في منزل الوحي (12).. أمر رباني بتعليق المستقبل بمشيئة الله - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 5:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في منزل الوحي (12).. أمر رباني بتعليق المستقبل بمشيئة الله

محمد حسين
نشر في: الجمعة 22 مارس 2024 - 2:33 م | آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2024 - 2:33 م
اختص الله شهر رمضان المبارك، بفضائل عدة دون غيره من أشهر السنة، حيث شهد ابتداء نزول القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر جملة واحدة؛ إيذانا ببدء بعثة النبي وتكليفه بالرسالة.

وبعد نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، تفرّق نزول آياته بعد ذلك على امتداد سنوات البعثة النبوية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وارتبط نزول كل آية قرآنية بفرض حكم، أو تفسير أمر أو العبر والعظات من تاريخ الأنبياء والأمم السابقة.

ونعايش ونستحضر روح القرآن مع قرّاءنا، من خلال حلقات مسلسلة على مدار النصف الأول من شهر رمضان تحت عنوان "في منزل الوحي"، ونتناول خلالها مواقف نزول الآيات وأبرز ما ورد عنها بكتب التفسير والسيرة النبوية.

• الحلقة الثانية عشرة

نواصل حلقاتنا مع مقصد آخر من مقاصد تنزل الوحي وهو التعاليم والآداب الربانية التي وجهها الله للنبي وتمتد للفرد والمجتمعات على وجه عام.

- إلا أن يشاء الله

يقول الله تعالى في سورة الكهف: "وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا".

وتمثل الآية الكريمة نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول، إنه سيفعل شيئا في المستقبل إلا معلقا ذلك على مشيئة الله الذي لا يقع شيء في العالم كائنا ما كان إلا بمشيئته، والمراد بالغد: ما يستقبل من الزمان لا خصوص الغد، وهو ومن أساليب العربية إطلاق الغد على المستقبل من الزمان، وفقًا لما ورد بكتاب "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" لمحمد أمين الشنقيطي.

- تحدي قريش واليهود للنبي

وورد في أسباب نزول الآية، أن اليهود قالوا لقريش سلوا محمدا صلى الله عليه وسلم عن الروح، وعن رجل طواف في الأرض يعنون ذا القرنين وعن فتية لهم قصة عجيبة في الزمان الماضي، يعنون أصحاب الكهف، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سأخبركم غدا عما سألتم عنه"، ولم يقل إن شاء الله، فلبث عنه الوحي مدة، قيل خمس عشرة ليلة، وقيل غير ذلك فأحزنه تأخر الوحي عنه، ثم أنزل عليه الجواب عن الأسئلة الثلاثة.

وقدم النضر وعقبة على قريش مكة، فقالا: قد أتيناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، أمرتنا أحبار يهود أن نسأله عن ثلاثة أمور، فإن أخبرنا بهن فهو نبي مرسل، فاتبعوه، وإن عجز عنها فالرجل كذاب.

فمشوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا عن ثلاثة أمور، نسألك عنها، فإن أخبرتنا عنها فأنت نبي، أخبرنا عن فتية مضوا في الزمن الأول، كان لهم حديث معجب، وعن رجل طواف بلغ من البلاد ما لم يبلغه غيره، وعن الروح ما هو؟.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غدا أخبركم عن ذلك "ولم يستثن، فمكث عنه جبريل بضع عشرة ليلة، ما يأتيه، ولا يراه حتى أرجف به أهل مكة، قالوا: إن محمدا وعدنا أن يخبرنا عما سألناه عنه غدا، فهذه بضع عشرة ليلة، فكبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث جبريل عنه، ثم جاءه بسورة الكهف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنا}، فقال له جبريل: "وما نتنزل إلا بأمر ربك" ثم قرأ سورة الكهف؛ فنزل في أمر الفتية: {أم حسبت أن أصحاب الكهف} إلى آخر القصة، وفقًا لكتاب "أحكام القرآن" لابن العربي.
أقرأ أيضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك