وصفت مفوضة الحكومة الاتحادية لشئون الاندماج بألمانيا مسيرات مئات الآلاف من الأشخاص في الشوارع ضد اليمين بأنها "جيدة ومهمة"، ودعت في الوقت ذاته لمزيد من الالتزام في مواجهة هذا التيار.
وقالت ريم العبلي- رادوفان لصحيفة "تسايت أونلاين" في تصريحات تم نشرها اليوم الأحد: "إننا بحاجة لتحالف مجتمعي شامل.. ويعني ذلك النزول في الشوارع أكثر من ذلك عدة مرات".
وتابعت أنه يجب أن يعمل الجميع لأجل التنوع المجتمعي، وقالت: "يعني ذلك البحث عن حوار، في النوادي، في أماكن العمل، داخل الأسرة وبين الأصدقاء".
يشار إلى أن كثيرا من الأشخاص يقومون في مسيرات في الشوارع على مستوى ألمانيا منذ أيام لمناهضة اليمين وتأييدا للديمقراطية.
وجاءت هذه الاحتجاجات على خلفية ما كشفه مركز "كوركتيف" الإعلامي الذي نشر تقارير عن اجتماع في مدينة بوتسدام، شارك فيه مسؤولون من حزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) اليميني المعارض ومتطرفون يمينيون وأعضاء من الحزب المسيحي الديمقراطي واتحاد القيم الذي يعتبر من غلاة المحافظين، وذلك في نوفمبر الماضي.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أكد مارتن زيلنر، رئيس حركة الهوية اليمينية المتطرفة السابق في النمسا، أنه تحدث في هذا الاجتماع عن تعبير "ريميجراتسيون"(إعادة التهجير).
تجدر الإشارة إلى أنه عندما يستخدم المتطرفون اليمينيون هذا المصطلح، فإنهم يقصدون به عادة ضرورة مغادرة عدد كبير من الأشخاص ذوي الأصول الأجنبية لألمانيا حتى بالقوة إذا استلزم الأمر.
ووصفت مفوضة الحكومة الاتحادية لشؤون الاندماج هذه التقارير بأنها نقطة فاصلة لأجل المهاجرين في ألمانيا، وقالت: "الشعور بالإقصاء أكبر مما كان عليه بعد هجمات مدينتي هاله وهاناو"، وأشارت إلى أن الجميع يشعرون أنهم مهاجمون سواء كانوا من خلفية عربية أو أوروبية.
وتابعت المفوضة الحكومية: "إنني على يقين أنه يتم حاليا الحديث داخل كل أسرة تقريبا عن الوجهة التي يمكن الهجرة إليها، وما هي الخطة البديلة... لاسيما الأشخاص المؤهلون جيدا والذين لديهم خلفية هجرة، وبنوا أنفسهم هنا، يفكرون جديا في مغادرة ألمانيا"، ولكنها أشارت إلى أن الخطر الأكبر هو أن يتراجع كثيرون إلى حياتهم الخاصة في حالة استسلام، وقالت: "لهذا السبب نحن في لحظة حاسمة."