هل تستطيع القنبلة النووية حل أزمة الردع الإيرانية؟ - بوابة الشروق
السبت 19 أبريل 2025 6:08 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

هل تستطيع القنبلة النووية حل أزمة الردع الإيرانية؟

هدير عادل
نشر في: السبت 19 أبريل 2025 - 3:19 م | آخر تحديث: السبت 19 أبريل 2025 - 3:20 م

تحليل ناشيونال إنترست:-

-الرئيس السوري السابق بشار الأسد فضل الفرار من دمشق في ديسمبر الماضي على استخدام أسلحته النووية

-قنبلة إيران النووية ستجعلها دولة أكثر إثارة للرعب لأن تشن ضدها حرب واسعة النطاق


-الجمهورية الإسلامية ستوقع حكم إعدامها حال استخدمت فعلا أسلحة نووية


بينما تجتمع الولايات المتحدة وإيران من أجل جولة مفاوضات جديدة في روما، تناقش طهران مستقبل برنامجها للأسلحة النووية.


وتحت عنوان "لماذا لا تحتاج إيران إلى قنبلة"، ذكر تحليل أعده الكاتب الأمريكي جون آلان جاي، ونشرته مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن عالم الردع النووي ليس وجهة، ولكنه مساحة جديدة للتنافس، متساءلا: "هل يمكن لإيران تحمل ذلك؟".

-تحدي الردع الإيراني

وقال التحليل، إنه بالرغم من أن جولة المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي ليست مفاجأة، فإن القنبلة لن تحل مشكلة الردع الخاصة بإيران، ولكنها ستضع إيران في سباق تسحل لا يمكنها الفوز به، وسيعطيها خياراً على قمة سلم التصعيد عندما تستمر مشاكلها صعودا وهبوطا.


وأوضح التحليل في "ناشيونال إنترست"، أن هناك نقاط مختلفة في النقاشات النووية الإيرانية، وهي: التسلح الصريح، مراجعة العقيدة النووية الإيرانية، وإلغاء الفتوى الصادرة بشأن الأسلحة النووية، وتخصيب اليورانيوم إلى الدرجة التي تناسب تصنيع الأسلحة، وأبحاث التسلح المتطورة، أو مزيح من كل ما سبق، مشيرا إلى أن جميع تلك النقاط تستهدف رفع مستوى الردع الإيراني.


وبحسب التحليل، تركز معظم النقاش بشأن استحواذ إيران على النووي على ما إذا كان يمكن لطهران أن تبني بسرعة سلاحا بدون تحفيز ضربة أمريكية أو إسرائيلية.

ومع ذلك، لا يوجد تركيز كاف على اليوم التالي لما بعد حصول إيران على القنبلة، حيث أشار التحليل إلى أن إيران ستتخذ حينها خطوتها الأولى في عالم الردع النووي، وهو عالم وصفه التحليل بأنه "ليس وجهة أو مقصدا، لكنه مساحة جديدة للتنافس".

وأشار تحليل "ناشيونال إنترست"، إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يقلل منافع إيران من التسلح، بالنظر إلى أنها ليست في وضع جيد لهذه المنافسة.


وذكر التحليل، أن كل هذا يعتبر منتجا بسيطا لمعادلة الردع، التي تقوم على فكرة: إذا أطلق أحد الأطراف سلاحا نوويا، يتعرض للاستهداف بسلاح نووي، مشيرا إلى أن "الجمهورية الإسلامية ستوقع حكم إعدامها حال استخدمت فعلا أسلحة نووية".


بالتالي، يجب أن تقنع أولئك الذين تأمل إيران في ردعهم أنه أمر غير عقلاني أو أنها تُثمّن المسألة المطروحة أكثر من خوفها من الانهيار، وبخلاف ذلك، "يمكن أن يسمي العدو "ما تفعله إيران" بالخدعة، متجاهلات التهديدات النووية الإيرانية"، بحسب التحليل، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب على إيران إقناع العالم بأن الأمر غير عقلاني بالكامل أو أنها تخشى على الأمور الأيديولوجية أكثر من اهتمامها ببقاءها نفسه.


وأشار التحليل إلى أن إيران تتمتع بميزة نظرة بعض أعدائها إليها على أنها غير عقلانية بالفعل، وهناك عناصر في سياستها الخارجية التي يصعب تبريرها من حيث المصالح الوطنية الخاصة، ومواجهة إسرائيل، التي تعد أمثلة بارزة على ذلك، وتوضح قدر من انعدام العقلانية.


في المقابل، ذكر التحليل أن السياسة الخارجية الإيراني تكون محسوبة بترو في بعض الأحيان، على سبيل المثال، الرد الإيراني المحدود على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، مما قلص الخسائر بدلا من المخاطرة بإشعال حرب مع قوة عظمى، فضلا عن تضحية النظام الإيراني لإسرائيل بحلفائها حركة حماس وجماعة حزب الله اللبناني.


علاوة على ذلك، قضت طهران 20 عاما تحافظ بدقة على برنامجها النووي دون العتبات التي من شأنها إثارة توجيه ضربات ضدها، في حين أعربت بعض الأصوات بين صفوف النخبة الحاكمة عن إحباطها من الاستجابات العقلانية المحدودة.


وأشار تحليل "ناشيونال إنترست" إلى أن البعد الآخر للردع هو خيار أفضل، حيث يتعين على خصوم إيران أن يعتقدوا أنها ستفضل "الموت" على التراجع، موضحا أنه من الصعب فعل ذلك، لا سيما أنه توجد دائما بدائل أخرى.


وأوضح التحليل هذه النقطة بالإشارة إلى أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد فضل الفرار من دمشق في ديسمبر الماضي على استخدام أسلحته النووية، مشيرا إلى أن إيران قبلت حتى الآن العديد من الضربات الاستراتيجية بدلًا من التصعيد بجدية لمواجهاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وذكر تحليل "ناشيونال إنترست" أن الفشل الحقيقي للردع الإيراني يأتي من حالات الضعف على مدار فترة التصعيد، وهي نقاط ضعف لن تقضي عليها قنبلة نووية، مشيرا إلى أن إيران اضطرت لتوجيه ضربات من خلال شن هجمات بإشعارات مسبقة؛ لأنها تعلم أن قدراتها التقليدية والسرية أقل شأنا من القدرات الإسرائيلية، وفقا للتحليل.


وأوضح التحليل أن قنبلة نووية ستجعل إيران دولة أكثر إثارة للرعب لأن تشن ضدها حرب واسعة النطاق؛ وهو ما من شأنه أن يعطيها ردعا أفضل، لكن قدرتها على توجيه ضربات على مدن إسرائيلية أو قواعد أمريكية على حساب دمارها تعتبر أقل إثارة للرعب حال كان لدى أعدائها أهداف أكثر اعتدالا.

ورأى التحليل أن الأمر الأسوأ بالنسبة لإيران هو أن امتلاك أسلحة نووية لا يعني قدرتها على استخدامها؛ إذ أنه حتى إذا تمكنت إيران من بناء سلاح نووي قادر على الوصول لوجهته، يمكن لخصومها منعه من ذلك، حتى أن الولايات المتحدة وإسرائيل أظهرتا قدرتهما على اعتراض مجموعة كبيرة من الصواريخ الإيرانية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك