجه كير ستارمر، زعيم حزب العمال، المزيد من الاستقالات من مقاعد الحزب، إذا لم يغير سياسته بشأن غزة، وسط غضب متزايد بشأن كيفية تعامله مع التصويت على الحرب التي تشنها قوات الاحتلال (الصراع بين حماس وإسرائيل على حد وصفهم).
وتشير المصادر إلى أن العديد من أولئك الذين ظلوا واحتفظوا بوظائفهم ما زالوا غاضبين بشأن كيفية إدارة هذه القضية، وسيكونوا على استعداد للاستقالة إذا لم يقم ستارمر بالضغط على الحكومة لاتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن العمل العسكرية الإسرائيلية في غزة، بحسب صحيفة الجارديان.
وقال أحد أعضاء الحزب، بحسب تقرير صحيفة الجارديان: "لقد حذرنا منذ أسابيع من أن الحزب يخطئ في فهم رسالته بشأن غزة، لقد بقى الكثير منا في منصبه، ليس للحفاظ على وظائفنا ولكن لمواصلة الضغط من أجل التغيير من الداخل".
وقالت جيس فيليبس، واحدة من أبرز وزراء الذين استقالوا، لبودكاست News Agents يوم الخميس: "يجب أن استخدم صوتي لمحاولة تحريك الموقف، واعتقد أنه لن يمر وقت طويل قبل أن تشعر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بأن العمل العسكري الإسرائيلي لم يحقق أي شيء".
ويواجه ستارمر الآن تحديًا صعبًا في العثور على بدائل للأعضاء البارزين الذين استقالوا، نظرًا لتمرد ما يقرب من نصف أعضاء البرلمان يوم الأربعاء.
والانقسام داخل الحزب قد بدأ منذ تصريحات زعيم الحزب، كير ستارمر، لمحطة إذاعية، الشهر الماضي، وقال فيها: "لإسرائيل الحق في قطع إمدادات الماء والكهرباء والوقود للدفاع عن نفسها"، ودفع هذا الموقف عشرات من أعضاء المجالس البلدية التابعة لحزب العمال لتقديم استقالات جماعية، منها استقالة أفراسياب أنور، عمدة مدينة بيرنلي شمالي إنجلترا.
وحاول ستارمر معالجة تلك الانقسامات في خطاب ألقاه مؤخرا في مركز أبحاث تشاتام هاوس، حيث حث إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي لكنه يدعو إلى وقف إطلاق النار، مما أبقى الانقسام متأججا، بحسب الجارديان.
وصرحت ياسمين قريش، التي أصبحت عضوًا في البرلمان عن بولتون ساوث إيست في عام 2010 وعملت كوزيرة ظل للمرأة والمساواة، وقبل ذلك وزيرة الظل للتنمية الدولية، بأنها أمضت حياتها كمحامية للدفاع عن الضعفاء والمهمشين لذلك تفضل تقديم الاستقالة والرجوع إلى صفوف العوام للدعوة بحرية أكبر لوقف إطلاق النار والدفاع عن قيم حزب العمال التي تؤمن بها.
كما قالت النائبة المستقيلة راشيل هوبكنز إن الدعوة لوقف إطلاق النار يعكس إرادة أغلبية الجمهور البريطاني.
وقال آندي سولتر عضو البرلمان عن هامرسميث، إنه يعلم مدى معاناة الناس في غزة، وقد نقلت له إحدى السيدات معاناتها في رسالة موجهة له، كيف أنها استطاعت الخروج من غزة وأبناءها بعد مشاهدتهم أمور مروعة، "الجثث ملقاه في كل مكان وممزقة" لذلك دعا إلى إخضاع جميع أطراف الحرب لحكم المحكمة الجنائية الدولية.