منذ إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على الصعيد العالمي، الأربعاء الماضي، لثاني مرة خلال عامين، بسبب انتشار جدري القرود في إفريقيا، عقب امتداد تفشي الوباء الفيروسي من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة، بدأت جميع الدول تكثف استعداداتها لمواجهة المرض.
وتكثفت جهود المراقبة ضد جدري القرود على مستوى العالم، بعد انتقال المرض إلى أوروبا وآسيا حيث أعلنت السويد وبريطانيا وباكستان عن حالات إصابة لديها، في حين أظهرت التجارب المستمرة على علاج جديد نتائج مخيبة للآمال ضد المتحور الذي يتسبب في تفشي المرض حاليًا، وفق ما نقلته شبكة "الجزيرة".
وفي مصر، اتخذت الحكومة إجراءات مشددة للرصد والمتابعة، وشددت إجراءاتها على المنافذ والمطارات لرصد أي حالات، يمكن أن تصل البلاد والتعامل معها سريعا، حيث يثير تفشي جدري القرود الحالي القلق أكثر من التفشي السابق، لأنه يشمل متحور جديد من المرض، يصعب التغلب عليه، وفق ما نقلت فضائية "العربية".
ولكن، كيف يتم تشخيص مرض جدري القرود لدى البشر؟
وفقا لدراسة لمنظمة الصحة العالمية، فقد يكون التعرف على جدري القردة أمرا صعبا لأن العدوى والاعتلالات الأخرى قد تبدو متشابهة.
وذكرت المنظمة العالمية أنه من المهم التمييز بين جدري القردة والحماق والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والهربس والزهري وغيرها من أنواع العدوى المنقولة جنسياً والحساسية الناتجة عن الأدوية، فقد تكون لدى الشخص المصاب بجدري القردة أيضاً عدوى أخرى منقولة جنسياً مثل الهربس، وقد يكون الأطفال المشتبه بإصابتهم أيضاً بالحماق.
ولهذه الأسباب، تشكل اختبارات التشخيص عنصراً أساسيا يتيح للأشخاص الحصول على العلاج في أقرب وقت ممكن ومنع المزيد من الانتشار.
الكشف عن الحمض النووي الفيروسي
ووفقا للدراسة، فيشكل الكشف عن الحمض النووي الفيروسي بواسطة اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي الاختبار المختبري المفضل لتحري الإصابة بجدري القردة.
وتؤخذ أفضل العيّنات التشخيصية مباشرة من الطفح، سواء من الجلد أو السائل أو القشور، الذي تجمع بعملية محكمة تؤخذ فيها مسحات لتشخيص المرض.
لا اختبارات تشخيص للدم
وفي حالة عدم وجود آفات جلدية، يمكن إجراء اختبارات التشخيص على مسحات تؤخذ من الفم والبلعوم أو الشرج أو المستقيم، فيما لا ينصح بإجراء اختبارات تشخيص للدم، في حين قد لا تكون أساليب الكشف عن الأجسام المضادة مفيدةً لأنها لا تميز بين مختلف أجناس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة.
علامات وأعراض معروفة
ومع ذلك، فيسبب جدري القردة علامات وأعراض تظهر عادة في غضون أسبوع، ولكن يمكن أن تظهر بعد يوم واحد إلى 21 يوماً من التعرض للفيروس.
وتستمر الأعراض عادةً لمدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع ولكنها قد تستمر لفترة أطول لدى شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
أعراض جدري القردة
وتتمثل الأعراض الشائعة لجدري القردة في الطفح جلدي، الحمى، التهاب الحلق، الصداع، آلام العضلات، آلام الظهر، الوهن، تورم الغدد الليمفاوية، وبالنسبة لبعض الأشخاص، تتمثل أولى أعراض جدري القردة في ظهور الطفح الجلدي، في حين قد تظهر لدى البعض الآخر أعراض مختلفة أولاً.
ويبدأ الطفح الجلدي في شكل قرحة مسطحة تتطور إلى نفطة مليئة بسائل وقد تسبب حكة أو قد تكون مؤلمة، وعندما يشفى الطفح الجلدي، تجف الآفات وتتقشر وتتساقط.
وقد تظهر على بعض الأشخاص عرض جلدي واحد أو عدد قليل من الآفات الجلدية وتظهر على البعض الآخر مئات من هذه الآفات أو أكثر، ويمكن أن تظهر هذه الآفات في أي مكان على الجسم مثل راحتا اليدين وباطن القدمين، الوجه والفم والحلق، الأُرْبِيَّة ومناطق الأعضاء التناسلية، فتحة الشرج، فيما يعاني بعض الأشخاص أيضاً من تورم مؤلم في المستقيم أو ألم وصعوبة لدى التبول.