شواهد القبور (8).. محمد قدري باشا أحد أعلام الفكر والترجمة بالعهد الخديوي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 4:18 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شواهد القبور (8).. محمد قدري باشا أحد أعلام الفكر والترجمة بالعهد الخديوي

محمد حسين
نشر في: الإثنين 18 مارس 2024 - 9:08 ص | آخر تحديث: الإثنين 18 مارس 2024 - 9:36 ص
تحتضن مدينة القاهرة تراثا ثريًا ومتنوعا يقف شاهدا وموثقا لأحداث تاريخ، وشخصيات مرت على مصر في حقب مختلفة من تاريخها الممتدد.

ولا يقتصر تاريخ القاهرة على مساجدها التاريخية ومآذنها الشامخة أو القصور المنيفة؛ ففي مقابرها وجباناتها كنوزا مخفية لم يرها ولم يوثقها الكثير من قبل.

ووثق الدكتور مصطفى الصادق، أستاذ الطب المتفرغ بقصر العيني والمهتم بالتاريخ والتراث، جولاته بجبانات مقابر القاهرة التي أمضى بها سنوات عديدة، وجمع مادة ثرية من صور المقابر التاريخية، وصدرت أواخر يناير الماضي في كتاب: "كنوز مقابر مصر.. عجائب الأمور في شواهد القبور"، عن دار ديوان للنشر.

وتشارك "الشروق"، قراءها رحلة التعرف على الكنوز المخفية لجبانات ومقابر القاهرة من خلال حلقات مسلسلة تحت عنوان "شواهد القبور"، ما يمنحهم زاوية جديدة لإعادة قراءة تاريخ مصر وأحداثه وشخصياته:

نواصل حلقاتنا مع شاهد قبر أحد أبرز الشخصيات الفاعلة في العهد الخديوي، وهو محمد قدري باشا الذي تولى مناصب رفيعة وقدم إسهامات علمية وفكرية.

* بين الصعيد والأناضول

ولد محمد قدري باشا بمدينة ملوي، وكانت أسرته قد هاجرت من بلدة "وزير كوبرولي" بالأناضول كما جاء في وقفيته، وقد كان جده واليا لتلك الولاية ووالده قدري أغا وزير كوبرولي ومن أعيانها، وعندما جاء مصر واستوطنها أقام ببعض القرى بملوي، ثم عين حاكما بجهة ملوي، ووالدته كانت مصرية الأصل.

* اللغات والشريعة

وتعلم قدري في مدرسة أهلية صغيرة بملوي، وبعد إتمام دراسته هناك جاء إلى القاهرة وانتظم في مدرسة الألسن، وقد توطد في اللغة العربية، فكان يتردد على الأزهر الشريف ليحضر دروس الأدباء المتفقهين مع صديقه الشيخ محمد النابلسي.

وعقب انتهاء دراسته عين مترجما مساعدًا بمدرسة الألسن، وكان من رفقائه عبد الله باشا فكري ومحمد بك عثمان جلال، وفي تلك الأثناء، كان له ميل خاص إلى دراسة علوم الفقه ومقارنة الشريعة الإسلامية بالقوانين الأوروبية.

* مربي الأمراء ومعلمهم

وعقب تخرجه في مدرسة الألسن، التحق مترجما بنظارة المالية، وفي عهد إبراهيم باشا وفتح ولاية الشام، عين شريف باشا الكبير واليا لها، وعمل محمد قدري سكرتيرا ومترجما له، وظل معه يترجم له ما تنشر الجرائد الفارسية إلى التركية، ثم عين لتعليم الأمير إبراهيم بن أحمد رفعت، وذلك في عهد الخديو إسماعيل باشا ثم أستاذ اللغتين الفارسية والتركية في مدرسة الأمير مصطفى باشا فاضل، وأخيرا اختاره الخديوي مربيا لولي العهد.

كما كان مكلفا أيضًا بتدريس التاريخ والجغرافية في مدرسة ولي العهد المنشأة خصوصًا لتعليمه ومعه الأمراء إخوته، وعندما أتم الأمراء علومهم وتأهلوا، نظم محمد قدري في تهانيهم قصائد رقيقة مدونة في ديوانه.

* مؤلفات تاريخية وقانونية

ألف كثيرا من المؤلفات التاريخية والقانونية والشرعية مثل مرشد الحيران إلى معرفة أحوال الإنسان في المعاملات الشرعية على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان والأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية، وقانون العدل والإنصاف للقضاء في مشكلات الأوقاف ومعلومات جغرافية، الدر النفيس في لغتي العرب والفرنسيس.

تركيبة محمد قدري باشا مصنوعة من رخام على مستويين؛ المستوى الأسفل كانت حالته مزرية جدا قبل الترميم، ولكن بعد الترميم جلد بطبقة من الطوب العربي أما المستوى العلوي فهو مزخرف بزخارف نباتية باللونين الأخضر والبني ويحيط به شريط كتبت بداخله بخط الثلث البارز على خلفية زرقاء آية الكرسي.

الجهة الخارجية للشاهد الأمامي نقش عليها بخط الثلث البارز ثمانيةأسطر مفصولة بخطوط أفقية بارزة تقرأ كالتالي:

"هو الباقي
كل من عليها فان
ويبقى وجه ربك
ذو الجلال والإكرام
هذا قبر المرحوم محمد قدري باشا
وزير العدلية والمعارف
توفي إلى رحمة الله تعالي في ليلة الاربع 17ربيع اول1306 هجرية".

اقرأ أيضا
شواهد القبور (7).. ملامح من حياة الكلفة ست مجبور


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك