• استعنت بفريق من السينمائيين بدلًا من النقاد لأنهم الأجدر والأنسب لإدارة هذا الحدث
• الدورة الـ26 مهداة للمخرج على الغزولى.. وتهانى راشد وروس كفمان أبرز المكرمين
• أرفض استخدام النجوم إكسسوارًا للمهرجان.. ووجهنا دعوة إلى الفنانين أصحاب التجارب فى السينما القصيرة
• لم أطلب أى صلاحيات.. والميزانية أكبر العقبات التى تواجهنا.. ولن نقبل أفلام المركز القومى بالمسابقات لتضارب المصالح
• لا أخاف من المسئوليات.. ولدىّ تاريخ طويل مع تنظيم المهرجانات
علامات استفهام عديدة تحيط بالدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، وهى الدورة التى تتولى رئاستها المخرجة هالة جلال، أول سيدة تتولى هذا المنصب فى عمر المهرجان، فالكل يتساءل عن سبب حالة السرية التى فرضتها هالة على المهرجان، منذ توليها المسئولية، وخروجها به من جدران المركز القومى للسينما، وهو الجهة المنظمة للمهرجان، فى سابقة لم تحدث من قبل، وأشياء أخرى كثيرة واجهناها بها فى أول حوار لها خصت به «الشروق» لتزيح الستار عن كل كواليس وتفاصيل الدورة الجديدة للمهرجان، التى تنطلق فى الفترة من 5 إلى 11 فبراير المقبل، والتحديات والعقبات التى واجهتها فى مرحلة التحضير..
كانت البداية حينما سألتها عن رد فعلها عقب تلقيها عرضًا لتولى مهمة رئاسة المهرجان.. فقالت:
بلا شك هى مسئولية كبيرة، لكنى لست من الناس الذين يخافون المسئوليات، وكان أول رد فعل انتابنى أننى شعرت بالقلق، وظللت أفكر هل أستطيع أن أحدث نقلة للمهرجان، ولأى مدى سأحقق نجاحًا، وأكون سعيدة بما أفعل، ورغم أننى بطيئة فى اتخاذ قراراتى، لكن لم أستغرق وقتًا طويلًا، وحسمت موقفى سريعًا، وبدأت العمل، لأننى لست غريبة على المهرجانات، فالسيرة الذاتية الخاصة بى تتضمن تنظيم الكثير من المهرجانات داخل مصر وخارجها، والمسألة بالنسبة لى ليست صعبة، وكل ما أحاول فعله، هو تقديم مهرجان أشعر بالرضا التام عنه.
< هل طلبت أى صلاحيات خاصة فى بداية توليك المسئولية؟
- لا أبدًا، كل ما فعلته أن عرضت تصورًا خاصًا للدورة الجديدة، ما أسعى لتحقيقه حاليًا، بالطبع واجهتنى عقبات لكن حاولت التغلب عليها، وأهمها الميزانية التى تقدر بنحو 3 ملايين جنيه، وهو رقم ضعيف للغاية، إضافة أن المهرجان عليه مديونيات من السنوات السابقة، لكن هذا هو ملعبنا، نحن المخرجين الذين يعملون بالسينما المستقلة وبنوعية الأفلام غير التجارية، فاعتادنا على التكيف مع الميزانيات الضعيفة، والبحث عن موارد مختلفة، وعمل شراكة مع جهات أخرى تساعدنا على إنهاء مهمتنا على أكمل وجه، وهو ما فعلته هذه الدورة، حيث طرقت كل الأبواب للحصول على دعم يساعدنا فى تقديم دورة ناجحة، منها شركات خاصة، ومؤسسات حكومية مثل صندوق التنمية الثقافى وهيئة التنسيق الحضارى وغيرهما، فهناك تعاون كبير بيننا، هم يقدمون لنا كل الدعم الذى نريده، ونحن نمنحهم حقوقًا وصلاحيات يستحقونها.
< ما تأثير خلو المركز القومى للسينما من منصب الرئيس خلفًا لحسين بكر على ممارسة مهام عملك؟
- لا يوجد أى تأثير، فالحقيقة أن دكتور حسين بكر بدأ معنا تحضير الدورة الـ26، وقبل انتهاء مدته، كانت كل الإجراءات الورقية انتهت تقريبًا، وعليه لا نواجه أى مشاكل، والأمور تسير بشكل جيد.
