حصدت رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» للكاتب الليبي محمد النعاس، بالجائزة العالمية للرواية العربية 2022 في دورتها الـ15، بحسب ما أعلن رئيس لجنة تحكيم الجائزة هذا العام الدكتور شكري المبخوت، على أن يحصل الفائز على جائزة قيمتها 50 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية.
تتناول الرواية تعريفات مجتمع القرية المختلفة للرجولة، لكنها، تحتفظ بتعريف واحد للرجل الضد أو "اللارجل" الذي يكون ميلاد الأسطى رمزاً له، ويبحث الكاتب من خلالها عن التعريف المثالي للرجولة في مجتمعه.
تدور أحداثها في مجتمع القرية المنغلق، الذي يبحث فيه "ميلاد" عن التعريف المثالي للرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة.
تُعيد هذه الرواية مُساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم "الجندر" وتُدين القوالب النمطية الجاهزة التي تحصر وظائف كل من المرأة والرجل في أطر مُحددة إذا تخطاها أحدهما تخطى الحد الذي سُطر له. إنها رواية الانتصار للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة، ورواية الانتصار للتجربة الإنسانية إزاء كل التوصيفات الثابتة.
ومن أجواء الرواية: "في مجتمع قريته المنغلق، يبحث ميلاد الأسطى عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصَ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت، وهكذا يقلبان الأدوار الاجتماعية. يظل ميلاد مُغيبا على حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه بما يحدث حوله".
وقال الكاتب الليبى محمد النعاس، في تصريحات لموقع جائزة البوكر للرواية العربية، أنه على الرغم من كثرة الأمثال الشعبية فى ليبيا، إلا أنه لا يوجد إلا مثل وحيد يعبر عن الصورة التى ركز عليها فى روايته وفقا للمثل الشعبى "عيلة وخالها ميلاد".
وأضاف النعاس أن الموروث اللسانى فى ليبيا لا يحتفى إلا بصورة الرجل المثالي، فتارة هو الذى مات فى المعارك التاريخية، وتارة هو الذى يربى زوجته على يده، وتارة هو الديك المسيطر على دجاجاته، وهو الفارس الذى يكبح جماح زوجته، وهكذا تتوالى حتى يمكنك رسم صورة واضحة لذلك الرجل.
الكاتب محمد النعّاس قاص وكاتب صحفي ليبي من مواليد 31 مارس1991، حصل على بكالورويس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، عام 2014، وصدرت له المجموعة القصصية "تاجوريا" وفاز بالترتيب الأول في القصة القصيرة في: مسابقة خليفة الفاخري، وعبدالله القويري.
كما صدر له "دم أزرق" (مجموعة قصصية) 2020، ثم صدر له "خبز على طاولة الخال ميلاد" (2021) وهي روايته الأولى.
جدير بالذكر أن الروايات المرشحة للقائمة القصيرة في دورتها الخامسة عشرة، هى «ماكيت القاهرة» لطارق إمام، و«دلشاد- سيرة الجوع والشبع» لبشرى خلفان، و«يوميات روز» لريم الكمالي، و«الخط الأبيض من الليل» لخالد النصرالله، و«خبز على طاولة الخال ميلاد» لمحمد النعّاس، و«أسير البرتغاليين» لمحسن الوكيلي، ويحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية.
وجرى اختيار القائمة القصيرة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الروائي والأكاديمي التونسى شكرى المبخوت، الذي فاز بالجائزة عام 2015 عن روايته «الطليانى»، وعضوية كل من إيمان حميدان، كاتبة لبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادى القلم العالمى؛ وبيان ريحانوفا، أكاديمية ومترجمة بلغارية؛ وعاشور الطويبي، طبيب، شاعر، ومترجم من ليبيا؛ وسعدية مفرح، شاعرة وناقدة من الكويت.