في أجواء يسودها التوتر، توجه الناخبون في بوروندي صباح اليوم الثلاثاء، إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في انتخابات رئاسية من المتوقع أن يفوز فيها بيار نكورنزيزا بولاية ثالثة، رغم التنديد الدولي وفرار الآلاف تخوفا من أعمال العنف.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها رسميا الساعة السادسة صباحًا بتوقيت بروندي وتغلق عند الساعة الرابعة مساءً.

وسمع دوي انفجار وإطلاق أعيرة نارية صباح اليوم قبيل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية في بوروندي في حي موساجا (جنوب بوجمبورا)، فيما أكد مسئول من الشرطة، مقتل شرطي مساء أمس في انفجار قنبلة يدوية بحي موكاتورا، كما أشار شهود إلى مقتل مدني بالرصاص ليلا في نياكابيجا في ملابسات غامضة.

بدوره، ندد ويلي نيامتموي المستشار الرئيسي للاتصالات للرئيس نكورونزيزا، بما أسماه بـ«أعمال إرهابية» تهدف إلى «تخويف الناخبين»، بحسب وصفه.

وينتخب حوالى 3.8 ملايين بوروندي، اليوم رئيسهم، في اقتراع تدينه المعارضة والمجتمع المدني اللذان يعتبران ولاية ثالثة للرئيس بيار نكورونزيزا مخالفة للدستور بينما اغرق ترشحه البلاد في اسوأ ازمة سياسية تشهدها منذ عشرة اعوام.

وبعد الفوز الواسع للحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية والبلدية التي جرت في 29 يونيو وقاطعتها المعارضة، فرغت الانتخابات الرئاسية من كل رهان أيضا، فلا شك في فوز نكورونزيزا لأنه لا يواجه سوى أربعة مرشحين جاؤوا من تشكيلات معروفة بتحالفها مع السلطة.

ولم يسحب المعارض الرئيسي له اجاتون رواسا رسميا ترشحه، لكنه يقول إنه "لم يقم بحملة ويعترض مسبقا على شرعية الانتخابات"، مطالبا بتأجيلها، كما يرى أنه لا يحق لنكورونزيزا الترشح.

أما المرشحون الثلاثة الآخرون الذين تسجلوا فهم، جان ميناني رئيس الحزب المعارض «فروديبو»، ورئيسا الدولة السابقان دوميسيان ندازيزيي وسيلفستر نتيبانتوجانيا وجميعهم يعترضون على ترشح الرئيس لولاية ثالثة.

وقد أعلن جميع هؤلاء المرشحين انسحابهم من السابق معتبرين أن "المناخ السياسي والأمني الذي تنظم فيه الانتخابات لا يضمن طابعا تعدديا وشاملا وحرا وشفافا للانتخابات".

فيما وصف ليونس نجيداكومانا رئيس أكبر تحالف للمعارضة، يوم الأحد، هذه الانتخابات بـ«الانقلاب الدستوري».

وقبل ساعات على فتح مراكز الاقتراع، دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس الاثنين، السلطات البوروندية إلى "القيام بكل ما بوسعها عمله من أجل فرض الأمن وإجراء الانتخابات الرئاسية بشكل سلمي".

ودعا مون جميع الأطراف إلى، "الامتناع عن القيام بأي نوع من أعمال العنف التي يمكن أن تزعزع استقرار بوروندي والمنطقة".