سامي شرف يكتب لـ«الشروق»: عبد الناصر وثورة الفاتح الليبية (5) - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أبريل 2025 1:43 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

سامي شرف يكتب لـ«الشروق»: عبد الناصر وثورة الفاتح الليبية (5)

سامي شرف
سامي شرف

نشر في: الجمعة 19 يونيو 2020 - 7:19 م | آخر تحديث: الجمعة 19 يونيو 2020 - 7:24 م

زيارات القذافي لمصر عبد الناصر

لمطالعة الحلقات السابقة لما كتبه سامي شرف عن الثورة
الليبية..
سامي شرف يكتب عن: عبد الناصر وليبيا
سامي شرف يكتب: عبد الناصر وثورة الفاتح الليبية (2)
سامي شرف يكتب: عبد الناصر وثورة الفاتح الليبية (3)
سامي شرف يكتب لـ«الشروق»: عبد الناصر و ثورة الفاتح الليبية (4)


فى هذه المرحلة من العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدة والثورة الليبية رأى القذافى أن الموقف أصبح يقتضى بل من الواجب أن يتم لقاء بينه وبين الرئيس عبد الناصر. وفعلا بعد أن جرت عدة اتصالات بين الاثنين تقرر عقد اللقاء الأول يوم الإثنين الأول من شهر ديسمبر 1969، أو اليوم الذى يراه القذافى مناسبا له حيث أن شهر رمضان المعظم كان قد حل فى ذلك الوقت، وقرر الرئيس عبد الناصر فى نفس الوقت أن يقوم كل من سامى شرف وفتحى الديب بإجراء كافة الترتيبات اللازمة، وتم فعلا وضع جميع الترتيبات الأمنية والبروتوكولية والإدارية وأساليب الاتصال المؤمن كما تم وضع خطط تبادلية لخط سير طائرة القذافى وبحيث لا تتعارض مع خطوط سير الخطوط الجوية العادية، واتفق على عدم الإعلان عن الزيارة قبل إتمامها، واتفق كذلك على أن يرافق القذافى فى هذه الزيارة كل من عبدالمنعم الهونى ومحمد المقريف وبشير هوادى، كما قرر القذافى إتمام الزيارة فى نفس اليوم الذى حدده الرئيس عبد الناصر ولقد روعى فى خط سير الطائرة أن تطير فوق مديرية التحرير ووادى النطرون والأهرامات والنيل الذى ما أن شاهده القذافى حتى قال: "الحمد لله الذى وهب مصر هذا النيل العظيم".

وأقام القذافى أثناء هذه الزيارة فى القصر الجمهورى بالقبة حتى حان موعد الإفطار الذى تناوله على مائدة الرئيس عبد الناصر فى منزله فى منشية البكرى، وبعد الإفطار قام العقيد القذافى بشرح مراحل الثورة منذ بدايتها وقام بتوجيه الشكر للرئيس عبد الناصر على دعمه للثورة فى كافة المجالات.

و رد عليه الرئيس عبد الناصر بأن مصر وثورة 23 يوليو تؤمن بحق الأمة العربية فى حياة كريمة، وأن الشعب العربى لابد وأن يفرض إرادته على أرضه ويحدد مصيره باستقلالية ، وعبر عن استعداد شعب مصر للوقوف إلى جانب الثورة الليبية لتثبيت أقدامها وتحرير أرضها كخطوة أولى على طريق تحرير الأرض العربية المحتلة.

وعقد اجتماع ثان خلال هذه الزيارة جرت فيه مناقشة الموقف العسكرى واحتياجات القوات المسلحة فى كلا البلدين وكذلك بحثت الإمكانيات والقدرات القتالية ومواجهتها لالتزاماتها الدفاعية.

وطرح القذافى على الرئيس عبد الناصر بعد ذلك بإسم الثورة الليبية توحيد القوات المسلحة فى البلدين فى أقرب وقت، وكان الطلب غير متوقع، كما أنه لم يجر أى تلميح حوله من قبل.. وقد رد عبد الناصر بطلب فرصة من الوقت للتفكير والدراسة ثم يبلغ العقيد قبل عودته إلى ليبيا بنتيجة الدراسة والبحث.

وأبدى القذافى استعداد ليبيا لبذل كافة جهودهم وتقديم كل إمكانياتهم من أجل خدمة معركة تحرير الأرض العربية المحتلة.

وقال إن الهدف الرئيسى من صفقة الميراج هو دعم قدرات القوات الجوية المصرية تاركا تحديد الأنواع والأعداد المطلوبة للرئيس جمال عبد الناصر والقيادة العسكرية.

تعرض الرئيس عبد الناصر بعد ذلك للتوقيتات التى اقترحها الجانب الفرنسى للبدء فى تسليم الطائرات وعدم توافقها ـ حسب تصوره ـ مع إلتزامات المعركة إلا أن العقيد أبان أنه يضغط للحصول على عدد أكبر من الطائرات خلال عام 1970، وعلى أقصى تقدير فإنها ستسلم فى فبراير1971.

فأمن الرئيس عبد الناصر على هذا التصور وقال ، إن مصر مستعدة لتقديم كافة الأعداد المطلوبة لتشغيل الطائرات وإدخالها فى حسابات المعركة مع طيارين وفنيين مهما كانت الأعداد المطلوبة، وأن الفريق فوزى يدرس كل العروض الفرنسية بخصوص المعدات والأسلحة الأخرى ـوكان الجانب الفرنسى قد تقدم بعروض تسليح جديدة أبلغنا بها عبد الخالق مطاوع ـ.

ووعد القذافى ببذل أقصى حد ممكن من الضغوط لاستلام ليبيا لأكبر عدد من الطائرات فى التوقيتات التى نوقشت.

ثم بحث موضوع تطوير القوات المسلحة الليبية لتحقيق وحدة المصير فى معركة التحرير وقد أبدى عبد الناصر إستعداد مصر لاستقبال30 طالبا بالكلية البحرية وعشرة طلاب فى كل دورة بكلية الطيران وإرسال ثلاث قطع بحرية بأطقمها المصرية على أن يرتدوا الزى الليبى العسكرى وأضاف أنه يمكن أن تستوعب المدارس ومراكز التدريب أى عدد من ضباط الصف والجنود.

وفى الاجتماع الثالث الذى عقد فى منزل الرئيس عبد الناصر فى منشية البكرى عقب طعام الإفطار عرض القذافى الموقف الداخلى فى ليبيا وفى مجلس قيادة الثورة على وجه التحديد وأشار إلى أن هناك إتجاهاً داخل المجلس لكى يتولى هو رئاسة مجلس الوزراء بالإضافة إلى مسئولياته فى قيادة مجلس الثورة، وأنه ما زال يفكر فى الحلول المتاحة وهل يعاونه فى الوزارة مدنيون أم يشارك فيها بعض أعضاء مجلس الثورة مع نقص الخبرة علاوة على الحملات الدعائية ضدهم من قبل بعض العناصر الحزبية من جهة أخرى، وأنه كثيرا ما يتدخل فى الأعمال التنفيذية لانقسام الوزارة المدنية الحالية على بعضها.

حدد عبد الناصر بأن مسئولية نجاح الثورة تقع على عاتق العقيد شخصيا ، وأن ليبيا ستواجه خلال الفترة القليلة القادمة ظروفا تستدعى وتستوجب سيطرتهم على الأوضاع الداخلية ، مرحلة مفاوضات الجلاء عن القواعد الأجنبية ـ الاستمرار والإصرار على تنفيذ مخططاتهم لتوفير حياة مستقرة للشعب الليبى، وهذا يتطلب تركيز السلطة فى أيد أمينة قادرة على العطاء المستمر والإيمان العميق بأهداف الثورة ، وأنه يرى أن أكثر الناس قدرة على الإطلاق لتحقيق هذه الأهداف هم أعضاء مجلس الثورة .

أما عن نقص الخبرة فهى ليست مشكلة كبيرة ، ونحن على استعداد للمعاونة فى إيفاد بعض كبار المتخصصين بما فيهم الوزراء إذا تطلب الأمر ليكونوا جهازا متكاملا لتقديم المشورة والخبرة وليعاونوا فى رسم خطط الوزارات ووضعها فى حيز التنفيذ .

ورد القذافى بأنه لا يريد أن يحمل الجمهورية العربية المتحدة أعباء جديدة إلا أن ثقتهم بأن الثورة الليبية هى أحد روافد ثورة 23يوليو يدفعهم للاستعانة بدعم الرئيس جمال عبد الناصر لهم وهو الذى يعتبرونه سندا لهم فى نجاح ثورتهم وطلب الرئيس بأن يعد سامى شرف وفتحى الديب القوائم بأسماء الخبرات المتخصصة كجهاز تخطيط وتعرض الدراسة على الأخ العقيد فى الجلسة التالية .. ثم تحدث الرئيس عبد الناصر بعد ذلك عن ضرورة التضامن والتماسك بين أعضاء مجلس الثورة وعدم إتاحة الفرصة للعناصر المتسللة أو الحزبية بالنفاذ للتأثير على وحدتهم وتضامنهم .

تحدث القذافى بعد ذلك عن مؤتمر القمة القادم بالرباط ، ورد عليه الرئيس عبد الناصر بأن مثل هذه الاجتماعات تعمل وفق جدول أعمال متفق عليه ـ واتفقا على وضع ورقة عمل حينما يزور الرئيس عبد الناصر ليبيا فى طريقه إلى الرباط. ونوقش بعد ذلك موضوع التنسيق الثلاثى بين مصر وليبيا والسودان باعتبار أنه من الضرورى دعم خط العمل بينهم فى كافة المجالات ( المثلث الذهبى).

ثم عقد الاجتماع الرابع بين الرئيس عبد الناصر والقذافى بعد مأدبة إفطار أقامها الرئيس للعقيد فى القصر الجمهورى بالقبة وكان الإفطار عبارة عن ما يقدمه المطبخ الليبى فى شهر رمضان من شوربة أو مرق كما يسمى هناك ، يحتوى على مرق الضأن ممزوج به كمية من « الهريسة» وهى ذات مذاق حريف للغاية وقطع من اللحم المسلوق ومكرونة مقصوصة وخضرة كلها تقدم ساخنة فى طبق واحد ثم أصناف أخرى من شواء لحم الضأن والأرز ، ثم أنواع من الحلوى الليبية الوطنية والفاكهة . وعقب تناول طعام الإفطار بدأت جلسة المباحثات التى استهلها العقيد قائلا أنه سيبلغ الرئيس عمن يقع عليه الاختيار لرئاسة مجلس الوزراء بعد الاستقرار على الشكل النهائى لمجلس الوزراء الجديد الذى سيشترك فيه بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة .

وتحدث الرئيس عبد الناصر بالتفصيل بعد ذلك عما تعرضت له ثورة 23 يوليو منذ بدايتها من تجارب ومؤامرات وأساليب القوى المختلفة وكيف أجهضتها الثورة من البداية، وطالب أعضاء مجلس الثورة الليبى بوحدة الفكر والالتزام برأى الأغلبية مهما كان مخالفا لرأى الأقلية.

وأجاب الرئيس بعد ذلك على الكثير من الأسئلة والاستفسارات من أعضاء الوفد الليبى.

غادر القذافى القاهرة صباح يوم 4 ديسمبر1969.

وزار القاهرة بعد هذه الزيارة ستة مرات فى 11 فبراير 1970 ثم فى 27إبريل1970 وبعدها فى12 يونيو1970 ثم فى 16 سبتمبر1970 وأخيرا عاد يوم 28 سبتمبر 1970 لتوديع الرئيس عبد الناصر الوداع الأخير.

(جميع لقاءات الرئيس جمال عبد الناصر والعقيد معمر القذافى مسجلة ومحاضرها محفوظة فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكرى فيما عدا لقاء 16 سبتمبر لم يسجل لأنه تم فى القطار فى مرسى مطروح).

(جميع الرسائل والبرقيات المتبادلة بين القاهرة وليبيا لدى المؤلف نسخة أصلية منها وهى تشغل ملفات كثيرة).

أما اللقاء الثانى الذى تم فى القاهرة فى 11 فبراير1970، وحضر معه كل من عوض حمزة الخويلدى الحميدى وكانت هذه الزيارة حسبما طلب القذافى مخصصة بالكامل لبحث قضية الزراعة فى ليبيا كما أبدى رغبته فى زيارة مديرية التحرير والوادى الجديد ومريوط والساحل الشمالى الغربى.

عقدت اجتماعات ثلاثة طويلة بين العقيد والرئيس وحضرها سيد مرعى ووزير الزراعة الليبى من يوم 11 فبراير حتى يوم 14فبراير 1970، وبحثت فى هذه اللقاءات المواضيع التالية:

1- المعركة المصيرية مع إسرائيل، واستعداد ليبيا لتقديم كافة المساعدات الممكنة لدعم القدرة القتالية لمصر فى مواجهة غارات إسرائيل على العمق المصرى.

2- الموقف العربى فى مواجهة التحدى الإسرائيلى وتم التركيز على موقف دول المواجهة بالذات وضرورة دعم موقفها وقدراتها العسكرية وكذا موقف المقاومة الفلسطينية.

3- مستقبل التعاون الثلاثى بين مصر وليبيا والسودان على ضوء بيان طرابلس ومطالبة كل من سوريا والجزائر للانضمام للميثاق باعتبارهما دولتين تقدميتين . كما عرض القذافى نتائج لقائه مع نورالدين الأتاسى رئيس سوريا.

4- وحدة القوات المسلحة الليبية المصرية وأهمية الإسراع فى خطوات تنفيذها علاوة على دراسة آخر تطورات صفقة طائرات الميراج الفرنسية وتوقيتات تسليمها وأثر تلك التوقيتات على قرار معركة التحرير.

5- موقف الاتحاد السوفيتى من صفقة السلاح التى تعتزم ليبيا شراءها لتسليح ثلاثة لواءات ، ومدى الاعتماد على الاتحاد السوفيتى فى تزويد ليبيا باحتياجاتها من السلاح المتطور وبالذات فى مجال الطيران والمدرعات.

6- أهمية الإسراع فى اتخاذ خطوات إيجابية فى المجال الاقتصادى على طريق الوحدة الاقتصادية بين ليبيا والجمهورية العربية المتحدة.

7- موضوع إقامة التنظيم الشعبى لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

8- الخبرة المصرية ومساهمتها فى تغطية الاحتياجات الليبية للانطلاق فى المشروعات العمرانية والاستثمارية لصالح الجماهير الليبية.

أما اللقاء الثالث بين الرئيس عبد الناصر والقذافى فقد تم فى القاهرة فى 27 أبريل 1970 وكان برفقته أبوبكر يونس جابر وقد تم فى هذه الزيارة مناقشة كل ما يتعلق باحياجات ليبيا لإعادة تنظيم الجيش الليبى والإسراع فى اتخاذ الخطوات التنفيذية فى مجال التدريب للقوات المسلحة الليبية.

وكان العقيد القذافى قد التقى الرئيس عبد الناصر فى احتفالات السودان بيوم الخامس والعشرين من مايو فى الخرطوم ثم قام بجولة فى الدول العربية بغرض دعم الجبهة الشرقية واستكمال قدراتها القتالية لتساند الجبهة الغربية فى قناة السويس وفى الثانى عشر من يونيو1970 وصل إلى القاهرة فى الزيارة الرابعة ليعرض نتائج جولته على الرئيس عبد الناصر، كما قام بإلقاء خطاب أمام مجلس الأمة المصرى وغادر القاهرة يوم 14 يونيو 1970.

وتم تعيين جمال شعير سفيرا لمصر فى ليبيا، بعد أن عمل لفترة شهرين تقريبا معاونا لفتحى الديب، وإن كان هذا التعيين لم يحل دون أن يكون الأخير مسئولا وحلقة الاتصال مع مجلس قيادة الثورة الليبية.

ثم جاءت الزيارة الخامسة وكانت زيارة سريعة وتمت على عجل حيث التقى الرئيس عبد الناصر والقذافى فى مرسى مطروح أثناء وجود الرئيس هناك مع الفريق فوزى لاستعراض آخر تطورات الموقف والاستعدادات العسكرية على جبهة القتال والتحضير شبه النهائى لمعركة تحرير الأرض، حيث تولى فوزى عرض خرائط العمليات للخطة جرانيت المعدلة التى وافق عليها الرئيس عبد الناصر بشكل مبدئى مع إضافة بعض التعديلات عليها ليعود فوزى بعدها للقاهرة لإعداد الخرائط النهائية التى كان من المفروض أن يعتمدها الرئيس جمال عبد الناصر بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ وكان يرافق الرئيس فى هذه الرحلة حسين الشافعى واضطر الرئيس عبد الناصر لقطع هذه الزيارة بسبب أحداث أيلول الأسود بين الملك حسين والمقاومة الفلسطينية فى عمان فى السابع عشر من سبتمبر1970.

أما الزيارة السادسة، فقد كانت يوم 28سبتمبر 1970 وذلك للقيام بواجب الوداع الأخير للرئيس جمال عبد الناصر.

وحول موضوع الوحدة بين مصر وليبيا فإن الرئيس عبد الناصر كان رأيه واضحا وموقفه محددا باعتبار أن الوحدة مسألة مصيرية لا تعالج بالعاطفة أو بالتسرع بل يجب أن تعالج هذه القضية بسياسة النفس الطويل وبالاستفادة من دروس الماضى والتجارب السابقة وكان يعبر للجانب الليبى ببساطة عن أمله أولا فى انصهار الشعبين أولا، ثم تتبادل المصالح وتأصيل الانتماء والمصاهرة ثم تبدأ مراحل من أشكال التوحد فى المجالات الحيوية الحياتية اليومية يعتاد عليها الشعبين فى مصر وليبيا ثم تأتى بعد ذلك الأشكال القانونية والدستورية.. إلخ.

وكانت هناك اتفاقيتا الوحدة العسكرية والوحدة الإقتصادية كبداية لكن كان الرأى أن تشترك السودان ليكون الاتفاق ثلاثيا، ومن ثم تم الاتفاق على توقيع ميثاق طرابلس فى ديسمبر 1969 ولكن السودان أرجأ موقفه نظرا لمشاكله فى الجنوب وعدم إمكانية إقناع الأحزاب السودانية قبل التمهيد لهذه الخطوة مما جعل مجلس الثورة الليبى يصاب بخيبة أمل وطرح أغلبهم الوحدة الفورية مع مصر، لكن الرئيس عبد الناصر برؤيته الواضحة والمحددة أصر على صيغة العمل الثلاثى فى شكل ميثاق عمل واجتماعات دورية للرؤساء الثلاثة وأن تتم الوحدة كما أسلفت على مراحل بدءاً من صيغة التعاون إلى التنسيق فى كافة المجالات والعمل على تهيئة مناخ طبيعى لاتخاذ خطوات إيجابية تنبع من الممارسة وربط المصالح ببعضها وتتدرج الخطوات حتى تصبح الأمور طبيعية ولا تحتاج إلى تشريعات مع التشديد على توحيد العوامل المساعدة مثل التعليم والخدمات الأخرى وبالتبادل التجارى والتخطيط لأسلوب تنمية فى الزراعة والصناعة والأمن القومى يحقق أهداف الوحدة.

وكان الرجل يقول دائما: "إنه من المحتم علينا أن نعالج مشاكلنا بالنفس الطويل خصوصا فى المسائل المصيرية".

وللحديث بقية..

اقرأ في الحلقات القادمة..
صفقة الطائرات الميراج الفرنسية.
موقف الرئيس عبد الناصر من الملك إدريس السنوسي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك