قال عباس شراقي، خبير المياه وأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بمعهد الدراسات الإفريقية، إن منسوب المياه في بحيرة ناصر وصل إلى مستوى مرتفع بالمقارنة بنفس التوقيت في السنوات السابقة، فقد وصل إلى 177.5 متر، وهو يقارب المنسوب التي كانت عليه البحيرة في نهاية موسم الفيضان في العام الماضي 178 مترا، وفقا لآخر صور الأقمار الصناعية.
وأوضح "شراقي" في حديث خاص مع "الشروق"، أن السبب الرئيسي وراء زيادة الإيراد لبحيرة ناصر هو التفريغ الجزئى للمياه في السدود السودانية "الرصوريص وسنار وجبل الأولياء وأعالى عطبرة وستيت وخشم القربة وسد مروى"، ذاكرا أن هذا التفريغ تم بسبب زيادة معدلات الأمطار في موسم الفيضان الجاري والذي لم يتنه بعد في إثيوبيا.
وأكد أن معدلات الأمطار الآن تعطي مؤشرات بموسم مبشر من الفيضان لمصر، فقد بدأت مصر تستقبل الإيراد الجديد منذ ثلاثة أسابيع، وارتفع منسوب المياه في البحيرة رغم عدم نهاية موسم الفيضان.
وأضاف أن مفيض توشكى يعمل عند منسوب مياه أعلى من 178 مترا في بحيرة السد العالي، ولم يتم تفريغ أي مياه في منخفضات المفيض حتى الآن، معتبرا أنه بعد الوصول إلى نصف الموسم في إثيوبيا يعتبر الفيضان هذا العام فوق المتوسط، والحكم النهائي في نهاية الشهر المقبل.
وعن آلية تفريغ المياه في السدود السودانية، أوضح "شراقي" أنه مع بداية الشهر المقبل ستبدأ السودان في استعادة ما تم تفريغه ثم تخزين حصتها وهو ما قد يقلل من كميات المياه الواردة إلى مصر بالنسبة للمعدل الحالي، لكن التوقعات في مصر تتجه إلى استقرار منسوب المياه حول 178 مترا مع نهاية موسم الفيضان، وربما يزيد.
وأكد أهمية السد العالي للسودان في استقبال تفريغ المياه الزائدة عن حاجة السدود السودانية لزيادة معدلات الأمان مع توقعات كميات كبيرة من الأمطار.
ولفت "شراقي"، إلى أهمية السد العالي للسودان في تفريغ مياه الخزانات للصيانة والإنشاءات الهندسية أو استعدادا لاستقبال مياه الفيضان الجديد خصوصا عندما يكون مرتفعا ثم تستعيد هذه المياه بالإضافة إلى حصتها السنوية التى تبلغ 18.5 مليار متر مكعب.