بدأت منذ قليل بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فعالية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، بحضور كل من الأمين العام المساعد لجامعة هيفاء أبو غزالة، رئيس قطاع الشئون الاجتماعية، الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، والدكتور عمرو سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتورة نوريا سانز،مدير عام مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.
وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة خلال كلمتها إن جدول الأعمال يتضمن بند خاص بعرض مشروع الإستراتيجية العربية للنهوض باللغة العربية تحت شعار" التمكين للغة العربية رمز هويتننا وأداة تنميتها" والخطة التنفيذية للاستراتيجية الملحقة بها.
وأشارت أبو غزالة إلى القرار الصادر للمجلس الاقتصادي والإجتماعي الذي عقد في سبتمبر 2024 الخاص بتكليف الأمانة العامة بتحديث الإستراتيجية والخطة التنفيذية الملحقة بها بالتعاون مع جهات عديدة وذلك مواكبة للتغييرات العالمية والتحديات المستمرة التي تواجه اللغة والهوية العربية، كما يتضمن برنامج العمل محور حول الذكاء الاصطناعي واللغة العربية، ومحور حول الشعر العربي الأصيل.
كما صرحت أبو غزالة بأن احتفال هذا العام مميز حيث تم ربط الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بجامعة الدول العربية تقديرا لدورها ومكانتها في قيادة الجهود العربية والدولية في هذا المجال وذلك بناءا على الطلب المقدم من المجلس الدولي للغة العربية.
وأضافت أن اللغة العربية تعد من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية من حيث عدد المتحدثين، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة في الوطن العربي فقط، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى في العالم، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وهي كذلك من أكثر اللغات انتشارًا ونموًا متفوقةً على اللغة الفرنسية والروسية.
وأشارت لما تتعرض له لغتنا العربية من العديد من التحديات، سواء منها محاولات خارجية لطمس الهوية واللغة العربية من الأجيال الصاعدة، أو ما أحدثته المتغيرات الإقليمية والدولية التي نمر بها والتي ساعدت بعض المعاديين للعروبة والهوية العربية في التشكيك في الهوية والتاريخ والحضارات.
وأكدت أن جامعة الدول العربية أولت منذ إنشائها، مسألة النهوض باللغة العربية اهتماماً كبيراً؛ باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الهوية الثقافية العربية، وهو ما أكدت عليه العديد من القمم العربية، وتبنت جامعة الدول العربية عدة مشاريع للنهوض باللغة العربية منها إنشاء المعهد العالي للترجمة، ومشروع الذخيرة العربية كبنك معلومات للنصوص العربية في مختلف فروع المعرفة، ومكتب تنسيق التعريب، ومعهد الخرطوم الدولي للغة العربية وغير ذلك من المعاهد والمراكز، بالإضافة إلى تفعيل مشروع النهوض باللغة العربية، الصادر عن القمة العربية في دمشق بالجمهورية العربية السورية في 2008، والذي ساهم في تنفيذ توصياته جهات مختلفة تتبع الجامعة العربية مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،وكذلك مشاريع تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومشاريع تبادل التراجم المختلفة مع بعض الدول والتكتلات الإقليمية والدولية.
وأشارت لعمل الأمانة العامة حالياً على تحديث استراتيجية النهوض باللغة العربية تحت شعار "التمكين للغة العربية: رمز هويتنا وأداة تنميتها" وخطتها التنفيذية، وستتخذ الأمانة العامة في خلال الفترة القادمة إجراءات تنفيذية للعمل على تحديث خطتها التنفيذية الملحقة بها وعقد اجتماعات مع المنظمات المعنية وذلك تمهيدا لاعتمادهما والاشراف عليهما بالتنسيق مع الدول الأعضاء.
ويشارك في الاحتفالية الدول العربية الأعضاءو البرلمان العربي، رؤساء عدد كبير من المنظمات العربية والإقليمية ورؤساء الاتحادات العربية ورئيس اتحاد المجامع اللغوية ورؤساء منظمات المجتمع المدني وأكاديميين وخبراء متخصصين في مجال اللغة العربية.