حرب العلماء بين باريس وواشنطن: ترحيل باحث فرنسي انتقامًا من استقبال ماكرون للعلماء الأمريكيين - بوابة الشروق
الجمعة 21 مارس 2025 2:11 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

حرب العلماء بين باريس وواشنطن: ترحيل باحث فرنسي انتقامًا من استقبال ماكرون للعلماء الأمريكيين

هايدي صبري
نشر في: الخميس 20 مارس 2025 - 2:01 م | آخر تحديث: الخميس 20 مارس 2025 - 2:01 م

أثار قرار السلطات الأمريكية بترحيل علماء فرنسيين جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الفرنسية، في الوقت الذي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستقبال علماء أمريكيين مطرودين من الولايات المتحدة، ما اعتبرته وسائل الإعلام أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعاقب العلماء الفرنسيين نتيجة لقرار ماكرون باستقبال العلماء الأمريكيين.

وذكرت صحيفة "ليمانيتيه" الفرنسية، أن السلطات الأمريكية منعت باحث فرنسي مُوفد من المركز الوطني للبحث العلمي من دخول الولايات المتحدة وأعيد من المطار بسبب "رأي شخصي" حول سياسة البحث العلمي الأمريكية".

وأشار الصحيفة الفرنسية إلى انه "تم منع باحث فرنسي، كان في مهمة لصالح المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، من دخول الولايات المتحدة، وأُعيد من المطار في 9 مارس، بحجة وُصفت بأنها احتيالية، مفادها أنه عبّر عن "رأي شخصي" بشأن السياسة الأمريكية في مجال البحث العلمي".

وأعربت الحكومة الفرنسية، يوم الأربعاء، عن أسفها لهذا الموقف، مُذكرةً بأهمية حرية التعبير.

من جانبه، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسي، فيليب باتيست، في تصريحات لوسائل الإعلام الفرنسي،علمت بقلق أن باحثًا فرنسيًا، كان في مهمة لصالح المركز الوطني للبحث العلمي، وكان متوجهًا إلى مؤتمر قرب هيوستن، قد مُنع من دخول الأراضي الأمريكية قبل أن يُطرد منها".

وأضاف الوزير: "يبدو أن هذا الإجراء اتخذته السلطات الأمريكية بعد أن عثرت، أثناء تفتيش هاتف الباحث، على رسائل متبادلة مع زملاء وأصدقاء، عبّر فيها عن رأي شخصي بشأن السياسة التي تنتهجها إدارة ترامب في مجال البحث العلمي". ووفقًا لمصدر دبلوماسي، وقع الحادث يوم 9 مارس.

"كراهية تجاه ترامب" و"إرهاب"

وقالت الصحيفة الفرنسية، نقلاً عن مصدر قوله إن الباحث، المتخصص في المجال الفضائي، قد خضع لتفتيش عشوائي عند وصوله، حيث تم فحص حاسوبه المهني وهاتفه الشخصي.

ووفقًا للمصدر نفسه، تم العثور على رسائل تتناول تعامل إدارة ترامب مع العلماء. وتم اتهامه بإرسال رسائل "تعكس كراهية تجاه ترامب ويمكن تصنيفها كأفعال إرهابية".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإنه " تمّت مصادرة معداته المهنية والشخصية، وأُعيد إلى أوروبا في 10 مارس".
وبحسب مصدر آخر مطّلع على القضية، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، فقد وُجّهت إليه اتهامات بنشر "رسائل كراهية ونظريات مؤامرة". وتم إخباره بفتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، قبل أن يُعلن لاحقًا عن "إسقاط التهم"، بحسب المصدر ذاته.

من جهته، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن "أسفها لهذا الوضع"، وأكدت "حرصها على تعزيز حرية التعبير"، وكذلك "التزام الحكومة الفرنسية بالتعاون الجامعي والعلمي".

سياق متوتر مع المجتمع العلمي

تأتي هذه الحادثة في سياق يتكثف فيه هجوم دونالد ترامب على المجتمع العلمي، إذ قام بعمليات خفض جذرية في الميزانيات والموارد البشرية. وقد اتخذ سلسلة من الإجراءات ضد البحث العلمي وتمويله، ما أثار قلق واستياء العديد من العلماء.

كما كثّف الرئيس الأمريكي هجماته ضد كل ما يتعلق بالمناخ، وحماية البيئة، والصحة العامة.

وفي فرنسا، يتضامن العديد من العلماء مع زملائهم الأمريكيين. ففي 7 مارس، تظاهر آلاف الأشخاص في باريس وتولوز وبوردو ومدن أخرى، للتنديد بسياسات دونالد ترامب وإدارته، خلال فعالية "قف من أجل العلم - Stand up for Science".

من جانبها، رأت محطة "فرانس إنفو الفرنسية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعاقب العلماء الفرنسيين نتيجة لقرار ماكرون باستقبال العلماء الأمريكيين، وذلك بترحيلهم كإجراء انتقامي.

واعتبرت المحطة الفرنسية أن موجة استقبال الباحثين الأمريكيين الفارين من سياسة التضييق التي يفرضها ترامب قد تُحدث هزة في الساحة العلمية الفرنسية، ليس من باب إثراء البحث العلمي، بل من باب تعميق أزماته التمويلية والبشرية، وسط مخاوف من أن تتحول هذه الخطوة إلى حملة دعائية على حساب الجامعات والباحثين الفرنسيين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك