بعدما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس الخميس، فرض "سيطرة عملياتية"، كاملة على حي الشجاعية في غزة، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية بنهاية اليوم، سحب الكتيبة 13 من لواء جولاني، والتي منيت بخسائر فادحة منذ بدء الحرب، إضافة إلى لواء مظليين، من قطاع غزة بعد 60 يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة؛ بداعي تنظيم الصفوف، وبحسب القناة سيقضي الجنود 48 ساعة ومن ثم العودة.
وبثت الإعلام الإسرائيلي، أمس الخميس، احتفالا موسيقيا بالجنود المنسحبين، أقامه أحد رجال الأعمال الإسرائيليين، من أحد المصانع في مستوطنة بغلاف غزة بعدما تم تحويله إلى ما يشبه قاعة احتفال.
وربما يكون ما زعمه جيش الاحتلال، من فرض السيطرة على حي الشجاعية، نوعا من التغطية على قراره اللاحق بسحب قوات النخبة لديه بعد الهزائم التي لحقت بها، والتي كان أبرزها مقتل 9 جنود، بينهم ضابطان كبيران، في الثاني عشر من هذا الشهر، في سلسلة من الكمائن المتلاحقة، نصبها مقاتلو القسام، في حي الشجاعية بغزة.
ووفق خبراء كان الهدف من محاولة السيطرة على حي الشجاعية، هو الثأر لخسائر جولاني في ذات الحي عام 2014، وإيصال رسالة لتمكن لواء النخبة من التغلب على عقبة الشجاعية، لكن بالرغم من ذلك عاد وتكبد المزيد من الخسائر.
ووفقا لصحيفة إسرائيل هيوم، فمنذ السابع من أكتوبر، تكبدت الكتيبة 13 التابعة لجولاني خسائر كبيرة، حيث قُتل ما لا يقل عن 44 جنديا وضابطا، من بينهم قائد الكتيبة تومر جرينبرج، والـ9 جنود الذين قُتلوا في كمين القسام بحي الشجاعية، وفق الصحيفة.
وكان القائد الأسبق للواء جولاني، موشيه كابلنسكي، قد قال في لقاء له عبر القناة 12 الإسرائيلية، الأحد الماضي، إن لواء جولاني خسر نحو ربع قواته منذ السابع من أكتوبر، مؤكدا مقتل 88 جنديا، منهم 72 في اليوم الأول من الحرب، مشيرا إلى أنهم أعادوا وضع استراتيجيتهم، واختاروا تنظيم أنفسهم خارج الحرب.
ويعتبر لواء جولاني من قوات النخبة، فهو أول الألوية التي انضمت إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويحمل اسم "اللواء 1"، فقد أُسس في 22 فبراير 1948 قبل إعلان دولة الاحتلال.
يضم جولاني في صفوفه آلاف الجنود، ويتكون من عدة كتائب ووحدات أبرزها، كتيبة باراك، وكتيبة جدعون، ووحدة إيغوز الخاصة، المختصة بحرب المدن، وتخضع لتدريبات واختبارات صارمة، تتعلق بنصب الكمائن واستراتيجيات الاستطلاع والتمويه.