التحديات الدولية والعقوبات لن تثني إيران عن تحقيق الاكتفاء الذاتي والتطور الاقتصادي
دعمنا المستمر للنظام السوري وحركات المقاومة في المنطقة كان ضروريا
العلاقات الإيرانية - المصرية تاريخية ونعزز التعاون الإقليمي في غزة
علاقاتنا مع روسيا والصين محورية في مواجهة الضغوط الغربية وتعزيز قدراتنا الاقتصادية
في مقابلة أجراها الإعلامي عمرو عبدالحميد مع عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، على قناة الغد، سُلط الضوء على العديد من القضايا الاستراتيجية التي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط. وتناول الحوار المواقف الإيرانية حيال الأوضاع في سوريا وفلسطين.
وأوضح التوجهات المستقبلية لإيران في ظل التحديات التي تواجهها على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما تناولت المقابلة الدور الإيراني في تطورات المنطقة وعلاقات طهران مع القوى الكبرى، ما يفتح المجال لفهم أعمق لرؤيتها الاستراتيجية في المستقبل.
-الدور الإيراني في سوريا
أجاب عراقجي على السؤال حول دعم إيران المستمر لبشار الأسد، معتبرا أن هذا الدعم كان حاسما في الحفاظ على استقرار النظام السوري.
وأكد الوزير الإيراني أن طهران كانت اتخذت قرارًا استراتيجيًا بتقديم الدعم الكامل للأسد منذ بداية الأزمة السورية، معتبرا أن هذا الدعم كان سببًا رئيسيًا في تمكين النظام من الصمود أمام المعارضة والضغوط الخارجية.
ورغم أنه أشار إلى عدم سعي إيران إلى التدخل في الشئون الداخلية للدول، إلا أن الدعم العسكري والسياسي كان ضروريًا في وقت كانت فيه سوريا مهددة بالتفكك.
وتناول عراقجي أيضًا مسألة الوجود الإيراني في سوريا، مشددًا على أن إيران لا تسعى للبقاء طويلاً في هذا البلد، بل إن وجودها كان يهدف إلى تعزيز الاستقرار ومحاربة الإرهاب الذي عصف بالمنطقة.
-النفوذ الإيراني في المنطقة
أما عن السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، فقد أشار عراقجي إلى أن طهران تعمل على تعزيز نفوذها من خلال دعم حركات المقاومة في المنطقة، وخاصة في فلسطين ولبنان.
وبخصوص قضية فلسطين، أكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران تدعم حقوق الفلسطينيين بشكل كامل، مشددًا على أهمية مواصلة دعم حركة حماس في مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن السياسة الإيرانية في دعم هذه الحركات ليس لها علاقة بالتدخلات الأجنبية، بل هي جزء من سياسة الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب في المنطقة.
وأوضح أن إيران لا ترى في هذه السياسة تهديدًا لأمن أي دولة أخرى، بل تؤمن بأنها تسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
-التحديات المستقبلية لإيران
وفيما يتعلق بالتحديات المستقبلية التي تواجهها إيران، تحدث عراقجي عن ضغوطات المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، التي فرضت عقوبات شديدة على طهران.
وقال إن إيران تواجه تحديات كبيرة بسبب هذه العقوبات، لكنها تواصل تطوير اقتصادها المحلي وتعزيز علاقاتها مع دول الجوار وروسيا والصين. وأضاف أن إيران تسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي في عدة مجالات، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا والطاقة، لتقليل اعتمادها على الغرب.
كما لفت إلى أن إيران تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تحديث صناعتها العسكرية، مع التأكيد على أن هذه القدرات ليست موجهة ضد أي دولة بعينها، بل تهدف إلى الحفاظ على أمن إيران وحماية مصالحها في المنطقة.
-علاقات إيران ومصر
عند الحديث عن العلاقات بين إيران ومصر، أشار عراقجي إلى أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية تشهد تقديرًا مشتركًا لجهود بعضهما البعض في مختلف القضايا الإقليمية.
وقال: "كنا وما زلنا نقدر النضالات التي خاضها الشعب المصري والأنظمة المصرية المتتالية، وندعم هذه الجهود المصرية الكبيرة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
-العلاقات مع الدول الكبرى
وفيما يخص العلاقات مع الدول الكبرى، تحدث عن تفاهمات جارية مع دول مثل روسيا والصين، والتي وصفها بأنها محورية في مواجهة التحديات الغربية. واعتبر أن إيران تتطلع إلى تعزيز شراكتها الاقتصادية والعسكرية مع هذه الدول، مؤكدًا أن هذا التعاون سيعود بالفائدة على الجميع في مواجهة التهديدات العالمية.
أما عن العلاقات مع الولايات المتحدة، فقد أشار عراقجي إلى أن طهران تفضل الحوار والتفاوض لحل الخلافات، إلا أنه شدد على أن إيران لن تتنازل عن حقوقها السيادية أو عن برامجها الدفاعية، مهما كانت الضغوط.