نظمت وزارة البيئة، تحت رعاية حازم الأشموني محافظ الشرقية، اجتماعا لمناقشة الاستعدادات وعرض خطة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف وشتاء 2024-2025 بديوان عام محافظة الشرقية، وذلك بالتنسيق بين جهاز شئون البيئة، ومشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، الممول من البنك الدولي.
وأكد محافظ الشرقية، ضرورة تضافر جميع الجهود والتنسيق والتكامل بين كل الجهات المعنية للتصدي للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية بالتوجه نحو إعادة التدوير لإنتاج الأسمدة والأعلاف وخفض انبعاثات ملوثات الهواء، تنفيذاً للبروتوكول الموقع بين وزارتي الزراعة والبيئة للاستعداد لموسم قش الأرز ومواجهة السحابة السوداء والقضاء عليها نهائياً.
وتحدث المحافظ عن ضرورة تنظيم حملات توعية استباقية من خلال المساجد والجمعيات الزراعية وجهاز شؤون البيئة لمواجهة السحابة السوداء، وحث الفلاحين على تجميع قش الأرز وتسليمه للمواقع التي تم تحديدها مسبقاً بكل مركز ومدينة لضمان عدم إقبال الفلاحين على عمليات حرق قش الأرز، والتي تتسبب في انبعاث نوبات هواء ملوثة تؤثر على الصحة العامة للمواطنين.
وأبرز المحافظ القيمة الاقتصادية لقش الأرز، والتي تنعكس في استغلاله كأسمدة عضوية وأعلاف غير تقليدية لمواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف، مع مراعاة البعد الاجتماعي للفلاح.
واستعرض عصام عامر، رئيس قطاع الفروع، المحاور الأساسية لتنفيذ خطة مواجهة فترة نوبات تلوث الهواء الحادة 2024-2025 بمحافظات الدلتا خلال موسم حصاد قش الأرز، والتي تشمل محافظات (الغربية، كفر الشيخ، البحيرة، الشرقية، القليوبية، الدقهلية).
وأشار إلى اتخاذ الوزارة عددًا من الإجراءات الاستباقية قبل وأثناء السحابة لضمان نجاح المنظومة، حيث يتم التنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية من خلال إدارة اللجنة العليا واللجان الفرعية ومجموعات العمل بالمحافظات، والعمل على تسهيل حصول المتعهدين على المعدات التي تساهم في جمع ومعالجة المخلفات الزراعية، وإدارة فرق العمل ومحاور المرور على الأماكن الأكثر حصادًا للأرز، واتخاذ الإجراءات الفنية اللازمة أثناء وقت الحصاد.
وأوضح رئيس قطاع الفروع أن الإجراءات تشمل تفعيل الرصد والمتابعة عبر الأقمار الصناعية وأجهزة الإنذار المبكر وتحليل بيانات جودة الهواء، وتفعيل خدمات استقبال شكاوى المواطنين لمنع الحرق المكشوف لقش الأرز والمخلفات الصلبة، إضافة إلى تكثيف الندوات.
والتقت الدكتورة أميمة الصوان، مستشار وزارة البيئة لإدارة المتبقيات الزراعية، مع صغار المزارعين وقامت بتعريفهم بالإجراءات الخاصة بالحد من نوبات تلوث الهواء وكيفية الاستفادة من قش الأرز، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها بالقانون 202 لسنة 2020 واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات، مؤكدة أهمية التوعية بعدم حرق قش الأرز وتعظيم الاستفادة منه لإنتاج أسمدة وأعلاف غير تقليدية، ومخصبات حيوية تفيد التربة وتساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، واستعراض طرق الاستفادة والتصنيع وكيفية قيام المزارعين بذلك.
كما تم خلال الاجتماع الاستماع إلى المشاكل التي واجهت متعهدي قش الأرز خلال العام الماضي لمساعدتهم وبحث سبل تذليلها، والاستفادة من الخطط السابقة لتلافي السلبيات وتفادي أية معوقات قد تواجه تنفيذ المنظومة عند البدء فيها مع موسم الحصاد.
من جانبه، أشار علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، إلى أن منظومة قش الأرز تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وهو ما ظهر بوضوح خلال الأعوام السابقة والذي شهد نجاحًا لتلك المنظومة.
وشدد على ضرورة العمل خلال هذا العام لجعلها أكثر إيجابية في ظل الدعم المقدم من السادة الوزراء والمحافظين.
وأكد عزوز على تعليمات وزير الزراعة بضرورة قيام اللجان المكلفة بإصدار الموافقات الخاصة بفتح مواقع ومراكز تجميع وتدوير قش الأرز والاضطلاع بالمهام المنوط بها، وتكثيف الندوات الإرشادية لتوعية المزارعين بأهمية الحفاظ على البيئة، والاستخدام الأمثل لقش الأرز والاستفادة القصوى منه، مشيرا إلى ضرورة التعاون مع المختصين بفرع جهاز شؤون البيئة بالشرقية والعاملين بالمحافظة لضمان نجاح المنظومة هذا العام.
وقد نوقش الفرص والتحديات التي تواجه منظومة التعامل مع قش الأرز، نظرًا لزيادة المساحات المنزرعة من الأرز، وتعرض آليات العرض والطلب على قش الأرز لظروف قد تزيد أو تتناقص من الاستفادة منه. وفي ضوء ظروف مناخية متقلبة، أصبح من الضروري توحيد جهود كافة الجهات لوضع رؤية مستقبلية لتعظيم الاستفادة من المتبقيات الزراعية وتعظيم الفرص الاستثمارية.
هذا، وتسعى الدولة جاهدة لتعظيم الاستفادة الاقتصادية للمخلفات الزراعية باستخدام مختلف الآليات من توعية ودعم مشروعات تجميع وتدوير قش الأرز وتحويله لأعلاف وسماد عضوي، من خلال رفع درجة الاستعداد بالمحافظات المعنية، تزامنًا مع بدء موسم حصاد الأرز لمواجهة ظاهرة حرق قش الأرز، والاتجاه لتنفيذ منظومة التخلص الآمن والتعامل السليم مع المخلفات الزراعية.