قال يانج يي قنصل عام الصين بالإسكندرية، إن مصر والصين تمتلكا أقدم الحضارات في العالم، وتاريخ التبادل الفني بينهما عريق وممتد قبل أكثر من2000 عام، مؤكدا أن هناك تشابه بين تماثيل الفن الكلاسيكي في مصر القديمة تزداد مع فتح طريق الحرير.

وأضاف القنصل الصيني، خلال صالون أوبرا الإسكندرية الذي جاء بعنوان "إشراقة الفن الصيني في قلب الإسكندرية"، اليوم السبت، بالتعاون مع الدكتورة أمل العرجاوي مدير مكتب الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، مؤكدا أن القرن العشرين شاهد على تعزز التعاون الثقافي بين الصين ومصر بشكل مستمر، حيث أقام البلدان علاقات دبلوماسية عام 1956 ووقعا اتفاقية تعاون ثقافي، وتلا ذلك توقيع خطط تنفيذية متعددة للتعاون الثقافي، حيث شمل التعاون مجالات الفنون الجميلة والموسيقى والأداء والمكتبات والتراث الثقافي، وتبادل الفنانون والفرق الفنية الزيارات، مما عزز التفاهم والصداقة بين الشعبين.

وذكر القنصل الصيني، أنه وصل مبعوث من عهد أسرة هان الصينية إلى الإسكندرية، حيث كان طريق الحرير جسرا مهما يربط بين حضارتي البلدين، ومن خلال هذا الطريق التجاري، ودخل الحرير والخزف الصيني إلى مصر، بينما وصلت التوابل والمنتجات المصرية إلى الصين؛ مما ساهم في تعزيز التفاهم والتقدير المتبادل بين الثقافتين.

فيما هنأت الدكتورة أمل العرجاوي مدير عام مكاتب الهيئة العامة للتنشيط السياحي بالإسكندرية التابعة لوزارة السياحة والآثار، بمناسبة عيد الربيع الصيني لعام 2025، وبدء السنة القمرية الصينية، حيث يأتي هذا العام بعد أن أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في الربيع الصيني على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في ديسمبر لعام 2024.

وتابعت، "يرمز عيد الربيع الصيني إلى أمل الشعب الصيني في مستقبل أفضل للحياة والبلاد ويوفر قوة روحية دائمة للشعب الصيني ليعود إلى أكثر من 4000 عام"، مؤكدة أن الفن بجميع أنواعه المشتركة والمتوازية في الحضارتين منذ القدم، يعمل حتى الآن على التقارب والاندماج لتلاقي الثقافتين.

في السياق ذاته أكد محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية، أن العلاقات بين مصر والصين ممتدة والتعاون المصري الصيني مثمر في المجال الأثري والسياحي، مشيرا إلى إقامة العديد من المعارض المشتركة في قلعة قايتباي ومتحف المجوهرات.

وطالب متولي بتعزيز التبادل الثقافي وتعزيز المبادرات السياحية والتعاون في مجال التدريب المشترك، ودعم الاستثمار الصيني في المواقع الأثرية.

فيما قالت الدكتورة داليا سري أخصائية السياحة بمكتب الهيئة العامة لتنشيط السياحة، إن عدد السائحين الصينيين يزداد بشكل إيجابي، ووصل إلى 300 ألف سائح عام 2024، مشيرة إلى أهمية معرض "كنوز الهرم" الذي يوجد حاليا في دولة الصين.

وأشارت سرى، إلى استخدام الفن الصيني في النرويج السياحي، والذي يوجد على قائمة اليونسكو، مؤكدة الأهمية الاقتصادية للاستثمارات الصينية في مصر.