< لماذا اخترت إدارة المهرجان من خارج جدران المركز القومى بخلاف ما كان يحدث بالسنوات الماضية؟
- لا أحب التقيد بمكان، وليس لدىّ مكان بعينة لأدير من خلاله المهرجان، خاصة أننى استعنت بفريق من السينمائيين مكون من مخرجين ومنتجين، بخلاف ما كان يحدث بالدورات السابقة، حيث كان تتم الاستعانة بالنقاد، وذلك لأننى أرى أن السينمائيين هم الأجدر بإدارة وتقديم حدث فنى كبير مثل هذا، ونحن كسينمائيين لا يشغلنا المكان كثيرًا، فربما ندير الليلة كلها من مقهى، كما أننى جئت لأفاجأ بإرث لا دخل لى به داخل المركز، من أفكار قديمة، ولائحة لدى اعتراضات كثيرة على بعض بنودها، وأتمنى تغييرها مستقبلًا، وتوقيت المهرجان الذى حرمنا من أفلام مهمة للغاية، حيث تمت محاصرتنا بين مهرجانين كبيرين، هما «كليرمون فيران» و«برلين»، ولم يراعِ من اختار هذا التوقيت، أن هناك مهرجانات كبيرة تُقام فى أوقات متزامنة مع «الإسماعيلية السينمائى».
< هل تقصدين أنك تعانين من البيروقراطية داخل المركز القومى للسينما؟
- لا أعانى من أى أزمات، لكن ما أقصده أن داخل المركز اعتادوا على نمط معين فى العمل لم يعد موجودًا بالعالم كله، مثل لجنة المشاهدة، وهو أمر انتهى من المهرجانات، وأصبحت هناك مجموعة من المبرمجين دورهم اختيار الأفلام.
< من هم الفريق المعاون لك.. وهل هناك مدير فنى للمهرجان؟
- قمت بتفكيك هذا المنصب، لعدة مناصب، فلكل مسابقة مديرها، حيث يتولى المخرج مروان عمارة مدير مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، والمخرجة ماجى مرجان مديرة الأفلام القصيرة، والمخرج أحمد نبيل يتولى مسابقة النجوم الجديدة، ويتولى كل من ماجى مرجان ومصطفى يونس مسئولية ملتقى «الإسماعيلية السينمائى»، وتغريد العصفورى وشريف فتحى مديرى ورشة ذاكرة المكان، وأخيرًا عبدالفتاح كمال، مدير برنامج نظرة على التاريخ، وحنان راضى، مدير برنامج نظرة على سينما العالم.
< هناك إحساس عام أنك تفرضين سياجًا من السرية على المهرجان بدليل اختفاء أخباره بشكل غير معتاد من وسائل الإعلام.. فما تعليقك؟
- لا أفرض أى سياج من أى نوع، ولا أحرص على التكتم، لكن لدى حساسية كبيرة من «الفرقعة» الصحفية، فأنا لا أريد الإعلان عن شىء قبل التأكد منه، مثل قائمة الأفلام، فلقد بذلنا جهدًا كبيرًا فى التفاوض على أفلام مهمة، لم نتقاضَ مقابل مادى لها، ولم نكن لنعلنها إلا بعد إجازتها، وهى الآن ما زالت فى الرقابة، تمت إجازة بعضها، وهناك أفلام فى انتظار اجازتها، كما أن هناك مهرجانات أخرى تُقام قبلنا، ومن حقها أن تحصل على حقها فى النشر دون مزاحمة، وأخيرًا أؤكد أنه لا يوجد مهرجان بالعالم يعلن أخباره قبل عقد المؤتمر الصحفى الخاص به.
< إلى أى مدى وصلت مرحلة التحضير للدورة الجديدة؟
- لمرحلة متقدمة للغاية، فقد استقررنا على الأفلام المشاركة بالمهرجان وعددها 51 فيلمًا، من 34 دولة، مقسمة كالتالى 10 أفلام تسجيلية طويلة و24 فيلمًا فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة والتحريك، و17 فيلمًا بمسابقة النجوم الجديدة، وهى التى حلت مكان مسابقة أفلام الطلبة، بخلاف أفلام البرامج الموازية التى تُقام على هامش المهرجان، كما استقررنا على قائمة المكرمين، فالدورة 26 مهداة للمخرج على الغزولى، وسوف نكرم صناع الأفلام نبيهة لطفى وعطيات الأبنودى، وتهانى راشد، وماهر راضى، وسمير عوف، والكاميرونى جان مارى تينو، والأمريكى روس كفمان، كما اخترنا أعضاء لجان التحكيم، فتتكون لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل من الكاميرونى جان مارى تينو، ونادين صليب والبرازيلى رودريجو برن، أما مسابقة الأفلام التسجيلية والقصيرة والتحريك فتكون لجنتها من الفرنسى سولونج بوليه، والألمانى كارلوتا كيتل، ومحمد حاتم، وأخيرًا مسابقة النجوم الجديدة تتكون لجنة تحكيمها من التونسية إنصاف وهيبة والمخرجان بسام مرتضى وإسلام كمال.
< هل هناك إمكانية لاختيار أفلام إنتاج المركز القومى للسينما للاشتراك بمسابقات المهرجان؟
- لا، هذا أمر مرفوض تمامًا، لوجود تضارب فى المصالح، لأن المركز هو الجهة المنظمة للمهرجان، والأمر ذاته ينطبق على جموع السينمائيين الذين يعملون فى إدارة المهرجان حتى لو أفلامهم جيدة.
< ماذا فعلت تجاه أزمة المهرجان فى عزوف الجمهور عن الحضور؟
- قمنا بعمل ترجمة عربية للأفلام الأجنبية تسهيلًا لمهمة الجمهور الإسماعيلاوى، خاصة أن هذا الأمر أحد أهم أسباب عزوف الناس عن مشاهدة الأفلام، وتواصلنا مع جمعيات ومؤسسات شبابية كثيرة فى الإسماعيلية، وهناك تعاون كبير بيننا وبين اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، المتحمس بشكل كبير لهذا الحدث السينمائى، ومنحنا أماكن عرض جديدة بفايد والقنطرة غرب لنصل لأكبر شريحة من الجمهور، كما قمت بعمل توازن بين الأفلام التسجيلية والقصيرة والتحريك التى تحظى بإقبال جماهيرى كبير، فالإدارات السابقة كانت تهتم بالتسجيلى على حساب القصير.
< من أهم عناصر الجذب لأى مهرجان وجود نجوم كبار.. فهل قمت بدعوة عدد منهم للحضور؟
- أنا ضد استخدام النجوم كإكسسوار، وكان من الممكن دعوة فنانين كبار بحجم الفنانة يسرا، لكنها لم تعمل فى مجال السينما القصيرة من قبل، وعليه قمنا بتوجيه الدعوة لصناع الأفلام والممثلين الذين اشتركوا فى هذه النوعية من الأفلام، وتأكد حضور كل من الفنانين سيد رجب وسلوى محمد على وأميرة فتحى وعمر حسن يوسف وخالد كمال والمخرجتين هالة خليل وساندرا نشأت.
< هناك أزمة أخرى عانى منها المهرجان بدوراته السابقة خاصة بجودة العرض.. فماذا فعلت تجاه هذه الأزمة؟
- هذه الأزمة تصدرت أولوياتى، خاصة أننى مخرجة ويهمنى عرض العمل بكواليتى جيد، وعليه قمت بعمل تعاقدات مع هيئات تدعمنا واستأجرت أجهزة صوت وبروجيكت، لتفادى أخطاء الماضى، وأتوقع ألا تحدث مشاكل أثناء العرض.
< من أهم مزايا الدورات الأخيرة للمهرجان ترميم عدد من الأفلام القديمة.. فهل تكملين هذا المشوار؟
- للأسف ضيق الوقت منعنا من ترميم الأفلام، ولكن قمنا بعمل تصحيح ديجيتال لبعض الأفلام النادرة، مثل مشروع تخرج الراحلة عطيات الأبنودى.
< هل صحيح أنك قمت بإلغاء كتب المكرمين بالدورة الجديدة؟
- نعم، فالكتب التى تتحدث عن قاماتنا الفنية تحتاج لوقت لعمل الأبحاث والدراسات اللازمة، وليس جمع المعلومات من ويكيبيديا، وعليه إذا لم يكن الكتاب قيمًا، فالاستغناء عنه أحسن.
< أخيرًا.. ماذا تسعى هالة جلال لتحقيقه بالدورة الـ26 لـ«الإسماعيلية السينمائى»؟
- أسعى أن يتحول المهرجان إلى ملتقى بين صناع هذه النوعية من السينما المختلفة عن السينما التجارية من منتجين ومخرجين، إضافة للجمهور، وعمل ما يشبه بتبادل المنفعة والمصلحة، وأن يحدث تبادل خبرات، وينتج عن هذا مشروعات قابلة للدعم والتنفيذ، وعليه حرصت على دعوة كل صناع الأفلام المشاركة، ودعوت أكبر عدد ممكن من السينمائيين، كما أسعى لجذب الجمهور الإسماعيلية والمحافظات المجاورة لهذا الحدث الفنى المهم، كما يحدث بالمهرجانات الأخرى التى تحمل اسم المدينة التى يُقام بها المهرجان، وأتعهد فى هذا للجميع بعرض أفلام ذات مستوى رائع تم اختيارها بعناية، وبجودة كبيرة، وبعمل ورش يحاضر فيها قامات فنية كبيرة، وندوات لن تكون «مكلمة»، وسيكون المهرجان فسحة فنية جميلة، فقد توليت المسئولية، ليس لتحقيق نجاح شخصى، ولا أتعامل بروح التحدى، لكن هدفى هو إسعاد الناس، ورغبة فى الإتقان وتحقيق الأحلام الكبيرة التى أراها ممكنة، فلا أؤمن بالمستحيل.