بعد فيضانات مفاجئة وغير مسبوقة.. الكوليرا تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان - بوابة الشروق
الإثنين 25 نوفمبر 2024 4:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد فيضانات مفاجئة وغير مسبوقة.. الكوليرا تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان

الدوحة - (قنا)
نشر في: الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 9:46 م | آخر تحديث: الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 9:46 م

شكل إعلان هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة السوداني، يوم السبت الماضي، عن تفشي مرض الكوليرا في البلاد، حلقة جديدة في مسلسل تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، والتي تتدهور باستمرار منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".

وقال الوزير، في مقطع فيديو نشرته وزارة الصحة السودانية على حسابها بمنصة إكس: "نعلن أن هناك وباء الكوليرا في السودان، نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع"، مشيرا إلى أن قرار الإعلان اتخذ "بحضور كل المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة في ولاية كسلا ووكالات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء" بعد "عزل المايكروب خلال الفحص المعملي، وثبت أنه كوليرا".

وشهد السودان في الشهر الجاري فيضانات مفاجئة، ضربت ولايات الشمال، وخلفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بعد أن عانت مناطق شاسعة في البلاد من أمطار وفيضانات، هي الأكبر منذ سنوات طويلة، واجتاحت السيول مناطق ظلت عشرات السنين خارج خريطة المناخ الممطر في البلاد، وفق خبراء في الأرصاد الجوية، وفاقمت الظروف المناخية من سوء أوضاع عشرات آلاف الأسر، وأدت لانتشار الأمراض والأوبئة، مثل الكوليرا.

وأعلنت وزارة الصحة السودانية، أن ولايتي كسلا والقضارف، في شرق البلاد، هما الأكثر تضررا من وباء الكوليرا، نتيجة للأوضاع البيئية السيئة، والماء غير الصالح للشرب.

فيما كشف وزير الصحة السوداني، أول من أمس الأحد، عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا إلى 354 حالة، فما بلغ عدد الوفيات 22.

وأشار الوزير، من جهة أخرى، إلى تسجيل انخفاض في عدد الإصابات الجديدة في مدينة كسلا، مقابل ارتفاع طفيف في ولاية الخرطوم.. مشيرا إلى أن السلطات أطلقت حملة لمعالجة الأوضاع البيئية وتوفير مياه الشرب في المناطق التي ضربها الوباء، إلى جانب حملات لتوعية المواطنين بالاشتراطات الصحية ومتطلبات الوقاية من الوباء.

كما أكد التواصل مع المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة لطلب لقاحات الكوليرا، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يصل تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى السودان الأسبوع المقبل لتقييم الأوضاع الصحية هناك، وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن تفشي الكوليرا في السودان منذ بدء النزاع المسلح، فقد أعلن في سبتمبر الماضي، رسميا، عن تفشي الوباء في ولاية القضارف، لتبلغ بعد ذلك سبع ولايات أخرى عن حالات مشتبه فيها، بينما أشارت تقديرات إلى أن ما يزيد على 3 ملايين شخص معرضون لخطر الإصابة بالعدوى، بحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية في نوفمبر الماضي.

وقال بيان لمدير إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، صدر في نوفمبر الماضي، إن المنظمة الدولية تعمل مع شركائها، والسلطات الصحية، للتعجيل بتوسيع جهود الاستجابة لتفادي حدوث مزيد من التفشي، وتشمل تلك الجهود تدريب الأطباء وطواقم التمريض على التدبير العلاجي لحالات الكوليرا والوقاية من العدوى ومكافحتها.

وبحسب البيان، فقد أرسلت المنظمة بالفعل 3.2 طن متري من مجموعات أدوات علاج الكوليرا، بما في ذلك الأدوية واللوازم والمعدات المختبرية، كما أنها تقدم الدعم الكامل لـ10 مراكز لعلاج الكوليرا في ولايات القضارف، والجزيرة، والخرطوم.

وفي 14 نوفمبر الماضي، وصلت دفعة تضمنت 2.9 مليون جرعة من جرعات اللقاح الفموي المضاد للكوليرا لحملة أطلقت بحلول نهاية الشهر في ست مناطق محلية في القضارف، ولاحقا في منطقة محلية واحدة في الجزيرة، ومنطقتين محليتين في الخرطوم.

