بدأ منذ قليل احتفال جامعة الدول العربية باليوم العربي للاستدامة، تحت شعار مستقبل مستدام للمنطقة العربية، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، والوزير المفوض ندى العجيزي- مدير إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمة له: "على غرار ما تم في النسخة الأولى، نسعد اليوم بتكريم بعض الشخصيات والمنظمات العربية الفاعلة، وعلى رأسهم الوزيرة نيفين القباج احتفاءً بجهودها المقدرة لتحقيق التنمية في مصر، وكذلك تقديراً لدورها الفاعل في إثراء أجندة مجلس الوزراء العرب المسئولين عن الشئون الاجتماعية بصفتها رئيسة الدورة (43) للمجلس، وأخص بالذكر مبادرتها الأخيرة لوضع آلية لربط مؤسسات وبنوك التنمية الاجتماعية تحت مظلة جامعة الدول العربية، وهي الآلية التي وافق المجلس على رفعها للقمة العربية القادمة في مملكة البحرين للنظر في اعتمادها".
* عجز العالم عن وقف العدوان على غزة
وأضاف أبو الغيط: "إننا نجتمع اليوم في هذه القاعة التاريخية وسط ظروف مؤسفة، تبعث على الحزن الشديد والغضب المُحق، جرّاء ما يتعرض له إخواننا في فلسطين على يد محتل يسعى بكل ما أوتي من قوة لتصفية القضية الفلسطينية".
وتابع أن الخراب المتعمّد الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، والذي قضى على كل أساسيات الحياة ستظل آثاره قائمة ربما لعقود قادمة، وشاهدة على بشاعة الجرائم المرتكبة وعجز العالم عن وقف العدوان.
وأكد موقف الجامعة العربية الواضح برفض التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح التي صارت الملجأ الأخير لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، الذين لاذوا هرباً من جحيم العدوان والتدمير في باقي مدن القطاع.
وناشد مجددا جميع الأطراف للتحرك بشكل عاجل لوقف هذه العملية الهمجية التي قد تكون لها تبعات مدمرة على الأمن الإقليمي.
وأشار إلى اقتراب الذكرى 79 لتأسيس جامعة الدول العربية التي تعد استدامة التنمية في المنطقة العربية ورخاؤها هدفاً يندرج ضمن ولايتها وغاية تسعى لتحقيقها، مشيرا لما خطته الجامعة من خطوات مقدرة لتحقيق تلك الغاية اللصيقة بحياة المواطن العربي من خلال خطط ومبادرات واستراتيجيات في كافة الأصعدة المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة.
وأوضح أن المنطقة العربية وبالرغم مما تحقق تعرضت لأزمات عنيفة ومتتالية أدت إلى إجهاد العمل العربي، وتعطيل مسيرته طيلة العقود الماضية، وتسببت في فقدان بعض مكتسباته التنموية
وأكد قائلا: "إن رسالتنا في هذا الشأن واضحة، وهي أن التنمية في المنطقة تقتضي حتما تحقيق السلام والأمن للجميع، وحل كافة النزاعات التي لازالت تشتعل في بعض ربوعها، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تظل النزاع الأطول، والأكثر تأثيراً في الحالة الأمنية للمنطقة، كما يظل حل الدولتين الصيغة الوحيدة التي اعترف بها العالم أجمع - باستثناء قوة الاحتلال – كسبيل لتسوية هذا الصراع وإنهاء آخر احتلال استعماري في زماننا المعاصر".
*الشراكات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
كما أكد إيمان الجامعة العربية بأهمية الشراكات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ أنه لن تستطيع أية جهة أن تحقق ذلك بمفردها، مشيرا لما قامت به الأمانة العامة منذ اعتماد خطة التنمية المستدامة في عام 2015 بإطلاق عدد من المبادرات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المنطقة والمنظمات العاملة فيها،والتي كان آخرها مبادرة "الرؤية العربية 2045"، التي أعدتها الأمانة العامة بالتعاون مع الإسكوا، وهي رؤية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية تتمحور حول السلام والعدالة والتنمية، وتحافظ على حق الأجيال القادمة في التمتع بثروات الأرض.
وتابع أن "الجامعة العربية تتطلع أيضاً إلى المشاركة في كافة النقاشات الدولية التي تعالج مستقبل التنمية في العالم، إذ كانت ولاتزال بيتاً رحْباً للتشاور ومنبراً يعبّر عن صوت العرب في مختلف القضايا العالمية.
وفي إطار التحضير لقمة المستقبل التي ستعقد في نيويورك في سبتمبر المقبل، أشار أبو الغيط إلى مبادرة الجامعة العربية بتنظيم جلسة حوارية ضمن هذه الاحتفالية لاستعراض بعض الرؤى والأفكار، تمهيداً لبلورة موقف عربي يساعد على إسماع صوت المنطقة في تلك القمة".
بدورها، أشارت الوزير المفوض ندى العجيزي لشعار اليوم العربي للتنمية المستدامة وهو مستقبل مستدام للمنطقة العربية ما يمثله من نداء ملح للعمل الجاد،ايمانا بأنه السبيل الأمثل لتحقيق مستقبل مزدهر وأمن ومستقر للوطن العربي.
وتطرقت إلى التحديات التي تواجه دول المنطقة العربية حيث نقص الموارد و النزاعات، منوهة أيضا بالفرص المتاحة من خلال حماية الموارد الطبيعية و الاستثمار في الطاقة المتجددة.
وأكدت العجيزي أن تحقيق التنمية المستدامة يمثل مسؤولية جماعية وهنا يتضح دور الشراكة، مؤكدا حرص الأمانة العامة على تحقيق العديد من الشراكات لتحقيق الهدف المنشود.
وشهد الاحتفال تكريم عدد من رواد الاستدامة في الدول العربية، نظير العمل الجاد و الابتكار والإبداع، وباعتبارهم مصدر الهام للجميع، ومن أبرزهم الوزيرة نيفين القباج، ورئيس الاتحاد العربي للتطوع حسن بو هزاع، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية و الاتحاد العربي للتطوع.