السيسي في احتفالية عيد الشرطة: مصر تعيش في سلام وأمان بفضل تضحيات الشهداء والمصابين - بوابة الشروق
الأربعاء 22 يناير 2025 5:03 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

السيسي في احتفالية عيد الشرطة: مصر تعيش في سلام وأمان بفضل تضحيات الشهداء والمصابين

مصطفى المنشاوي ومصطفى عطية
نشر في: الأربعاء 22 يناير 2025 - 2:38 م | آخر تحديث: الأربعاء 22 يناير 2025 - 2:38 م

الرئيس: ثمن الاستقرار مؤلم وقاس لكن ندفعه من أجل استقرار 100 مليون مصري

والدة شهيد تهدي الرئيس قلادة ابنها: أعطيك أغلى ما عندي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفالية وزارة الداخلية بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، التي عُقدت بمقر أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة، وهو العيد الذي يوافق يوم 25 يناير من كل عام.
واستقبل اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، الرئيس السيسي فور وصوله، حيث استعرض حرس الشرف، وعُزف السلام الوطني، ثم وضع الرئيس السيسي إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، وعُزف سلام الشهيد.
وصافح الرئيس السيسي عقب ذلك عدداً من قيادات وزارة الداخلية خلال تواجدهم بمحيط النصب التذكاري لشهداء الشرطة، ثم التقط صورة تذكارية مع المجلس الأعلى للشرطة.

وقال الرئيس إن مصر تعيش في سلام وأمان بفضل تضحيات الشهداء والمصابين من رجال الشرطة والقوات المسلحة، متابعًا: "لن ننسى أبداً كل شهيد أو مصاب وندعم ذويهم، كما أن مصر لم ولن تنساهم، لأن تضحياتهم هي التي تحقق الأمن والاستقرار للشعب المصري وتحفظ الدولة".
جاءت تلك الكلمة عقب مصافحة الرئيس والدة الشهيد النقيب عمر القاضي، الذي استُشهد مع أفراد كمين من المجندين أثناء تصديهم لمجموعة إرهابية في سيناء في عيد الفطر بشهر يونيو 2019، حيث أهدت الرئيس القلادة الخاصة بابنها تعبيراً عن حبها وتقديرها له.
وأضاف السيسي أن الثمن الذي دفعه الشهداء والمصابون وعائلاتهم كان غالياً من أجل أن تكون مصر في سلام وأمان، وأن المطلوب من الجميع المحافظة على الأمن والسلام، معرباً عن شكره لكل من ضحى وقدم الدماء من أجل مصر.

وقال السيسي: "الشر في الدنيا لن ينتهي، لكن الضمانة لحماية مصر هي تقديم التضحيات ودفع من يقوم بحمايتها الثمن الصعب، رغم أنه مؤلم وقاسٍ خاصة على أسر الشهداء. وفي النهاية، هذا هو ثمن الاستقرار الذي يعيشه 106 ملايين بجانب 9 ملايين ضيف، أي نتحدث عن 120 مليون نسمة".
ووجه الرئيس حديثه إلى أم الشهيد عمر القاضي، قائلاً: "أعلم أن الضنا غالٍ، وأن الأبناء لهم منزلة كبيرة عند الأم، وأمامنا أم قدمت ابنها فداء للوطن، فحافظوا على بلادكم عرفاناً بتضحيات الشهداء وعائلاتهم".
وتابع: "أمهات الشهداء هن من حافظن على مصر، فكل نقطة دم بُذلت حافظت على أمن واستقرار مصر".

من جانبها، ردت والدة الشهيد قائلة: "أتشرف بوجودي اليوم مع حضرتك، مقدرة التكريم الذي تقدمه لنا اليوم. لدي هدية غالية عليّ وهي سلسلة ابني المدون بها اسمه، وأقدمها لك لأنها أغلى ما عندي".
وأضافت: "أشكر سيادتك لأنك استطعت استرداد حق ابني عمر وحق كل شهيد في مصر، وأشكرك وندعمك في القضاء على الشر وناسه، وأدعو الله أن يحفظك".
فعقب الرئيس: "أشكرك باسمي وباسم كل المصريين، وربنا يتقبل الشهيد عمر في عباده الصالحين، وأن يكون ذخراً لك يوم القيامة، وأشكرك على الهدية الجميلة من رائحة عمر وسأحتفظ بها بكل حب وتقدير".
وأضاف: "أنا لم أسترد حق أي شخص، ولكن أنتم من قمتم بذلك كمصريين، وأنا لم أحافظ على البلاد ولكن أنتم من حافظتم عليها بتضحياتكم، وقبلنا جميعاً رب العباد الذي يحفظ مصر".
واستطرد: "كل نقطة دم سالت هي التي حافظت على البلاد، وكل روح راحت لربها، وكل إنسان قدم نفسه فداء هو من حافظ على البلاد".
وتابع: "أقول هذا الكلام دائماً من أجل أن يعلم كل المصريين، وأكرره ولن ننساه أبداً. كل بيت قدم شهيداً أو مصاباً لن ننساه، ونشكره ونقدم له كل الدعم، ومصر أيضاً لن تنساه، فكل ما تعيشه مصر الآن من أمن وسلام هو عبارة عن عرفان يقدم لكل أسرة شهيد، لأن هذا الثمن الذي تم تقديمه غالٍ، وهو أرواح أولادنا".

بدأت الاحتفالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، في حضور رئيس مجلس النواب حنفي جبالي، وشيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
شهدت الاحتفالية تقديم عرض فني شارك فيه عدد من الفنانين، منهم أحمد بدير وسميحة أيوب وأحمد ماهر، يتناول بطولات رجال الشرطة.
وتناول العرض الفني تضحيات رجال الشرطة والقوات المسلحة المصرية من أجل تأمين تراب الوطن على مدار السنين وخاصة في ملحمة أكتوبر المجيدة، وأشار العرض إلى أن "الجيش قدم على الجبهة روحه فداء للوطن، والشرطة قامت بتأمين الوطن وحمايته".
كما تناول العرض الفني الدور الكبير لرجال الشرطة قبل حرب أكتوبر وبعدها، ولفت إلى أن أكثر من ألف ضابط وجندي من قوات الأمن المركزي تم تدريبهم في الجيش الثاني قبل الحرب، للتعامل مع الأسلحة الثقيلة في مواجهة دبابات ومدرعات العدو، لحماية مدن القناة.
وأشار العرض إلى محاولات العدو بعد هزيمته في حرب أكتوبر للبحث عن أي انتصار، فسعى لاحتلال مدن القناة، إلا أن قوات الأمن المصرية قامت بفتح مخازن الأسلحة وتوزيعها على الأهالي وقوات الدفاع الشعبي في ملحمة تاريخية شارك فيها 18 بطلاً وقائدهم الرائد رفعت شتا قائد الوحدة اللاسلكية والملازم أول عبدالرحمن غنيمة من وحدة الاتصال.

وشهدت الاحتفالية منح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أسماء مجموعة من شهداء الشرطة وسام الجمهورية، تعبيراً عن التقدير لتضحياتهم الغالية من أجل الوطن وتكريماً لأسرهم، بالإضافة إلى منح أنواط الامتياز لعدد من ضباط الشرطة، لتميز أدائهم وتفانيهم في العمل.
وصافح الرئيس اللواء حسن أسامة العصرة، البطل الذي كان له دور كبير في معركة السويس، كما صافح عدداً من أسر الأبطال الذين استبسلوا في التصدي لمحاولات العدو الغاشم لدخول مدينة السويس في أكتوبر عام 1973، ومنهم هبة طلعت شرف، كريمة شقيق البطل الشهيد المقدم نبيل شرف، نائب مأمور قسم شرطة السويس خلال الحرب، وأميرة محمد حسن، كريمة شقيق البطل الشهيد الرائد عاصم حمودة، معاون قسم شرطة السويس في تلك الفترة.

ذكرى عيد الشرطة 1952

وتحتفل مصر في 25 يناير من كل عام بذكرى عيد الشرطة، وهو اليوم الذي جسد فيه رجال الشرطة في يناير 1952 بطولة عظيمة باستشهاد نحو 50 من أبطالها وإصابة 80 آخرين في معركة مبنى محافظة الإسماعيلية مع القوات البريطانية.
وكانت منطقة القناة تحت سيطرة القوات البريطانية وفق اتفاقية 1936، والتي كان بمقتضاها أن تنسحب القوات البريطانية إلى محافظات القناة فقط، دون أي شبر في القطر المصري، فلجأ المصريون إلى تنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقة القناة، وكبدتها خسائر بشرية ومادية ومعنوية فادحة؛ وكان ذلك يتم بالتنسيق مع أجهزة الدولة في ذلك الوقت.

ووقعت معركة الإسماعيلية بعد قيام القوات البريطانية بإطلاق قذيفة دبابة على مبنى المحافظة كنوع من التخويف لقوات الشرطة، فخرج اليوزباشي مصطفى رفعت، قائد قوة بلوكات النظام المتواجدة داخل المبنى، إلى ضابط الاحتلال البريطاني، في مشهد يعكس مدى جسارة وشجاعة رجل الشرطة.
فتوقفت الاشتباكات ظناً من قوات الاحتلال بأن رجال الشرطة سيستسلمون. وفوجئت قوات الاحتلال بأن اليوزباشي مصطفى رفعت يطلب الإتيان بسيارات الإسعاف لعلاج المصابين وإخلائهم قبل استكمال المعركة، وفقاً لتقاليد الحرب الشريفة التي اعتاد عليها المصريون. ولكن قوة الاحتلال رفضت واشترطت خروج الجميع أولاً والاستسلام، وهو ما رفضه اليوزباشي مصطفى رفعت، وعاد إلى جنوده لاستكمال معركة الشرف والكرامة، والتي لم يغب عنها أيضاً أهالي الإسماعيلية الشرفاء، حيث كانوا يتسللون إلى مبنى المحافظة، لتوفير الغذاء والذخيرة والسلاح لقوات الشرطة، رغم حصار دبابات الاحتلال للمبنى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك