محمود عبدالشكور: عوالم الفخراني مبهرة.. و"المشاء العظيم" بها جانب غرائبي
نظمت دار الشروق ندوة مناقشة وتوقيع رواية "المشاء العظيم" للروائي أحمد الفخراني، مساء أمس الأول الأربعاء، حيث أدار الندوة مصطفى الطيب، فيما أدر النقاش الناقد محمود عبد الشكور.
جاء ذلك بحضور العضو المنتدب بدار الشروق أميرة أبو المجد، والكاتب الصحفي محمد شعير، الناشر شريف بكر، والكاتبة رشا سنبل، والكاتب الصحفي محمد السرساوي، والكاتبة مريم حسين، والكاتبة هبة عبد العليم، ونانسي حبيب مسؤول النشر بدار الشروق.
استهل الكاتب أحمد الفخراني حديثه بالتأكيد على أن روايته الصادرة عن دار الشروق، تنطوي على مجموعة من الأسئلة المتعلقة بماهية الفن، موضحا أنه لا يخطط بالتفصيل للرواية بشكل مسبق، و وأنه من الوارد أن يكون نفس سؤال هذا العمل هو السؤال الذي يلح على العمل القادم، وأن سؤال الدائم في هذا الإطار يتعلق بالتساؤل عما هو حقيقي وما هو غير ذلك.
أشار الفخراني إلى أن السؤال عما يتعلق بالأمور الحقيقية من عدمها هو سؤال ملح ويصاحبه منذ فترات الطفولة، مشيرا إلى أن شخصيات الرواية لها أسس واقعية يمزجها بخيالاته، وتساؤلاته، قائلا: أنا مقتنع أن أدوات تزييف الإبداع من الممكن أن تنجح، ولكن مع الوضع بالاعتبار أن الفن ونجاحه ليس له كتالوج معين، قائلا: كنت مشغولا بالنص، وبشخصية معينة لسنوات، ولم يستطع النص الاستقامة إلا عندما وضعت سؤالي الشخصي، فأنا مقتنع أن الفن الذي ينجح ينجح لسبب ما، ومسألة النجاح نسبية.
ليقول بعدها الفخراني: أنا مدين لفلسطين وأهلها بالكثير، لقد فتحوا عيناي على عالم لم أكن أعرفه جيدا ولا أدركه، وأقدم لهم التحية، وقدموا لي أفكار لالتفت للنصوص القصيرة، النوڤيلات، والمجموعات القصصية، فمن وجهة نظري الرواية ليست أفضل أنواع الفن.
اختتم: الغرائبية هي فن الوقوع في اللا شئ، وأن النص الغرائبي هو فن خلخلة الواقع، وليس الإنفصال عنه، ويجب استخدامه فيما يخدم النص، ليوضح أن الغرائبية في المشاء العظيم الذي يجعلك تصدقها هو الواقع، وليس الخيال.
فيما قال الكاتب والناقد الكبير محمود عبد الشكور إنه منبهر بعوالم الكاتب أحمد الفخراني، وتحديدا ما جاء في روايته الأحدث "المشاء العظيم" الصادرة عن دار الشروق، مؤكدا أن الفخراني يملك القدرة على أن يأخذ شخصياته إلي مساحات أفضل وأعمق لخدمة الفكرة الأساسية، حيث يستطيع أن يكتب بشكل واقعي.
أضاف أن الحبكة الخاصة بـ"المشاء العظيم"، نجد فيها مستويات وأفكار تقترب من جحيم دانتي بهدف خدمة الفكرة الرئيسية، وأن الكاتب يجيد أن يشكك القارئ فيما اعتقده في البداية، حيث يتراوح الإحساس مابين الحلم والواقع والكابوس، وتلك الطريقة مناسبة تماما للرواية، وأن فكرة الفخراني تتعلق بالانتحال وقد يأخذها القارئ على مستوى الجانب الغرائبي المحبب بشكل تشويقي لكل من يقرأ تلك الرواية.
وأشار عبد الشكور، إلى إن كتابات أحمد الفخراني تطرح الأسئلة الهامة باستمرار، هي عادة الكتاب الكبار، موضحا أن هاجس الفوضى في المشاء العظيم يأتي لتحليل ما هو الإبداع الروائي القيم، وما هو الإبداع الروائي المزيف، موضحا أن محمد الأعور بطل الرواية يعانى من عقدة القيمة الأدبية في سعيه لصنع عمل قيم، ولكن إمكانياته لا تؤهله لذلك، ونلمس أن هناك مسودتين داخل الرواية، لأنها تقوم على ثنائية الصراع بين محمد الأعور، وفرج الكفراوي.
استطرد: نجح الفخراني في تأصيل نصه من خلال سردية التزييف، لأنها رواية تدين هذه الفوضى التي سنصل إليها في عهد الذكاء الاصطناعي، وأن الملهاة والمأساة و الشخصيات تعد من نقاط قوة العمل، وذلك قبل أن يختتم: تراجيديا الشخصيات تتقاطع مع ظواهر وكوارث من الحياة الثقافية، فالمبدع لا يكتب من فراغ، وهناك فرق بين من ينسخ النص، ومن يكتبه، كاشفا عن أن أحمد الفخراني لديه أكثر من تكنيك في الكتابة.