ويعاني القطاع الصحي في السودان، بشكل عام، من مشاكل جمة، وقد زادت بسبب استمرار النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وفي أبريل الماضي حذرت منظمة الصحة العالمية من أن مستشفيات السودان على شفا الانهيار، قائلة إن ما بين 70 إلى 80% من مستشفيات الولايات التي تشهد مواجهات مسلحة قد تتوقف عن العمل بشكل كامل تقريبا، إما بسبب الهجمات التي تستهدفها أو لنقص المستلزمات والتجهيزات الطبية ونقص العمالة.

وقبل ذلك، وتحديدا في أواخر نوفمبر 2023، كشف مدير إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، في بيان، عن أن 11 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات صحية عاجلة، بينما يواجه أكثر من 20 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، ويعاني كل طفل دون سن الخامسة في السودان من سوء التغذية الحاد.

وفي مارس الماضي، أكد تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، أن الوضع الصحي والإنساني في السودان يقترب من "الكارثة"، داعيا لزيادة المساعدات الإنسانية.

وأكد هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة السوداني، في وقت سابق، أن "حجم الدمار والتخريب في القطاع الصحي داخل البلاد يقدر بـ11 مليار دولار".

وأشار إلى أن "75% من المستشفيات البالغة 702 مستشفى منها 540 تابعة للصحة تعمل جزئيا، إذ تعرضت للتخريب وسلب ونهب الأجهزة والمعدات الطبية والشبكات، كما أن هناك بعض المستشفيات في إقليم دارفور ومستشفى مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة تدمرت كليا".

ودعت الأمم المتحدة، مطلع الشهر الجاري، المانحين الدوليين إلى زيادة دعمهم المالي "بشكل عاجل" لمنع حدوث مجاعة في السودان.

فيما أكدت كليمنت نكويا سلامي منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان، في بيان، الحاجة إلى التدخل العاجل في ظل تأكيد الخبراء على ظروف المجاعة في السودان، مناشدة المجتمع الإنساني توفير الموارد العاجلة والوصول الإنساني دون عوائق، عقب تقرير جديد يؤكد وجود ظروف مجاعة محلية في شمال دارفور.

وكان تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد أوضح أن "الصراع المستمر في السودان أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية، ودفع بمخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور إلى براثن المجاعة".

وعن هذا التقرير، أشارت المنسقة الأممية إلى أنه "يعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض"، مشددة على أن "استمرار الصراع تسبب في النزوح وتعطيل الخدمات الأساسية، وتدمير سبل العيش، وتقييد الوصول الإنساني بشدة".

ونوهت بأن الأمم المتحدة والأطراف الشريكة لها عملوا على توسيع نطاق الاستجابة في الأشهر الماضية "لكن الاحتياجات هائلة، ولا توجد لحظة نضيعها"، مبينة أنه ينبغي على المانحين، لمنع المجاعة واسعة النطاق من الانتشار، زيادة دعمهم المالي بشكل عاجل، مع استخدامهم الوسائل الدبلوماسية للدفع نحو فتح الوصول الإنساني، وإن لم يحدث ذلك، فسوف تتم مشاهدة أوضاع أكثر كارثية.

وذكرت أن ظروف المجاعة مستمرة في مخيم "زمزم" للنازحين اعتبارا من يونيو الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى أكتوبر المقبل، مرجحة أن يواجه الناس ظروفا مماثلة في منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة في منطقة الفاشر بشمال دارفور، وخاصة مخيمي "أبو شوك" و"السلام".

كما لفتت كليمنت نكويا سلامي إلى مواجهة السودان أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه من الجوع الحاد، ويشمل ذلك أكثر من 8.5 مليون شخص يواجهون مستويات طارئة من الجوع، بالإضافة إلى أكثر من 755 ألف شخص في ظروف كارثية في مناطق أخرى في ولايات دارفور وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والعاصمة الخرطوم.

يذكر أن الكوليرا عدوى إسهالية حادة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، وفق منظمة الصحة العالمية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم خلال الفترة من مطلع العام الجاري إلى 28 يوليو الماضي، الإبلاغ عن 307433 حالة إصابة بالكوليرا و2326 حالة وفاة في 26 دولة.

وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين داخل السودان بسبب القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ أبريل 2023، بأكثر من 10.7 مليون نسمة، فيما بلغ عدد اللاجئين إلى الخارج حوالي 2.3 مليون نسمة.

وبحسب إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة فإن الأطفال يشكلون نسبة 50% من النازحين داخل البلاد، ويعانون من ظروف صعبة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك