يمتاز المطبخ المصري بعراقته وتنوعه بالأكلات والمشروبات المميزة، ليس في طعمها فقط بل في الحكايات الطريفة والغريبة أحيانا، والتي تعكس كثرة الثقافات التي مرت على المطبخ المصري وتركت أثرا لها، بين أكلات من العهد الأموي وأخرى من عصر الفاطميين، بينما لم تغب الأكلات المملوكية والعثمانية عن المائدة المصرية.وتسرد جريدة "الشروق" قصة طريفة وراء دخول أكلة المحشي للمطبخ المصري واستحواذها على شغف المصريين طوال قرون.
سحر قلوب المصريينتحكي الرواية المتداولة في مصر دون معرفة أصلها، أن الوالي العثماني دعى بإحدى الولائم، أثرياء وأعيان القاهرة وعرض عليهم أكلة كانت منتشرة في تركيا وإيران تسمى الدولمة، وكانت خضارا ملفوفا على اللحم المفروم.
ظن المصريون أن الأكلة الملفوفة بها سم، وكانت عادة الولاة من المماليك الغدر بمنافسيهم السياسيين.
تحاشى المدعوين تناول الدولمة، ولكن عند أكل الوالي منها بنفسه اطمأن المدعوون لها وأكلوها لتنتشر في مصر باسم المحشي الذي كان يتحاشى الناس أكله.
المماليك وراء ورق العنبوسردت مدونة بخاري المهتمة بالموضوعات الثقافية، أن ابتكار أحد أصناف المحشي وهو ورق العنب، كان المماليك سببا فيه، إذ أمر المماليك سلطنة الدولة القرمانية في قونيا التركية، بمنع صناعة النبيذ امتثالا للشريعة الإسلامية.
تسبب المنع بأزمة مالية للمزارعين فكان الحل استخدام ورق العنب كمادة للف اللحم المحشي ليظهر الصنف الجديد على الساحة.
تجدر الإشارة لكون العديد من المصادر التاريخية أعادت منشأ المحشي لمناطق آسيا الوسطى حيث كان يتناوله المحتفلون بأعياد الربيع لسهولة حمله باليد بخلاف الأكلات الأخرى التي تحتاج الصحون والجلوس لأكلها.
اقرأ أيضاالمطبخ المصري (7).. السمبوسك مثيرة الجدل في اللغة والتاريخ فما قصتها؟