أعلنت دار ديوان للنشر إصدارها" كتاب "كنوز مقابر مصر..عجائب الأمور في شواهد القبور"، للدكتور مصطفى الصادق، أستاذ الطب المتفرغ بقصر العيني والمهتم بتراث وتاريخ جبانات القاهرة القديمة.
ويعتمد الصادق في كتابه على مرجع تاريخي مهم قلَّما ما التفت إليه باحث أو مؤرخ، كاشفًا عن كنوز خفيّة لم يوثقها أحد من قبل.
ويصحب مصطفي الصادق الشغوف بالتاريخ والتراث قرائه في جولات عبر مقابر القاهرة مؤرخًا لبعض القادة السياسيين والمحاربين، والأمراء من أسرة محمد علي باشا الكبير من خلال شواهد قبورهم.
ووصف الصادق شواهد القبور، بأنها تمثل كنزا فنيا وتاريخيا؛ فهي تروي لنا من خلال زخارف وتكوينها الفني البديع، تفاصيل غاية بالإبهار؛ حيث تلاحظ بأن الشواهد التي تكون لقبر سيدة يتواجد أعلاها ما يشبه التاج، أما بحالة المدفون رجل فإن أعلاه يوجد ما يشبه العمّة، وذلك خلال ندوة حضرتها "الشروق" بشهر سبتمبر من العام الماضي.
ولفت الصادق، لبعد مهم في كتابات الشواهد وهي أنها لم تكتف فقط باسم المتوفي وتاريخ وفاته وأبيات الشعر التي توثق سنة الوفاة بحساب الجمل؛ فقد تضمنت بعض الشواهد سيرة ذاتية مقتضبة لصحابها بذكر وظيفته ودرجاته العلمية وتجربة دراسته في الخارج؛ فضلا عن عنصرا آخر وهو تأريخ للوفاة بالساعات والدقائق، مع ذكر ظروف الوفاة إن كانت لمرض أو أزمة قلبية وغيرها.
وأكد الصادق القيمة التاريخية الشاهد بأنه يكون أحيانا أصدق وأدق من معلومات الواردة بالكتب، فمع زيارتي لقبر والد إسماعيل باشا صدقي وقراءتي تاريخ الوفاة المدون عليه، والعودة لمذكرات إسماعيل صدقي وجدت أنه ذكر تاريخا لوفاة والده بخلاف المدون على الشاهد، وأدهشني الأمر بالبداية؛ لكن مع البحث اتضح لي أن صدقي قد أملى مذكراته وهو في سن قارب التسعين، ما معناه أن حالة الذاكرة قد تكون تأثرت، لذلك فالمعلومة الأكثر دقة هي المدونة على الشاهد.