تواصل «الشروق» نشر تفاصيل وتداعيات مصرع عازف الجيتار والفنان المتعدد المواهب عمر خورشيد في حادث سير يوم 29 مايو 1981. وبالرغم من مرور نحو 40 عاماً إلا أن فاجعة مصرعه المفاجئ لا تزال تثير الجدل، ويكتنفها الغموض، لاسيما بعد إعلان أخيه غير الشقيق إيهاب خورشيد تلقي العزاء، بعد أيام من وفاة وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف في 13 يناير 2021.
موقف إيهاب خورشيد دفع «الشروق» للبحث في الصحف ووسائل الإعلام التي صدرت في توقيت الحادث.. وهي ليست متاحة على شبكة الإنترنت والأرشيفات الرقمية المعروفة بطبيعة الحال.. لتقدم لقرائها تفاصيل ما حدث في الليلة الأخيرة من حياة عمر خورشيد.. وتسلط الضوء على ظروف الواقعة وصولاً إلى المتسبب فيحادث مقتله، وذلك من واقع نص أقوال الشهود وتحريات مباحث شرطة الهرم التي وقعت الجريمة في نطاقها.
وبعد أن نشرت «الشروق» تفاصيل مصرع عازف القيثارة عمر خورشيد، تعود في هذه السطور لتنشر تداعيات القبض على الشاب السعودي وما حدث معه، والتهم التي وجهتها إليه النيابة، وشهادة الفنانة مديحة كامل التي أدلت بها في تحقيقات القضية، وماذا قال عمر خورشيد أثناء المطاردة التي حدثت بين سيارته وسيارة الشاب السعودي قبل مصرعه، وذلك استناداً إلى أرشيف الصحف والمجلات المصرية التي صدرت في ذلك الوقت.
النيابة توجه للشاب السعودي تهمة القتل الخطأ
في عدد جريدة الأهرام بتاريخ 3 يونيو 1981 نطالع خبرا عن توجيه النيابة إلى الشاب السعودي أحمد عبد الرحمن فهد الشامخ تهمة "قتل الفنان عمر خورشيد بالخطأ"، وكانت هذه التهمة واحدة من 4 تهم واجهتبها النيابة الشاب السعودي.
وإجمالاً فإن التهم الموجهة إليه هي: التسبب خطأ في قتل الفنان عمر خورشيد، وإصابة زوجته دينا، وقيادة السيارة بسرعة تزيد عن الحد المقرر (60 كيلو مترًا) وبحالة تعرض حياة المواطنين وأموالهم للخطر.
ماذا قالت الفنانة مديحة كامل في التحقيقات؟
أشرنا في الحلقة الأولى إلى أن الفنانة مديحة كامل كانت تتبع عمر خورشيد بسيارتها قبل مصرعه في شارع الهرم، وكانت شاهدة على وقائع الحادث.
ونشرت جريدة الأهرام أقوال مديحة كامل في عددها الصادر بتاريخ 14 يونيو 1981، وقالت في نص التحقيق الذي باشره المستشار علي عبد الشكور المحامي العام لنيابة الجيزة، إنها كانت تقضي سهرتها ليلة وقوع الحادث بصحبة الفنان عمر خورشيد وزوجته دينا، بمنزل أحد أصدقائه بالزمالك، عندما اتصل صديقهم سعد المطوع الشاهد الأول في الحادث وطلب انتظاره لاستكمال السهرة في فندق مينا هاوس، وغادروا المنزل، حيث استقلت مديحة كامل سيارة المطوع، بينما كانت دينا بصحبة زوجها.
وتكمل مديحة كامل أقوالها بأن الطالب السعودي أحمد عبدالرحمن، تعرض لعمر خورشيد وزوجته، وبدأت معاكاساته للسيارتين؛ ما أدى إلى إثارة غضب خورشيد، فراح يطارده، إلى أن فوجئنا عند مشارف الطريق الصحراوي بالشاب السعودي ينحرف بشدة ناحية سيارة عمر خورشيد، مما اضطره إلى الانحراف معه، وسارع السعودي بعدها بالهرب، وعندما حاول خورشيد العودة إلى شارع الهرم، اصطدمت سيارته بالجزيرة الوسطى، وانقلبت عدة مرات.
نفس نص الأقوال نشرتها جريدة الجمهورية في عددها الصادر بتاريخ 14 يونيو 1981 أيضاً.
الطالب السعودي تسبب في حادث تصادم سابق لخورشيد
ما زلنا مع أقوال مديحة كامل أمام النيابة ونشرتها جريدةالأهرام، إذ اختتمت الفنانة الراحلة أقوالها بأن دينا زوجة عمر خورشيد أخبرتها أن الطالب السعودي سبق أن تسبب لهما في حادث تصادم سابق، عندما اعترض طريقهما بسيارته.
إلى هنا انتهت أقوال الفنانة مديحة كامل. لكن بالبحث في أرشيف مجلة آخر ساعة في شهر يونيو 1981، نجد حواراً صحفياً أجراه المحرر ثروت فهمي مع عائلة خورشيد بعد مصرعه، وكان لدينا زوجة عمر خورشيد تصريح يتوافق مع أقوال مديحة كامل أمام النيابة.
فحين سألها المحرر عن عمر خورشيد قائلاً: ألم يقل لك شيئاً وأنتما في السيارة أثناء المطاردة؟
قالت دينا: سألني أليست هذه هي السيارة التي كانت تطاردنا في شهر نوفمبر الماضي؟
قطع في رقبة عمر خورشيد.. والشاهد: بسبب تهشم الزجاج
قبل 3 أشهر، ألمحت مها أبو عوف زوجة الموسيقار الراحل إلى وجود شبهة جنائية في حادث مصرع زوجها، وقالت إنها وجدت عند الكشف على خورشيد، وجود جرح بطول 30 سنتيمترا في الرقبة، موضحة أن الزجاج لا يترك هذا الأثر.
في مجلة آخر ساعة أيضاً، وجدنا تصريحاً لسعد عبد العزيز المطوع الشاهد الأول عن الحادث، فيما يخص مسألة الجرح القطعي في رقبة خورشيد، إذ قال " طارت قطعة من الزجاج في اتجاه عنقه – خورشيد – فقطعت الشرايين بسبب تهشم الزجاج".
ما هو مصير الطالب السعودي المتهم؟
بالعودة إلى أرشيف الأهرام بتاريخ 3 يونيو 1981، نجد أن قراراً صدر من النيابة بتوجيهات من المستشار علي عبد الشكور المحامي العام لنيابة الجيزة وصفته الصحيفة بأنه "إنساني"، بإخلاء سبيل الطالب السعودي بضمان محل إقامته حتى يتمكن من أداء امتحانه في مادة القانون الزراعي، وتأجيل مواجهته بشهود الحادث حتى صباح اليوم التالي.
وفي يوم 4 يونيو من نفس العام، نشرت صحيفة الجمهورية أن ياسر الرفاعي وكيل نيابة الهرم، قام بتأجيل مواجهة الطالب السعودي بشهود الحادث حتى ينتهي الامتحان يوم 21 من الشهر الحالي.
وبعد هذا التاريخ يخلو أرشيف الصحف عن تطورات قضية الطالب السعودي، التي توقفت عند حد إخلاء سبيله بضمان محل إقامته وبكفالة خمسة جنيهات.
اقرأ أيضًا
الأرشيف يتكلم - تفاصيل ليلة مصرع عمر خورشيد: الشهود اتهموا شابا سعوديا ممنوعا من السفر بالتسبب في الحادث