كشف كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون "ذا روم وير إت هابيند"، المقرر نشره الأسبوع المقبل، أن الرئيس دونالد ترامب
سحب القوات الأمريكية من سوريا وسمح لتركيا بالسيطرة على المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي على الرغم من التحذيرات من داخل إدارته، وكذلك تحذيرات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتحدث بولتون في كتبه المؤلف من من 577 صفحة، عن تفاصيل مكالمة هاتفية بينهما في 14 ديسمبر 2018 التي سبقت توغل عسكري تركي في سوريا عارضه العديد من السياسيين الأمريكيين وحلفاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" .

وأخبر ترامب، أردوغان في المكالمة أن بولتون سيصدر بيانًا يفيد بأن الولايات المتحدة فازت في معركتها ضد داعش، وأن الولايات المتحدة ستترك الأمر بيد تركيا للتعامل مع فلول التنظيم في سوريا، وفقا لما نقله موقع "أحوال تركية" الإخباري.

وبعد مكالمة أردوغان، طلب ترامب بعد ذلك من بولتون "التعامل مع الأمر بهدوء وأن يقول أننا غادرنا سوريا، لأننا استطعنا القضاء على تنظيم داعش الإرهابي ".ذكر موقع "أحوال تركية" الإخباري.

وفي مكالمة هاتفية لاحقة مع ماكرون، تجاهل ترامب تحذيراته بشأن "داعش" ومصير المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة وحلف "الناتو" ضد الجماعة الإرهابية المسلحة.

وقال بولتون إن مخاوف ماكرون رددها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قال إن "أردوغان لا يهتم بداعش".

وقال بولتون إن أردوغان سعى لطمأنة ترامب بشأن معاملته للأكراد. وأضاف: "لقد قال أردوغان على مضض إنه يحب الأكراد.. قد سمعنا كل هذا من قبل؛ هذا نظام الدعايا الخاص بنظام أردوغان".

وقال بولتون إن تعهد ترامب لأردوغان بالخروج من سوريا سبقه على الفور تبادل نقاشات حول بنك "خلق" الحكومي التركي والذي اتهم بالتورط في مخطط يهدف إلى التحايل على العقوبات على إيران بين عامي 2011 و2016.

وذكر بولتون في الصفحة 191 من كتابه، أنه خلال اجتماع بين أردوغان وترامب في الأرجنتين في 1 ديسمبر 2018، وعد الرئيس الأمريكي بأن يحاول مساعدة نظيره التركي في قضية البنك، حيث أوضح ترامب أن المدعين العامين في المنطقة الجنوبية ليسوا من رجاله، ولكنهم من رجال أوباما، وهي مشكلة يمكن حلها عندما يتم استبدالهم.

وأوضح بولتون أن ترامب كان يريد بهذا القول إظهار أن لديه سلطة مطلقة مثل أردوغان في بلاده.

وقال بولتون بخصوص تسليم جولن:" ترامب افترض أن جولن لن يعيش أكثر من يوم واحد إذا عاد إلى تركيا. ضحك الأتراك، وقالوا إن جولن لا يجب أن يقلق لأن تركيا لا تنفّذ عقوبة الإعدام. لحسن الحظ، انتهى الحوار بعد ذلك بوقت قصير... لن نحشد أي نتائج إيجابية من هذه العلاقة مع زعيم أجنبي استبدادي"، وفقا للموقع.