حكايات فلسطينية (12).. الشيخ فريح أبو مدين مقاوم أجبر المحتل على احترامه - بوابة الشروق
الإثنين 25 نوفمبر 2024 1:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (12).. الشيخ فريح أبو مدين مقاوم أجبر المحتل على احترامه

محمد حسين
نشر في: الجمعة 22 مارس 2024 - 10:27 ص | آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2024 - 10:27 ص
واصل الاحتلال الإسرائيلي، انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، طيلة ما يزيد على 5 أشهر، وتورط الاحتلال في ارتكاب عشرات المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، ما خلّف آلاف من الشهداء والجرحى.

وشهدت غزة معاناة الآلاف من مجاعة، وسط نقص كبير في المواد الغذائية، والمعدات الطبية والأدوية والوقود، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمستشفيات.

ويعتبر الكثيرون أن العدوان الأخير على غزة يشكّل مأساة إنسانية غير مسبوقة تعد الأكثر قسوة ودموية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض "الشروق"، في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية"، على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك:

• الحلقة الثانية عشرة

تحدثنا في الحلقة السابقة عن رمز جسد نضال المرأة الفلسطينية من لأجل القضية الوطنية، ساذج نصّار أول امرأة فلسطينية تخضع للاعتقال في عهد الانتداب البريطاني بسبب نشاطها الوطني، وقد اعتقلتها السلطات البريطانية في أواخر سنة 1938 بتهمة إمداد الثوار الفلسطينيين بالأسلحة، بعد أن وصفتها بأنها "امرأة خطرة جداً" و"محرضة بارزة"، ودامت فترة احتجازها في معتقل في بيت لحم أحد عشر شهرا.

وقد نظمت حملة واسعة محلية ودولية من أجل إطلاق سراحها، وكتب لها زوجها رسالة يقول فيها: "إنه إذا لم يدخل التاريخ بسبب جريدة الكرمل، فسوف يدخله بسببها".

ونكمل مع علم آخر من التاريخ الفلسطيني باستعراض ملامح من سيرة الشيخ فريح أبو مدين، وفقا لما وردت بكتاب: "أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني (1800 - 1918)" للمؤرخ الفلسطيني عادل منّاع.

- قبيلة الحناجرة

ولد فريح أبو مدين في بئر السبع سنة 1871، وهو ينتمي إلى قبيلة الحناجرة التي يقال إن أفرادها قدِموا إلى فلسطين عن طريق شرق الأردن منذ بداية الفتوحات الإسلامية، وتمتد أراضيهم من شمال بئر السبع حتى سواحل غزة.

وبدأ فريح أبو مدين حياته المهنية سنة 1910، عندما عيّنته السلطات العثمانية عضواً في مجلس إدارة قضاء بئر السبع، وظل في هذا المنصب حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، عُيّن أبو مدين مأموراً لجباية الحبوب للجيش العثماني، الذي كان مرابطاً في جنوب فلسطين.

- معتقل في دير البلح

اعتقلته القوات البريطانية خلال أحداث الحرب واقتادته إلى معتقل في دير البلح، وهناك تعرّف إلى مدير الاستخبارات الذي قدمه إلى الضباط البريطانيين فأكرموه وقربوه إليهم، وسمحوا له بأن يحصد زرع المهاجرين من عشيرته، وساعده في ذلك عدد كبير من أهالي خان يونس وبني سهيلة ودير البلح.

وبقي في دير البلح حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918، فرجع إلى مضارب عشيرته وصار شيخاً لها.

- مقاومة بيع الأراضي لليهود

وعندما تزايدت حركة شراء الأراضي العربية من جانب اليهود، الذين قدموا إلى بئر السبع، كان الشيخ فريح أبو مدين من أهم المشاركين في المؤتمر الذي عقده مشايخ بئر السبع، سنة 1934، في مضارب التياهة؛ لبحث أفضل الطرق الواجب اتخاذها لمنع بيع الأراضي في بئر السبع لليهود ومحاربة سماسرة الأراضي.

وامتلك الشيخ فريح أبو مدين مساحات واسعة من الأراضي وعدداً من الأبنية في بئر السبع وغزة، وقد عُرف بأنه على درجة عالية من الكرم، إذ تبرع بمبنى مكوّن من طبقتين، ليكون مقراً لنادي الشباب العربي في مدينة بئر السبع.

- النكبة والنزوح لغزة

وعندما وقعت نكبة فلسطين في سنة 1948، أبى الشيخ فريح أبو مدين أن يبقى في البادية وهو أعزل من السلاح ولا قِبَل له بمجابهة اليهود، فنزح إلى غزة مع عشيرته، حيث له فيها أملاك وأراضٍ، وأقام بمخيم البريج.
أقرأ أيضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك