6 ساعات كاملة من الرعب عاشتها منطقة دمنهور بمدينة شبرا الخيمة، والمناطق المجاورة لها عقب حدوث الإنفجار المدوي الذي استهدف مقر الأمن الوطني بشبرا الخيمة، في ساعة مبكرة من صباح أمس وهز أرجاء القاهرة الكبري بأكملها.
وأكد الأهالي خلال لقائهم بـ «الشروق» أنهم فوجئوا في الساعة الثانية صباحا بهزة أرضية شديدة أشبه بالزلزال، وأنهم هرولوا من منازلهم إلى شارع الكورنيش الذي تحول إلى ساحة شعبية تكتظ بالمواطنين الذين اكتشفوا انهيار ودمار مقر الأمن الوطني بالمنطقة ووجدوا أشلاء سيارة بجوار سور المقر والتي تم استخدامها في عملية إرهابية استهدفت هذا المقر الشرطي من قبل مجهولين
وقال علي أحمد فرغلي، أحد سكان العقارات السكنية المجاورة للحادث، إننا نعيش داخل منزل مكون من 3 طوابق وحدث إنهيار وتصدعات في بعض الحوائط بسبب الانفجار، واستيقظنا من النوم مذعورين على صوت الإنفجار في حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا، وتطاير الزجاج والأبواب والشبابيك.
وقال فرغلي، إن "جميع الأهالي خرجو إلى الشارع بملابس النوم، خوفًا من قوة الإنفجار، لنكتشف الكارثة وهو قيام إرهابى باستهداف مقر الأمن الوطني، فبيوتنا اتخربت وعفشنا وحاجتنا تم تدميرها، هنقعد فين دلوقتي ملناش غير الشارع".
ومن جانبها، قالت الحاجة أم أحمد فرغلي، إن "الحادث تسبب في إصابة مي بنت أخي، الطالبة بالثانوية العامة بجروح متفرقة في جسدها جراء تطاير الزجاج، وتم نقلها لمستشفي النيل بشبرا الخيمة للعلاج وسط حالة من الرعب انتابتنا جميعًا، حسبنا الله ونعم الوكيل في الإرهابيين إللى دمروا البلد وعايزن يخربوها".
وأشار الحاج حمدي فرغلي، إلى أنه "خلال الـ 6 ساعات الماضية شاهدنا الموت بأعيننا، وشعرنا بزلزال شديد، وتوقعنا أن المنازل تهُدم فوق رؤوسنا، ونزل جميع السكان إلى الشوراع بشكل تلقائي،ليكتشفوا ما حدث، وهنا بدأ الأهالي في تقديم يد المساعدة في نقل المصابين مع سيارات الاسعاف والشرطة"، وأضاف "أطالب بإعدام العناصر الإرهابية الموجودين بالسجون، وخاصة القيادات منهم، حيث أنهم يديرون كل هذه العمليات الإرهابية وهم بالداخل".
وانهمرت فوزية محمود، أحد ربات البيوت، في البكاء، أثناء الحديث معها، وقالت أنا "لسه مشطبة الشقة وفرشاها قريب وملحقتش أفرح بيها، بعد ما بقت خرابة بعد الإنفجار ومعدش فيها حتة سليمة، ربنا ينتقم منه ربنا المنتقم الجبار"، مشيرة إلى أن "منازل المنطقة كلها تأثرت بالإنفجار وانهارت بعض الأثاثات المنزلية".
وبدأ محمد خالد، سائق، حديثه قائلًا: "حسبي الله ونعم الوكيل"، مشيرا إلى أن الحادث دمر أتوبيس نقل ركاب خاص به وهو مصدر رزقه، مضيفًا: "هاشتغل إيه دلوقتي بعد دمار الأتوبيس إلى هيحتاج أكثر من 10 آلاف جنيه لإصلاحه وعودته للعمل مرة أخرى".
وناشد الأهالي الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، بتعويضهم جراء ما لحق بهم من دمار، وكل ذنبهم أن القدر قادهم للسكن بجوار مقر الأمن الوطني، خاصة وأن معظمهم من أصحاب الدخول المتوسطة، ولا يملكون مبالغ ضخمة تُصلح ما أتلفه الحادث.
من جانبه، وجه المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، تعليمات مشددة لفحص العقارات والمنازل المجاورة، مشيرا إلى أن المعاينة أثبت عدم وجود مساكن تشكل خطورة على حياة السكان نتيجة الإنفجار، مشيرًا إلى أن "الجناة فشلوا في الوصول للمبنى بسبب بعد المسافة ووجود حاجز يمنعهم من الإقتراب منه"، مؤكدا أن "اللجنة الهندسية المشكلة تواصل عملها وبدأت شركة المقاولون العرب في التعامل مع آثار الحادث الإرهابي الجبان لإصلاح التلفيات".
وقال أحمد بدر، وكيل وزارة التضامن الإجتماعى بالقليوبية، إن "المديرية في إنتظار تقرير وزارة الداخلية بشأن تحديد المصابين الفعليين في حادث إنفجار الأمن الوطنى بشبرا الخيمة، بناءا على تعليمات محافظ القليوبية بتحديد مصابى الحادث الإرهابى وصرف مساعدات عاجلة للضحايا"، مشيرا إلى أنه "سيتم صرف مبلغ 2000 جنيه لكل حالة مصابة بشكل عاجل لمساعدتهم في ظروف العلاج".