تبدأ احتفالات أهالي الأقصر بمولد العارف بالله السيد أحمد بن إدريس، أحد الشخصيات الدينية البارزة في تاريخ الصوفية، غدًا الإثنين، والذي يُحتفل به سنويًا في قرية الدير التابعة لمركز إسنا.
وتُعد هذه الاحتفالات واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية والدينية التي تجمع الأهالي والزوار من مختلف الأماكن؛ للاحتفاء بمناسبة دينية تحمل طابعًا خاصًا لدى أهالي الصعيد.
ومن أبرز مظاهر الاحتفال انتشار موائد الطعام التي تتزين بالكباب الصعيدي الشهير واللحوم البلدية الطازجة، حيث تجذب الموائد المتنوعة الزوار من القرى المجاورة والمناطق المختلفة.
وتنظم قرية الدير، حلقات لعبة التحطيب، التي تعد جزءًا من التراث الشعبي في صعيد مصر، بحضور أكابر اللعبة من مختلف المناطق.
وتتنافس الفرق المشاركة في هذه الحلقات، وسط حشد من الجماهير التي تستمتع بمشاهدتها.
وتكتسب الاحتفالات، طابعًا فروسيًا من خلال تنظيم عروض الفروسية والمرماح، وهي رياضات تقليدية تشتهر بها المناطق الريفية في صعيد مصر.
ويشارك الفلاحون والفرسان، في سباقات ومهارات فروسية تأخذ حيزًا كبيرًا من مساحة القرية؛ مما يضفي على المولد جوًّا من الحماسة والفرح.
وتعكس هذه الاحتفالات التراثية الأصيلة، تقاليد أهل الأقصر والصعيد بشكل عام في إحياء المناسبات الدينية التي تجمع بين الروحانية والتراث الشعبي.
ويشهد المولد، حضور عدد من الشخصيات العامة والمسئولين الذين يتفاعلون مع الأهالي؛ مما يعزز الروابط الاجتماعية بين مختلف فئات المجتمع.
وتستمر الاحتفالات لمدة يومين، وتكون فرصة هامة للتعرف على عادات وتقاليد صعيد مصر العريقة التي تُحافظ على طابعها الفريد عبر الأجيال.
جدير بالذكر أن العارف بالله السيد أحمد بن إدريس، هو أحد الشخصيات الدينية الصوفية البارزة في تاريخ العالم الإسلامي، وُلد في المغرب في أواخر القرن الثامن عشر، وأظهر اهتماما كبيرا بالعلم، وسافر لبلدان كثيرة منها مدينة إسنا وقرية الدير، ونشر فيها تعاليمه الصوفية، واستقر لفترة في تلك القرية وكون له أتباع قد أسسوا في القرية مسجد ومدرسة صوفية تحت إشرافه ومنذ تلك الفترة، أصبحت قرية الدير مكانًا مهمًا في حياة أتباع الطريقة الإدريسية، حيث يُحتفل بمولده سنويًا في هذه القرية.